فيينا / الثلاثاء 19 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه “فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا” (النساء 41) لما ذكر اليوم الآخر، وصف حال المنكرين له فقال “فكيف”: أي فكيف حال الأمم، وكيف يصنعون؟ “إذا جئنا من كل أمة” من الأمم “بشهيد وجئنا بك” يا محمد “على هؤلاء” يعني قومه “شهيدا”. وهذا كما تقول العرب للرجل في الأمر الهائل يتوقعه: كيف بك إذا كان كذا، يريد بذلك تعظيم الأمر، وتهويله، وتحذيره، وتحذير الرجل عنه، وإنذاره به، وحثه على الاستعداد له. ومعنى الآية: إن الله يستشهد يوم القيامة كل نبي على أمته، فيشهد لهم وعليهم، ويستشهد نبينا على أمته، وفي الآية مبالغة في الحث على الطاعة، واجتناب المعصية، والزجر عن كل ما يستحى منه على رؤوس الأشهاد، لأنه يشهد للإنسان، وعليه يوم القيامة شهود عدول، لا يتوقف في الحكم بشهادتهم، ولا يتوقع القدح فيهم، وهم الأنبياء والمعصومون، والكرام الكاتبون، والجوارح، والمكان، والزمان، كما قال تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس” وقال: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”، وقال: “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”، و “يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون”. وفي بعض الأخبار: المكان والزمان يشهدان على الرجل بأعماله، فليتذكر العاقل هذه الشهادة، ليستعد بهذه الحالة، فكأن قد وقعت، وكأن الشهادة قد أقيمت. وروي أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ففاضت عيناه، فإذا كان الشاهد يفيض عيناه، لهول هذه المقالة، وعظم هذه الحالة، فماذا لعمري ينبغي أن يصنع المشهود عليه؟
عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية مفهوم الأمة في القرآن الكريم والحديث الشريف للدكتور عبد الكريم حميدي: هذا الكتاب في الأصل أطروحة نال بها المؤلف شهادة الدكتوراه في المصطلح القرآني، بميزة مشرف جدًّا، يتناول الكتاب واحدًا من أكبر وأخطر مفاهيم القرآن الكريم والحديث الشريف، هو مفهوم “الأمة”، الذي يمثل الاسم الذي اختاره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عنوانًا لأتباع الإسلام ومعتنقيـه. ما أبعاد التسمية؟ وما سر اختيارها؟ وما الدلالات والقضايا التي تنطوي عليها؟ وما الواجبات والتكاليف التي ترتبها في ذمة الفرد والأمة؟ تلك بعض الأسئلة التي حاول البحث الإجابة عنها، باستقراء نصوص ” الأمة ” في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية، وباعتماد واحد من أدق مناهج تحليل الخطاب وفقه النصوص ودراسة المصطلحات، هو ”منهج الدراسة المصطلحية“. فهرس الكتاب: دلالة مصطلح (الأمة) ومقوماته فـي نصوص القرآن والحديث، دلالة لفظ (الأمة) في القرآن والحديث والاصطلاح العام، الدلالة المعجمية اللغوية للفظ (الأمة)، اشتقاق لفظ (الأمة) في اللغة، مدار مادة لفظ (الأمة) ومعناه في اللغة. الدلالة الاصطلاحية العامة للفظ (الأمة): أولًا: مفهوم الأمة عند المتقدمين، ثانيًا: مفهوم الأمة عند المتأخرين، ثالثًا: مفهوم الأمة عند المحدثين والمعاصرين، المحصل من التعريفات، حد (الأمة) في اصطلاح القرآن والحديث. موارد لفظ الأمة في القرآن والحديث، مقاربة إحصائية وصفية، دلالات موارد لفظ الأمة في القرآن والحديث، صفات مصطلح (الأمة) وعلاقاته في القرآن والحديث، بين يدي الفصل، خصائص مصطلح (الأمة) وصفاته في القرآن والحديث، في الخصائص، في الصفات. علاقة مصطلح (الأمة) بأسرته المفهومية: الأمة والقوم، الأمة والقرن، الأمة والملة، الأمة والطائفة، الأمة والفوج، الأمة والزمرة، الأمة والجماعة، الأمة والحزب، الأمة والعصابة، الأمة و الشعب، الأمة والقبيلة.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا” ﴿النساء 41﴾ شهود يوم القيامة: هذه الآية تشير إلى مسألة الشهود في يوم القيامة فتقول: “فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً” وهكذا يكون نبي كل أمّة شهيدا عليها، مضافا إلى شهادة أعضاء الإنسان وجوارحه، وشهادة الأرض التي عليها عاش، وشهادة ملائكة الله على أعماله وتصرفاته، ويكون نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخر أنبياء الله ورسله وأعظمهم، شاهدا على أمّته أيضا، فكيف يستطيع العصاة مع هذه الشهود إنكار حقيقة من الحقائق، وتخليص أنفسهم من نتائج أعمالهم. ثمّ إنّ نظير هذا المضمون قد جاء أيضا في عدّة آيات قرآنية أخرى، منها الآية (143) من سورة البقرة، والآية (89) من سورة النحل، والآية (78) من سورة الحج. والآن يطرح هذا السؤال، وهو: كيف تتمّ شهادة الأنبياء على أعمال أممهم، وكيف تكون؟ إذا كانت كلمة (هؤلاء) إشارة إلى المسلمين كما جاء في تفسير مجمع البيان، فإن الجواب على هذا السؤال يكون واضحا، لأنّ كل نبيّ ما دام موجودا بين ظهراني أمّته فهو شاهد على أعمالهم، وبعده يكون أوصياؤه وخلفاؤه المعصومون هم الشهداء على أعمال تلك الأمّة، ولهذا جاء في حق المسيح عليه السلام أنّه يقول في يوم القيامة في جواب سؤال الله سبحانه إيّاه: “مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (المائدة: 117).
يقول الشيخ جلال الدين الصغير عن عصمة الشهادة: أولى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مهمة الشهادة على كل الأمم قديمهما وحديثها،فقال سبحانه في الآية الكريمة: “وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هؤُلاَءِ” (النحل 89) وقال: “فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤُلاَءِ شَهِيداً” (النساء 41) وشهادة كهذه وبهذه الشمولية لا بد وأن تكون مسداة إلى من لا يشهد بالزور ولا يخون الشهادة ولا يكتمها، بل مثلها إنما تسدى لمن تملّكته العدالة الكاملة بحيث انه لا يحيد عنها مطلقاً، وهو ما يطابق معنى العصمة.
عن علاقة المواطنة بالأمة جاء في المركز الاسترتيجي للدراسات الاسلامية التحديد المفاهيمي لمصطلحيّ الأمّة والمُواطَنة للسيد صادق عباس الموسوي: والظاهر أنَّ تعرُّفَ الإصلاحيين المسلمين على الوطن الحديث كان من بابِ النموذجِ الأوروبي للدولة الوطَنِّية الحديثة، ومن خلال سياق سياسيّ هو الضغط الأجنبي والاحتلال والإدارة الاستعماريَّة، أي من خلال معاينة نموذجها السياسيّ في البلدان الإسلامية الواقعة تحت قبضة الاستعمار أو من خلال معاينة أوروبا في موطنها بالرحلات والبعثات والأسفار إليها. ويبدو أنَّ الإعجاب بمفهوم المُواطَنة الذي تفرضه الدولة الحديثة كان بسبب عنصرٍ أساسٍ فيه هو خصيّصة العدل، حيث يعزو (خير الدِّين التونسي) وصول ممالك أوروبا تلك الغايات والتقدُّم في العلوم والصناعات إلى التنظيمات المؤسَّسة على العدل السياسيّ. هذا العدل يتجلَّى في القانون الذي ينتظِم به أمرُ السياسة والدولة وفي هذا القانون ـ المُدَّون في كتاب هو مرجع الدولة وقاعدتها في إجراء الأحكام الذي هو الدستورـ أمُور لا يُنكِر ذوو العقول أنَّها من باب العدل. وإذ يُدخِل (رفاعة) قانون الدولة المؤسَّس على مفهوم المُواطَنة من باب العدل، يستدرِك إلى أنَّ غالب ما فيه ليس في كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله، ويريد بذلك التفريعات والتفاصيل في القانون، لكنَّه لا ينفي أنَّ أمره قام على مقتضى العقل الذي لا يُعارِض مقتضى الشرع، بينما لا يتردّد (خير الدِّين التونسي) في التقرير بأنَّ الشريعة لا تُنافي تأسيس التنظيمات السياسيّة المقوِّية لأسباب التمدُّن ونمو العمران.ويجدر ذكر أنَّ باب العدل من الأبواب المُختَلَف عليها بين المذاهب الإسلاميّة، حيث تذهب الشيعة والمُعتزلة إلى أنَّه من باب أصول الدِّين، بينما يُقرِّر الأشاعرة أنَّه من فروع الدِّين. ولقد كان للعدل أهميَّة كبيرة في فكر العلماء من المذهبين، خاصَّةً في مسألة نقد الاستبداد، ويدُّل على ذلك ما كتبه (عبد الرحمن الكواكبي) في كتابه (طبائع الإستبداد) و(الميرزا النائيني) في (تنبيه الأُمَّـة)، ما دفع كثيراً منهم لتبّني المُواطَنة كأقصرِ طريقٍ للتخلُّص من الظلم واللجوء إلى العدل، حيث رأوا في القانون المدني تفاصيل وضعيّة لخطوط شرعيَّة عالية مُستمَّدة من الله. رغمَ الكثير من هذه التأييدات للمفهومِ المذكور، بما اشتملت من بحثٍ عن أسُسِه في أغوار الشريعة أو تنقيب عن مفرداته ومردافاته في أكنافِ السُنّة والسيرة.
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك