فيينا / الجمعة 29. 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في كتاب العميد في علم التجويد للمؤلف محمود علي بسة: المد العارض للسكون هو: أن يقع السكون العارض بعد حرف المد أو اللين فى كلمة، فالأول نحو الرَّحِيمِ*، والثانى نحو مِنْ خَوْفٍ. وسمى عارضا للسكون لعروض سكونه فى الوقف دون الوصل، وحكمه الجواز لجواز قصره إلى حركتين باستثناء المتصل العارض للسكون الذى لا يجوز قصره إلى هذا المقدار. وجواز توسطه أى مده أربع حركات مطلقا. وجواز مده خمس حركات إذا كان متصلا. وجواز مده ست حركات فى كل أقسامه. (أقسامه) وينقسم إلى ستة أقسام، وهى: المد العارض للسكون المطلق نحو تَعْلَمُونَ. اللين العارض للسكون نحو سَوْفَ. المتصل العارض للسكون نحو جاءَ. البدل العارض للسكون نحو مَآبٍ. المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو الصَّلاةَ. المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو عَقَلُوهُ. وذلك لأن الحرف الواقع قبل السكون العارض قد يكون حرف لين لا مد، فهو اللين العارض للسكون. وقد يكون حرف مد مسبوق بهمز فهو البدل العارض للسكون. وقد يكون السكون العارض نفسه فى همز فهو المتصل العارض للسكون، أو فى هاء تأنيث، أو هاء ضمير، وقد يكون السكون العارض واقعا فى غير همز ولا هاء تأنيث، ولا هاء ضمير، بعد حرف مد ليس مسبوقا بهمز فهو المطلق.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 65)، و “هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 66)، و “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 67)، و “إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 68)، و “وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 69).
عن موقع دار السيدة رقية للقرآن الكريم لماذا توجد ضمة على الواو لكلمة “اشْتَرَوُا” ولا توجد على كلمة “خَلَوْا” و “مَشَوْا” توجد سكون في بداية سورة البقرة؟ السؤال: لماذا توجد ضمة على الواو لكلمة “اشْتَرَوُا” ولا توجد على كلمة “خَلَوْا” و “مَشَوْا” توجد سكون في بداية سورة البقرة؟ الجواب: حرّكت الواو في كلمة (اشتروُا) بالضم في قوله تعالى: “أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى” (البقرة 16) وذلك لوجود همزة الوصل بعدها ـ في كلمة (الضلالة) ـ حيث لا يمكن اجتماع الساكنين (وهو ضم عارض للتخلّص من التقاء السّاكنين). أما (خلوْا) في قوله تعالى: “وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ” (البقرة 14)، و (مشوْا) في قوله تعالى: “كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ” (البقرة 20) فلا توجد بعدهما همزة الوصل، بل تبقى واو الجماعة على حالتها الطبيعية وهو حالة السكون.
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 70)، و “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 71)، و “وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 72)، و “وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 73)، و “يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 74).
جاء في موقع موضوع عن المد العارض: الفرق بين اللين بالمد العارض للسكون: هناك فرق بين المد اللين والمد العارض للسكون، وقد لا ينتبه البعض لهذا الاختلاف، لكن العلماء أوضحوا أهم الفروق، وهي: حروف المد العارض للسكون، سكون هي حروف المد الطبيعي، وهي الواو المشترك قبله، والياء المكسور قبله، والألف المفتوح قبله. وأما حروف مدّ العين فهي اثنان فقط، وهما الواو الذي يسبقه، والياء المكسور الذي يسبقه. المد العارض للسكون متبوع بحرف متحرك، ولكن في نهاية السكون، الحرف هو سكون بسبب الوقوف. يمتد إلى حركتين أو 3 أو 6 حركات. أما مد اللين فلا يتحقق إلا بالوقوف عليه. المد نفسه، في المد العارض، يكون أطول، ولكن في حالة المد الناعم، يكون أقل بسبب عدم تجانس الحرف.
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران “وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف اواو)” (ال عمران 75)، و “بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 76)، و “إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)” (ال عمران 77)، و “وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)” (ال عمران 78).
جاء في الموسوعة الحرة عن تاريخ علم القراءات في مكة: نشأة مدرسة القراءات بمكة: لا يخفى على المسلمين أن مكة هي مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وفيها بدأت الدعوة الإسلامية، ومنها انتشر نور الإسلام في كل أصقاع الدنيا، لذا تميزت مدرسة مكة بأنها ظهرت مع ظهور الإسلام وبدايته، فقد كان معلمها الأول هو معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، فكان عليه الصلاة والسلام يقرئ أصحابه القرآن مشافهة، ويقوم بتلقينهم إياه، وذلك لأن القرآن إنما حمل في صدور الرجال في بادئ الأمر، لا في الصحائف والأوراق، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بسائر القراءات المتواترة وأقرأ عليها، وهنا يلزم التسليم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بتحقيق الهمزات، وقرأ بتسهيلها، وقرأ بتغييرها، وقرأ بإسقاطها، وقرأ بفتح الألف، والتقليل فيها، واجتماعها، والإمالة فيها، وقرأ بالإدغام الصغير، والإدغام الكبير، وقرأ بالفصل بين الحروف المدغمة، وقرأ كذلك بسائر الفرشيات التي تنسب إلى الأئمة العشرة، إذ ثبت بأسانيدهم المتواترة أنهم تلقوا ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم. تطور مدرسة القراءات في مكة على أيدي الصحابة: لم يكن للصحابة اشتغال بشيء أولى من اشتغالهم بالقرآن الكريم، ولذلك كثر فيهم القراء والحفاظ، ولكن لم يكن أولئك القراء بالضرورة على وفق المناهج التي اختارها القراء فيما بعد من التخصص، والجمع بين الوجوه، واستقرائها، وإنما كان محض عبادة يؤدونها على حسب ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان على علماء التابعين أن يتعقبوا هؤلاء الأئمة القراء ليتخيروا قراءاتهم وفق اختياراتهم ومناهجهم. فمن أبرز من اشتهر بالإقراء في مكة من الصحابة: الأول: معاذ بن جبل: وهو الذي خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد فتحها، ليقرئ أهلها القرآن ويُفَقِّههم في الدين. الثاني: عبد الله بن عباس: ويعتبر أستاذها الأكبر، وكان من شيوخه: أبي بن كعب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة.