الرئيسية / مقالات / عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 3) (ويسر لي أمري)

عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 3) (ويسر لي أمري)

فيينا / الثلاثاء 18 . 06 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
في أيام العيد لا يعسر المؤمن الأمور ويجعلها شائكة، فان من صفات المؤمن اللين وعدم الخشونة مع الأقرباء والأصدقاء، والتغاضي عن الهفوات. جاء في معاني القرآن الكريم: يسر اليسر: ضد العسر. قال تعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” (البقرة 185)، “سيجعل الله بعد عسر يسرا” (الطلاق 7)، “وسنقول له من أمرنا يسرا” (الكهف 88)، “فالجاريات يسرا” (الذاريات 3) وتيسير كذا واستيسر أي: تسهل، قال: “فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي” (البقرة 196)، “فاقرءوا ما تيسر منه” (المزمل 20) أي: تسهل وتهيأ، ومنه: أيسرت المرأة، وتيسرت في كذا. أي: سهلته وهيأته، قال تعالى: “ولقد يسرنا القرآن للذكر” (القمر/17)، “فإنما يسرناه بلسانك” (مريم 97) واليسرى: السهل، وقوله: “فسنيسره للعسرى” (الليل 7)، “فسنيسره للعسرى” (الليل/10) فهذا وإن كان قد أعاره لفظ التيسير فهو على حسب ما قال عز وجل: “فبشرهم بعذاب أليم” (آل عمران 21). واليسير والميسور: السهل، قال تعالى: “فقل لهم قولا ميسورا” (الإسراء 28) واليسير يقال في الشيء القليل، فعلى الأول يحمل قوله: “يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا” (الأحزاب 30)، وقوله: “إن ذلك على الله يسير” (الحج 70). وعلى الثاني يحمل قوله: “وما تلبثوا بها إلا يسيرا” (الأحزاب 14) والميسرة واليسار عبارة عن الغنى. قال تعالى: “فنظرة إلى ميسرة” (البقرة 280) واليسار أخت اليمين، وقيل: اليسار بالكسر، واليسرات: القوائم الخفاف، ومن اليسر الميسر.
إن زيارة الإخوان والأقرباء ومشاركتهم فرحة العيد من صفات المؤمن كون الإنسان يحتاج الى معين عند الحاجة. عن تفسير الميسر: قال الله تعالى “وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” ﴿طه 26﴾ وَيَسِّرْ: وَ حرف عطف، يَسِّرْ فعل، لِي: لِ حرف جر، ى ضمير، أَمْرِي: أَمْرِ اسم، ى ضمير. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي: سهله حتى أقوى على القيام به. قال موسى: رب وسِّع لي صدري، وسَهِّل لي أمري، وأطلق لساني بفصيح المنطق، ليفهموا كلامي. واجعل لي معينا من أهلي، هارون أخي. قَوِّني به وشدَّ به ظهري، وأشركه معي في النبوة وتبليغ الرسالة، كي ننزهك بالتسبيح كثيرًا، ونذكرك كثيرا فنحمدك. إنك كنت بنا بصيرًا، لا يخفى عليك شيء من أفعالنا. جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” ﴿طه 26﴾ “ويسِّر” سَهِّلْ “لي أمري” لأبلغها.
في أيام العيد خاصة، على المحتفلين به أن ييسر الأمور أي يسهلون ولا يعقدوها بحيث تحل الفرحة بين الناس. وندعو الله تعالى بذلك حتى تهدأ الأمور بين المتعايدين. جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله سبحانه “وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” ﴿طه 26﴾ أى: وسهل لي ما أمرتنى به، فإنك إن لم تحطنى بهذا التيسير، فلا طاقة لي بحمل أعباء هذه الرسالة. قال صاحب الكشاف: (لما أمره بالذهاب إلى فرعون الطاغي لعنه الله عرف أنه كلف أمرا عظيما، وخطبا جسيما يحتاج معه إلى احتمال مالا يحتمله إلا ذو جأش رابط، وصدر فسيح، فاستوهب ربه أن يشرح صدره، ويفسح قلبه، ويجعله حليما حمولا يستقبل ما عسى يرد عليه من الشدائد التي يذهب معها صبر الصابر. وأن يسهل عليه في الجملة أمره الذي هو خلافة الله في أرضه، وما يصحبها من مزاولة معاظم الشئون، ومقاساة جلائل الخطوب).
الأمر بين الناس لا يتطلب تعقيده وإنما تيسيره وخاصة أيام الأعياد وأرجاع الأمور الى كتاب الله تعالى ففيها الحل الشافي للامور. جاء في معاني القرآن الكريم: أمر الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدر أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: “إليه يرجع الأمر كله” (هود 123)، وقال: “قل: إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء” (آل عمران 154)، “أمره إلى الله” (البقرة 275) ويقال للإبداع: أمر، نحو: “ألا له الخلق والأمر” (الأعراف 54)، ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق وقد حمل على ذلك قوله تعالى: “وأوحى في كل سماء أمرها” (فصلت 12) وعلى ذلك حمل الحكماء قوله: “قل الروح من أمر ربي” (الإسراء 85) أي: من إبداعه، وقوله: “إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون” (النحل 40) فإشارة إلى إبداعه، وعبر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدم فيه فيما بيننا بفعل الشيء، وعلى ذلك قوله: “وما أمرنا إلا واحدة” (القمر 50)، فعبر عن سرعة إيجاد بأسرع ما يدركه وهمنا.
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث ما هو السلوك الصحيح في الاعياد الاسلامية؟ للشيخ صالح الكرباسي: نحن و العيد: كيف يجب أن نكون في الاعياد، و بأي مظهر و سلوك يجب أن نظهر؟ هذا ما ينبغي أن يطرحه الإنسان على نفسه و يسعى للحصول على الإجابة الصحيحة له. بما أن الأعياد الإسلامية هي أيام عظيمة و مباركة تتنزل فيها الرحمة الإلهية لتشمل الناس جميعاً صغاراً و كباراً، لكن يكون النصيب الأوفر للمؤمنين و المؤمنات، فلا بد من الاهتمام بيوم العيد و ليلته لأنها من الأوقات المميزة التي لا بد من اغتنامها. إن يوم العيد يوم فطر (افطار)، ويوم زكاة، ويوم رغبة الى الله و الى ما يرضيه، فهو يوم اجتماع على طاعة الله، يوم تحميد الله و تمجيده، يوم عبادة و تضرع و دعاء، يوم الجوائز الكبرى، يوم اتحاد المسلمين و اظهار شوكة الاسلام. إن يوم العيد يوم إدخال السرور على الفقراء و المساكين، و يوم التآخي ونبذ الخلافات، يوم المحبة و الاحسان، يوم الشكر و الدعاء، يوم صلة الارحام، و يوم الشفقة على الايتام الذين يفتقرون لحنان الأمهات و لحماية الآباء، و بكلمة إن يوم العيد هو يوم الله فلنرضي الله فيه.

اترك تعليقاً