الرئيسية / مقالات / اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 25)

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 25)

فيينا / الأثنين 23. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
تكملة للحلقة السابقة عن الاستاذ الدكتور عبد الرزاق منصور علي كما جاء في موقع لنكد ان ما الفرق بين اليهود وبني إسرائيل؟: 6- للمزيد من تفاصيل الفروق بين بني إسرائيل واليهود يرجى الرجوع للآيات 40 حتى 53 من سورة البقرة التي تذكر قصة بني إسرائيل ونلاحظ أنها جاءت مباشرة بعد قصة آدم مع ابليس وهبوطهم من الجنة- واختتمت قصة بني إسرائيل بالآية “وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (البقرة 53) مما يعني أن موسى أرسل لهم بالكتاب والفرقان الذي يتضمن العلم والمعرفة المتعمقة- ثم بدأت الآية 54 بسرد قصة اليهود “وإذ قال موسى لقومه” (البقرة 54) واختتمت قصتهم بالآية 80 من سورة البقرة “وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة 80).  إذا كان انتماء يهود العالم لسلالة واحدة خرافة، فمن أين أتى يهود اليوم؟ وكيف نفسر ذلك التعدد العرقي الذي يجعل الجماعات اليهودية أشبه بمتحف بشري يضم أغلب سلالات الأرض؟ نجيب عن ذلك بوجود عاملين رئيسيين هما: التحول، والتزاوج. والتحول هو اعتناق أفراد أو جماعات من المسيحيين والوثنيين للديانة اليهودية، في ظروف تاريخية معينة، وقد سجل التاريخ نماذج شهيرة لذلك التهود الجماعي، مثل تهود العرب اليمنيين في أواخر القرن الرابع الميلادي، وتهود مملكة الخزر في شرق أوروبا في القرن السابع الميلادي، وتهود الفلاشا الأثيوبيين، والتأميل الآسيويين، واليهود القرَّائين في طوروس. ومع ذلك التحول الجماعي، فإن الاعتناق الفردي لليهودية استمر طوال التاريخ، وأضاف لليهود أفرادًا من مختلف الأعراق والأجناس. ثم يأتي العامل الثاني وهو تزاوج اليهود بغير اليهود واختلاط اليهود عرقيًا بغيرهم من الأمم والشعوب، وعبر هذين العاملين يمكن أن نقرر في اطمئنان أن أغلب يهود العالم اليوم هم من المتهودين، وليسوا من بني إسرائيل، أو اليهود المذكورين في التوراة والقرآن الكريم كما يقرر ذلك بعض الباحثين الصهاينة واليهود أنفسهم. ومع تهود أمم وجماعات كاملة، فإن وصف (المتهودون) يتأكد لنصل إلى العصر الحالي، حيث نجد الأغلبية العظمى من اليهود هم من الذين تهودوا، ولا يمتون بصلة لبني إسرائيل. ثبت تاريخيًّا أن شعب دولة الخزر تهوَّدوا في القرن الثامن الميلادي، وهو شعب تركي آري كان يقطن منطقة آسيا الوسطى، ودولتهم التي تسمَّى باسمهم دولة الخزر كانت تقع في المنطقة بين البحر الأسود وبحر قزوين، وتشغل منطقة شمال أذربيجان وأرمينيا وأكرانيا وجميع منطقة جنوب آسيا إلى حدود موسكو عاصمة روسيا، وكان بحر قزوين يسمى بحر الخزر وهذه الدولة سقطت بعد ذلك في يد الروس، الذين احتلوها وقضوا عليها تماماً، واستولوا على جميع أراضيها، وقد تلاشت هذه الدولة من خارطة أوربا في القرن الثالث عشر الميلادي، وتوزع شعبها على دول أوربا الشرقية والغربية  فهذا يدل دلالة واضحة أن اليهود الذين يسمون الإشكنازيم-أو يهود أوربا-هم متهودون.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام عن قوم مدين: اشتباكاتهم مع بني إسرائيل: ذهب النبي موسى بحسب صريح القرآن”وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ” (القصص 22) والتوراة بعد خروجه من مصر خائفاً يترقب إلى مدين، وتزوج من بنت النبي شعيب”قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)” (القصص 27-28) وعاش عدة سنوات”إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ” (طه 40) في قبيلة مدين”إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ” (طه 40) راعيا للأغنام عند النبي شعيب. ولقد شهدت أزمنة من تاريخ قوم مدين اشتباكات مع بني إسرائيل، وقد جاءت قصصها في الكتاب المقدس في سفر القضاة، وذُكر فيها أن بني إسرائيل انتصروا عليهم بعد سنوات من الهزيمة والذل.  
تكملة للحلقة السابقة جاء عن دار الوفاء للثقافة والاعلام عن بني إسرائيل وإقامتهم في مصر للكاتب عبد الوهاب حسين: وقبل الاحتفال جلس الحضور في قاعة الاحتفال الضخمة جداً، وفيهم نبي الله يعقوب عليه السلام وأبناؤه الأحد عشر وجميع أهل بيته وعشيرته فلما دخل عليهم يوسف الصديق عليه السلام قاعة الاحتفال، قام له الحضور جميعاً، وخر أبواه وإخوته له سجداً، وذلك إجلالاً له لما رأوا من مظاهر العظمة والجلال والمواهب والألطاف الإلهية عليه والمقام الرفيع الذي كان له، وتحية منهم إليه، وإظهاراً للعشق والمحبة له، وشكراً لنعمة الرب تبارك وتعالى عليه وعليهم، وتكريماً وتعظيماً لمقامه السامي الرفيع، ولم يكن سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يجوز إلا لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ولا يجوز لغيره مهما كان مقامه وكانت منزلته الدنيوية والروحية، ولا يمكن أن يصدر عن نبي معصوم مثل نبي الله يعقوب عليه السلام أو يرضى به ولي الله الأعظم يوسف الصديق عليه السلام وكان سجود التحية للمعظم جائزاً في شريعتهم ومتعارفاً في زمانهم، وقد حرم في شريعة خاتم الأنبياء الكرام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وقيل: كان سجود نبي الله يعقوب عليه السلام وزوجته راحيل أم يوسف الصديق عليه السلام وأبناءه الأحد عشر أخوة يوسف الصديق عليه السلام سجوداً لله سبحانه وتعالى، وأنهم أخذوا يوسف كآية لله  جل جلاله وقبلة لهم في سجودهم، تماماً كما تتخذ الكعبة قبلة فيصلي إليها، والصلاة هي لله سبحانه وتعالى وليس للكعبة، وكذلك سجود نبي الله يعقوب عليه السلام وزوجته وأبناءه الأحد عشر لله سبحانه وتعالى لا لغيره، وقيل: كان سجوداً لله تبارك وتعالى شكراً له على نعمة اجتماع الشمل وغيرها من النعم الكبرى التي أنعم بها على يوسف الصديق عليه السلام وعليهم، وقد أخذهم الجمال اليوسفي الطبيعي والروحي البديع، وغشيهم النور الإلهي المتلألئ من محياه ومن جماله البديع وقد أراهم الله عز وجل فيه ما لم يره غيرهم فلم يتمالكوا أنفسهم حتى خروا له ساجدين. ثم أنزل يوسف الصديق عليه السلام أبويه عنده في منزله وضمهما إلى بيته وعائلته وأخلصهما بقربه وحبه ورعايته وتكفل بهما بنفسه، وأسكن إخوته وبقية أهله وعشيرته في مكان خاص اقتطعه لهم الملك (فرعون) وأعده لهم وجهزه بكل ما يحتاجون إليه من مقومات الحياة الكريمة، وكان المكان في أطراف مصر، معروف بالخصوبة وكثرة الزرع. وكان بدخول نبي الله يعقوب (إسرائيل) عليه السلام وجميع بني إسرائيل إلى مصر الحضارة والمدنية على تلك الحالة السارة، وما حدث لهم من حسن الاستقبال وحسن الضيافة وضمان الحياة الكريمة والأمن والسلامة، قد أزال عنهم النصب والتعب ونكد العيش وضيق الرزق، وفتحت لهم صفحة جديدة في حياتهم وتاريخهم تقوم على النعيم الإلهي والرعاية اليوسفية الرحيمة والمشفقة. وقد بقى بنو إسرائيل في المكان الذي أسكنهم فيه يوسف الصديق عليه السلام إلى عهد نبي الله موسى بن عمران الكليم عليه السلام في القرن الثالث عشر (13) قبل الميلاد، حيث خرج بهم بأمر الله  جل جلاله من مصر متوجهاً إلى فلسطين بعد أكثر من أربعمائة (400) سنة أقاموا خلالها في مصر، وكان عددهم قد تجاوز في ذلك العهد الموسوي الميمون ستمائة ألف وخمسمائة وسبعون (600570) وقد دخلوا فلسطين في عهد وصي موسى الكليم عليه السلام وخليفته يوشع بن نون بعد أربعين سنة قضوها في التيه في صحراء سيناء والنقب بسبب معاصيهم وتركهم الجهاد في سبيل الله عز وجل، وقد توفي موسى الكليم وأخوه هارون عليه السلام في هذه السنوات الأربعين ودفنا في صحراء سيناء قبل أن يدخلا إلى فلسطين.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع هدى القرآن عن انحرافات بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب: ثالثا: ما قيل عذاب الطمس: في الحي اليهودي ذاق اليهود العذاب على أيدي الغزاة الأجانب. وذاق النصارى العذاب على أيدي بعضهم بعضا. وفي هذا الظلام جاءهم الهدى يحمل رايته محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فبين لهم ما التبس عليهم وما اختلفوا فيه. وقص على بني إسرائيل قصصهم التي لا يعرفها غيرهم. وقص على النصارى أحداث ليلة رفع الله تعالى فيها المسيح وكان أتباع المسيح يعرفونها ولكن عندما طال الأمد قام اليهود بوضع رداء الفتنة على الأحداث ووجهوها في صالحهم. لقد قص القرآن على الأسماع. الحقيقة التي يفوز من آمن بها ورد قولهم الذي يقول أن لله ولد. فقال تعالى: “اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ” (المؤمنون 91). قال المفسرون: في الآية حجة على نفي التعدد. فمعنى ربوبية الإله. في شطر من الكون ونوع من أنواعه، هو تفويض التدبير فيه إليه. بحيث يستقل في أمره. من غير أن يحتاج فيه إلى شئ غير نفسه. فإذا كان هناك أرباب فلازم ذلك. أن يستقل كل إله بما يرجع إليه من نوع التدبير. وتنقطع رابطة الاتحاد والاتصال بين أنواع التدابير الجارية في العالم. كالنظام الجاري في العالم الإنساني عن الأنظمة الجارية في أنواع الحيوانات والنبات والبر والبحر والسهل والجبل والأرض والسماء وغيرها. وكل منها عن كل منها. وفيه ساد السماوات والأرض وما فيهن. وبما أن النظام الجاري في العالم يسير على صراط واحد فإن ذلك يعني أن المدبر واحد قوله: “وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ” (المؤمنون 91) بيانه. أن التدابير الجارية في الكون مختلفة. منها التدابير العرضية. كالتدبيرين الجاريين في البر والبحر. والتدبيرين الجاريين في الماء والنار. ومنها التدابير الطولية. التي تنقسم إلى تدبير عام كلي. وتدبير خاص جزئي محكوم، كتدبير العالم الأرضي وتدبير النبات الذي فيه. وكتدبير العالم السماوي وتدبير كوكب من الكواكب التي في السماء. وكتدبير العالم المادي برمته. وتدبير نوع من الأنواع المادية. فبعض التدبير، وهو التدبير العام الكلي يعلو بعضا، بمعنى أنه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه لتقومه بما فوقه. كما أنه لو لم يكن هناك عالم أرضي أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم، لم يكن عالم إنساني ولا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص، ولازم ذلك أن يكون، الإله الذي يرجع إليه نوع عال من التدبير. عاليا بالنسبة إلى الإله الذي فوض إليه من التدبير ما هو. دونه. واستعلاء الآلهة يؤدي إلى فساد الكون. وبما أن النظام الكوني يسير على صراط مستقيم ملتئم الأجزاء متصل التدبير، فإن هذا يعني أن المدبر واحد لا إله إلا هو.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً