أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / عادات عيد الفطر الدينية والشعبية (ح 1)

عادات عيد الفطر الدينية والشعبية (ح 1)

فيينا / الأربعاء 10. 04 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
السفرات الروحية في الأديان المختلفة مثل الصيام والحج تنتهي باعياد بعد ان يجهد الانسان نفسه في رضا خالقه بانجازه الاعمالية والروحية المطلوبة منه ونجاحه فيها. وإذا كان الطالب ينجح في امتحاناته فلابد أن يفرح ويفرح المجتمع كذلك به. قال الله عز وعلا “قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ” (يونس 58). ورد ذكرالعيد مرة واحدة في سورة المائدة “قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (المائدة 114). ورد في كتاب الصوم للمراجع العظام: إنَّ عيد الفطر يأتي بعد الصوم، والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شكّ. قال الله سبحانه: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة ” (البقرة 45). وقد فسر الصبر في الآية بالصوم، وقد قيل (الدنيا صوم يوم). ومع الوصول إلى الهدف تنتفي الحاجة إلى الصوم ويجب الإفطار وإظهار الفرح لذلك معنوياً. وأما عيد الأضحى، فهو يأتي بعد عناء السفر إلى الحجّ، الذي يرمز إلى السفر إلى الهدف, بتقديم مقدماته وإنجاز أسبابه. فإذا حصل الوصول وانتهى السفر، كان معناه حصول الهدف، لأنَّ السفر إلى الهدف ينتهي بالوصول إليه لا محالة، ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح. جاء في معاني القرآن الكريم: البهجة: حسن اللهو وظهور السرور، وفيه قال عز وجل: “حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَة ” (النمل 60)، وقد بهج فهو بهيج، قال: وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” ﴿ق 7﴾.
يستشهد بعض المفسرين بآيات قرآنية عن احتفالات ايام ولادة الأنبياء والأولياء  والاحزان ايام وفياتهم عليهم السلام بايات منها في سورتي مريم والصافات”وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين” (الصافات 181-182)، وشيخ الأنبياء نوح عليه السلام”سلام على نوح في العالمين” (الصافات 79)، وابو الانبياء ابراهيم عليه السلام”سلام على إبراهيم” (الصافات 109)، وموسى وهارون عليهما السلام”سلام على موسى وهارون” (الصافات 120) و يحيى عليه السلام”وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا” (مريم 15)، وعيسى عليه السلام”والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا” (مريم 33). وفي روايات البر بأصحاب الديانات الاخرى ومنهم اصحاب الديانة المسيحية في أعيادهم وهو نوع من القسط كما جاء في الاية الكريمة “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” (الممتحنة 8). ويعتقد ان شجرة عيد الميلاد لها علاقة بالاية الكريمة “وهزي إليك بِجِذْع النخلة ” (مريم 25).
جاء عن موقع توينكل: الاغتسال: من سنن وآداب عيد الفطر، الاغتسال قبل الذهاب إلى المصلّى، والغسل للعيد سنة مؤكدة في حق الجميع الكبير والصغير، الرجل والمرأة على السواء، فقد ثبت عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلّى. التزين: من سنن وآداب عيد الفطر التزين، في العيد في اللباس. فيمكن شراء ملابس جديدة أو ارتداء الملابس الجميلة حسنة المظهر كنوع من أنواع الفرحة بحلول يوم العيد. الإفطار قبل الصلاة: من سنن وآداب عيد الفطر، الإفطار قبل الصلاة أو الأكل قبل الخروج إلى المصلّى، فعن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ، صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَغدو يومَ الفِطرِ حتَّى يأكلَ تَمراتٍ، ويأكلُهُنَّ وِترًا). المشي إلى مكان الصلاة: من سنن وآداب عيد الفطر، الذهاب إلى مصلّى العيد ماشياً لا راكباً، فإن ذهب راكباً فلا حرج. فعن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: (كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج إلى العيد ماشياً، ويرجع ماشياً). تغيير المسار من وإلى المسجد: من سنن وآداب عيد الفطر، الذهاب لأداء صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ). الاستماع إلى خطبة صلاة العيد: من سنن عيد الفطر وآدابه، حضور خطبة العيد، وتكون بعد الانتهاء من الصلاة، لقوله، صلّى الله عليه وسلّم بعدما صلّى العيد: (إنّا نخطَبُ، فمَن أحبَّ أن يجلِسَ للخُطبةِ فليجلِسْ، ومَن أحبَّ أن يذهبَ فليَذهَبْ). تأدية صلاة تحية المسجد: من السنة، إذا كانت صلاة العيد في المسجد، فإنه إذا دخل المسجد صلّى ركعتين لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا دخَل أحدُكم المسجدَ فلا يَجلِسْ حتى يصلِّيَ ركعتَين) صلاة العيد: من سنن عيد الفطر ومن أهم مقاصد التشريع في الإسلام اجتماع القلوب والمودة والإخاء بين المسلمين، لذلك شرع الله الاجتماع في كثير من العبادات ومنها صلاة العيد. فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يأمر الناس كلهم بالخروج إليها، حتى أمر النساء الحيض قائلاً: (يَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ). وكما ذكرنا مسبقاَ أنه يستحب الاغتسال والتجمل والتزين لهذا المحفل العظيم. ويستحب أيضاً في عيد الفطر أن يفطر المسلم على تمرات قبل الذهاب للمصلّى. ويبدأ وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقت الزوال، ويستحب أن تصلّى في الخلاء أو في المصلّى لا في المسجد، ولا بأس بالصلاة في المسجد إذا لم يتيسر المصلّى أو شق الذهاب إليه. ولا يستحب لصلاة العيد أذان ولا إقامة، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام (يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ).
جاء في صحيفة الشرق الأوسط عن العيد في السعودية فرائحية سنوية من حبات القمح المشوية إلى أفخر الأطباق العالمية للكاتب بدر الخريف: حافظ السعوديون في مختلف مناطق بلادهم على مظاهر العيد القديمة، مستذكرين عيد أيام زمان ومحاولين إبقاء مظاهر هذه الفرائحية التي تتكرر مرتين في العام في ذاكرتهم من خلال عيدي الفطر والأضحى، كما احتفظت ذاكرة السعوديين بمعاناة الشعراء في العيد. وتختزن الذاكرة الشعبية السعودية مظاهر جميلة عن العيد في بلادهم ظلت على مدى عقود ديدن المجتمع من منطلقات دينية وأخرى اجتماعية، بعضها اتسمت بالنمطية في ظروف وإمكانيات بالغة الصعوبة، متجاوزين التقليدية المملة، ومع التغييرات المتسارعة التي شهدتها البلاد خلال العقود العشرة الماضية بقي العيد مناسبة مهمة تتعدى أنه مناسبة دينية صرفية إلى فرائحية اجتماعية. وحافظت المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ يحرص السكان على إبقاء هذه المظاهر القديمة ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال العقود الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد، ليبدأ سكان الأحياء بعيد الصلاة، بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ومن ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، التي تم استبدالها بأجود الحلويات العالمية الشهيرة، بعدها تحضر موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى التي تشتهر بها كل منطقة من مناطق السعودية، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر. وتتمثل احتفالية العيد بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة، لا تستغرق أكثر من ساعتين بدءاً من الساعة السابعة صباحاً، حيث يؤدي سكان الحي الصلاة في المسجد، ومن ثم يتوجهون إلى المكان المخصص، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي)، مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات، وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد، وبسبب تغير الساعة البيولوجية في شهر الفضيل، نهج البعض على تأخير إفطار العيد من الصباح إلى ما بعد الظهر، ليكون بمثابة وجبة غداء، وذلك في المنازل أو في الاستراحات أو قصور الأفراح، وبعد انتهاء هذه الاحتفالية يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم؛ ولأن الساعة البيولوجية للناس يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ويبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل لتبدأ الأسر بمتابعة فعاليات العيد التي خصصتها الجهات المختصة وتميزت بالتنوع وإرضاء جميع الأذواق، وتراوحت ما بين الفنون الشعبية، والعروض المختلفة والسينما والمسرحيات، والألعاب بمشاركة فرق من الجاليات العربية الإسلامية والأجنبية تعرض فنونها ورقصاتها أمام الحضور، إضافة إلى عروض الألعاب النارية التي تطلق في أماكن محددة من المدينة بإشراف من الدفاع المدني.
جاء في موقع موضوع عن العيد في ماليزيا: احتفال الماليزيين بعيد الفطر يُعتبر العيد في ماليزيا أحد أكثر الأيام النابضة بالحياة، فالعيد الماليزيّ يوم غنيّ بالتقاليد الماليزيّة، والمتمثلة بالملبس، والمأكل هذا فضلاً عمّا تحويه البيوت الماليزيّة من حفاوة وسرور لاستقبال العيد، حيث تشتهر كلمات التهنئة الماليزيّة ب “ماف زاهير دان باتين”، والتي تعني باللغة العربية اللهم اغفر أخطائي، حيث يردد أبناء ماليزيا هذه الكلمات عندما يلتقون ببعضهم البعض في يوم العيد، وتدلُّ هذه العبارة على أنَّ يوم العيد يوم غفران الذنوب، ونشر التسامح بين الناس. عيد الأضحى في ماليزيا: يحتفل المسلمون في ماليزيا بعيد الأضحى في نهاية موسم الحج من كلّ عام، حيث يتوجّه أعداد كبيرة من الماليزيين إلى مكة لأداء مناسك الحج، ويُعتبر عيد الأضحى تخليداً لإظهار النبي إبراهيم الطاعة المُطلَقة لأمر ربّه بالتضحية بابنه إسماعيل، فأمره الله بعدها بذبح أضحية بدلاً عن ابنه، حيث يبدأ المسلمون الماليزيّون أول أيام العيد بالتوجّه إلى المساجد للاستماع لخطبة العيد وتأدية صلاة العيد، ثمّ ذبح الأضاحي من الماعز، والبقر، والغنم، والحملان، وتوزيع لحومها على الأقارب، والأصدقاء، والفقراء والمحتاجين، ثمّ يتجمّعون على ولائم تجمع الأقارب والأصدقاء في أجواء روحانية تُجدّد القيم الاجتماعية كصلة الرحم والتعاطف مع الآخرين. تقليد البيت المفتوح في ماليزيا ينفرد الماليزيون بتطبيق تقليد البيت المفتوح خلال الاحتفال بمعظم أعيادهم، وهو تقليد يُساهم في دعم روح الوحدة الوطنية بين الماليزيين، حيث يُنظّم مسلمو ماليزيا في العيد عادة محلية تتمثل بفتح أبواب المنازل؛ لاستقبال الجيران، والأصدقاء، والأقارب، كما يُمكن أنْ يأتي إلى البيت المسلمون الصينيون، والهنود، والغرباء؛ حيث يتم تقديم وجبات الطعام الشهيّة، ويتم الاستمتاع بالأطعمة المحلية، والمعجنات المنزليّة. أطعمة العيد في ماليزيا تشتهر ماليزيا بالعديد من الأطعمة التي تُقدّم في يوم العيد، ومنها ما يأتي: الكيتوبات: (ketupat)، تُعدّ من أشهر الأطعمة الماليزية التي تُحضّر من الأرز، وتُطهى في أوراق الخيزران الملفوفة بشكل مميّز. الليمانج: (lemang)، طبق يتكوّن من الأرز المخلوط بحليب جوز الهند، والذي يُطهى في عيدان الخيزران المُجوّفة والمغلفة بورق شجر الموز، ويُقدّم هذا الطبق بجانب صلصة الفول السوداني الحارّة. الريندانج: هو الطعام المصنوع من اللحم البقريّ المخلوط بمعجون الفلفل الحار، وحليب جوز الهند، بالإضافة إلى البهارات المختلفة، وجوز الهند المطحون. كويه رايا: وهي قطع من البسكويت بألوان ومذاقات مُتعدّدة تُقدّم للضيوف في جِرار مُزيّنة.

اترك تعليقاً