اجتماع علماء يهود ومسيح بالرياض

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

الاعتدال لايقاس في عقد اجتماعات مع علماء الديانات الأخرى بدون المنظم للاجتماع أن يكون هو يتبنى الاعتدال مع ابناء دينه ومجتمعه، الاعتدال ليس في أحياء الحفلات الماجنة ونشر الرذيلة والبغاء، قبل أسبوعين عقد في  الرياض استضافت السعودية وحسب البيان الرسمي السعودي وصف الحاضرين في الأعداد الكبيرة من العلماء المسلمين واليهود والمسيحيين للحديث مع  بعضهم البعض الآخر، هذا الاجتماع عقد في أسم  ملتقى «القيم المشتركة بين أتباع الأديان» الغاية من الاجتماع  لتأسيس ثقافة الحوار والتعايش، الحقيقة المرة من يستهدف المسلمين واليهود والمسيح والسيخ والهندوس هم التيارات الوهابية التكفيرية نتاج المدرسة الدينية السعودية الرسمية الحاكمة، كل افكار التكفير مصدرها من السعودية الوهابية، قبل عدة ايام شيخ كويتي خريج المدارس الوهابية السعودية اسمه عثمان الخميس تطرق إلى تكفير طائفة دينية عراقية وهم الصابئة قال هؤلاء يسكنون بالقرب من الأنهار في جنوب العراق وهم كفرة، تصوروا حتى الصابئي المسكين لم يسلم من فتاوى تكفير الوهابية، هناك حقيقة كل مواضيع التكفير الصادرة من الوهابية السعودية تكون ذات طابع سياسي، كان ولازال يمكن الحكومات العربية ومشيخة الأزهر التصدي للتفكير من خلال اصدار فتاوى تجرم من يكفر اي مسلم سواء كان سني صوفي أو مسلم شيعي أو تكفير وقتل أصحاب الديانات الاخرى، قضية عقد اجتماعات الوحدة الإسلامية منذ عقود من الزمن، بل حتى عبدالعزيز آل سعود كان يجتمع مع علماء وشيوخ الشيعة في مكة عند ادائهم فريضة الحج حتى أن أحد المرتزقة مت المستكتبين شيوعي عراقي باع قيمه وأصبح كلب حراسة عند صحف آل سعود للكسب المادي، رأيته في مقطع فيديو بحوار مع قناة فضائية سعودية لديه صورة يقول إلى جدي شيخ عشيرة بني….. وان الملك عبدالعزيز آل سعود الوهابي استقبله…..الخ من الكلام الرخيص، اقول إلى هذا المسخم جدك اجتمع عند عبدالعزيز آل سعود والنتيجة هل عبدالعزيز آل سعود أمر شيوخ الوهابية في التوقف عن تكفير الشيعة يا مرتزق…..،.

انا في حياتي أيضا دخلت ضمن لجان محلية للتقارب بين المسلمين السنة والشيعة في الدنمارك لكن المشكلة اللجان بمبادرات شخصية وليست مدعومة من دول وزعامات اكيد يكون مصيرها الفشل، استطعنا ولله الحمد اقناع الكثير من المسلمين أن العوامل المشتركة التي تجمع السنة والشيعة أكثر من التي تفرقهم، وفعلا هناك من استفاد من ذلك، قضية ترك الحوارات مابين أصحاب الديانات بدون تدخل من الأنظمة وبالذات النظام السعودي والرئيس المصري والرئيس التونسي لوجود جامعة الزيتونة الإسلامية في تونس لاتأتي بنتيجة، لو صدر قرار من الملك السعودي إلى شيوخ المؤسسة الدينية الوهابية بعدم تكفير السنة الصوفية والشيعة بالتأكيد مفتي السعودية يصدر فتوى بحرمة قتل الشيعي والسني وكذلك بقية اتباع الديانات الأخرى ويتم طوي صفحات التكفير والقتل.

 المناظرات في القنوات الفضائية مابين السنة والشيعة للأسف محصورة مع الوهابية، والقنوات الوهابية تحضر شيوخ وهابية كلمات سباب وشتائم وافتراء وبهتان وتدليس والغاية تشويه سمعة الشيعة وتكفيرهم، لو كانت النوايا صادقة والخلاف ليس سياسي لتم تنظيم  مناظرات حوار حقيقية مبنية على معرفة كل طرف في اعتقادات الطرف الآخر، من مصلحة الاستعمار وبشهادة المستر همفر مؤسس الحركة الوهابية  استغلال الخلافات المذهبية لتأجيج الكراهية واضعاف المسلمين واسقاط دولة خلافتهم واحتلالهم وهذا ماحدث، الحوارات   في البرامج التلفزيونية في القنوات الوهابية الغاية زيادة  الشقاق الطائفي.

الخلافات المذهبية ليست وليدة اليوم، وبلا شك كل مسلم يتمنى أن يحل الأمن والسلام والإخاء مابين المسلمين وغير المسلمين، شيء ممتاز نسمع  استضافة السعودية لمؤتمر يدعوا إلى التمسك بالقيم المشتركة، بقناة الجزيرة الطائفي احمد منصور استضاف الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز وايضا اثار الأمير طلال بن عبدالعزيز ضد الشيعة، إلتفت اليه قال له اسمع يا احمد انا سالت الشيخ ابن باز عن الخلاف مابين السنة والشيعة اجابني الخلاف أن الشيعة يأخذون سنتهم من ال بيت رسول الله ص والسنة يأخذون السنة من الصحابة، التفت اليه طلال بن عبدالعزيز رحمه الله وقال له ابن باز يذهب لمناظرة الفاتيكان للاجتماع بهم طيب لماذا لايزور مواطنتينا الشيعة بشرق السعودية لزيادة اواصر الترابط والاخوة، عندها الطائفي احمد منصور انخرس وصمت. 

مهما تكلمنا ضد السعودية فهي دولة تملك الأموال ولها رمزية مهمة بسبب مكانتها ووجود مكة المكرمة والمدينة المنورة إمتلاكها للاموال الضخمة جعل لها زعامة على  العالم الإسلامي السني بشكل خاص، ويفترض بالسعودية بظل وجود مكة والمدينة تتبنى الأمر خطاب التسامح والتقارب. 

سيد مقتدى الصدر اجتمع به الملك عبدالله بن عبدالعزيز وطلب منه السماح للشيعة زيارة الامام الحسن ع والإمام علي بن الحسين ع ومحمد الباقر وجعفر الصادق ع وبقية آل البيت ع لكن لم تستجيب السعودية لطلب السيد مقتدى الصدر، محاولة الإعلام السعودي القول ( أن من  أشعل المتطرفون النار خلال عقود سيطروا فيها على المنابر والخطابات الاجتماعية توارت بسببهم الأصوات المعتدلة والمتسامحة).

الحقيقة من أشعل نار التطرف والكراهية هي عقائد ابن تيمية وابن عبدالوهاب التي تدرس في سلك التعليم بالسعودية ولايمكن إنهاء شيوخ الدين، هل الحاكم بالسعودية طلب من مفتي السعودية إصدار فتوى بعدم تكفير الشيعة والسنة المتصوفة وبقية الديانات ومفتي السعودية رفض تنفيذ طلب الديوان الملكي منه، بالتأكيد المفتي ينفذ مايريده منه الملك وولي العهد، سؤال طلال بن عبدالعزيز إلى ابن باز حول الفرق بين السنة والشيعة فكان جواب ابن باز خالي من لغة تكفير الشيعة لعلمه مسبقا أن الأمير طلال بن عبدالعزيز كان يتبنى النهج القومي العربي ولديه علاقات طيبة مع شخصيات شيعية كثيرة.

نتمنى  نرى صوت العقل يعم في المملكة العربية السعودية وحذف فتاوى التكفير مفيد للسعودية ربع مواطنيها شيعة، مانراه من عقد مؤتمرات في الرياض مسألة حملة علاقات عامة لتبيض وجه السعودية المتورطة بكل جرائم القتل والكراهية والتفخيخ والقتل والسبي بكل دول العالم.

الحكومة السعودية اعتقلت شخصيات وهابية متطرفة تتزعم منظمة الإخوان المسلمين الوهابية روحيا لكن اعتقال شخصيات بدون حذف فتاوى التكفير لايعالج محاربة الارهاب، وإنما محاربة جزء صغير من المتطرفين وإبقاء غالبية المتطرفين يعملون بكل حرية على نشر الخراب والقتل والكراهية.

السعودية وقطر والإمارات وتركيا يستخدمون الدين والوهابية ودعم حركات الإخوان المتوهبة في استهداف العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والجزائر وتونس  لتحقيق أغراضهم  الخاصة وتعزير شرعيتهم  وذلك بدعم الأصوات المتشددة وشيوخ السوء وقادة عصابات الذبح والاعلام المتطرف الذي  يملك المفاتيح لعقول وقلوب الجماهير الساذجة والبسيطة النتائج كانت وتكون  كارثية. انتشرت ثقافة الكراهية على أوسع نطاق ونرى غالبية شباب العالم الاسلامي متشربين لهذا الخطاب المتطرف ينضمون إلى الجماعات المسلحة أو يتعاطفون معها، اليوم ذهبت مع صديق لي إلى عيادة طبية وجدت شخص عربي مصاب بمرض الطائفية تحدث عن أوكرانيا وقال إيران سرقت عظام الصحابة في سوريا، صديقي رد عليه هل حجر بن عدي الكندي منهم ومن الذي فجر ضريحه، كان جوابه انه لايعرف حجر بن عدي الكندي وهو من اصحاب رسول الله ص المقربين، ياسبحان الله..

23/5/2022