الرئيسية / مقالات / جناس الاشتقاق في آية قرآنية (استشهدوا، شهيدين، الشهداء، شهادة، أشهدوا، شهيد) (ح 3)

جناس الاشتقاق في آية قرآنية (استشهدوا، شهيدين، الشهداء، شهادة، أشهدوا، شهيد) (ح 3)

فيينا / الثلاثاء 26 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (البقرة 282) وَاسْتَشْهِدُوا: وَ حرف عطف، اسْتَشْهِدُ فعل، وا ضمير. شهيدين اسم. الشُّهَدَاءِ: ال اداة تعريف، شُّهَدَاءِ اسم. وَأَشْهِدُوا: وَ حرف استئنافية، أَشْهِدُ فعل، وا ضمير. شهيدين اسم. شهيد اسم. الشَّهَادَةَ: ال اداة تعريف، شَّهَادَةَ اسم.
جاء في معاني القرآن الكريم: شهد الشهود والشهادة: الحضور مع المشاهدة، إما بالبصر، أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور مفردا قال الله تعالى: “عالم الغيب والشهادة” (السجدة 6)، لكن الشهود بالحضور المجرد أولى، والشهادة مع المشاهدة أولى، ويقال للمحضر: مشهد، وللمرأة التي يحضرها زوجها مشهد، وجمع مشهد: مشاهد، ومنه: مشاهد الحج، وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل مشاهد الحج: مواضع المناسك. قال تعالى: “ليشهدوا منافع لهم” (الحج 28)، “وليشهدوا عذابهما” (النور 2)، “ما شهدنا مهلك أهله” (النمل 49)، أي: ما حضرنا، “والذين لا يشهدوا الزور” (الفرقان 72)، أي: لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمهم وإرادتهم. والشهادة: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله: “أشهدوا خلقهم” (الزخرف 19)، يعني مشاهدة البصر ثم قال: “ستكتب شهادتهم” (الزخرف 19)، تنبيها أن الشهادة تكون عن شهود، وقوله: “لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون” (آل عمران 70)، أي: تعلمون، وقوله: “ما أشهدتهم خلق السموات” (الكهف 51)، أي: ما جعلتهم ممن اطلعوا ببصيرتهم على خلقها، وقوله: “عالم الغيب والشهادة” (السجدة 6)، أي: ما يغيب عن حواس الناس وبصائرهم وما يشهدونه بهما. وشهدت يقال على ضربين: أحدهما جار مجرى العلم، وبلفظه تقام الشهادة، ويقال: أشهد بكذا، ولا يرضى من الشاهد أن يقول: أعلم، بل يحتاج أن يقول: أشهد. والثاني يجري مجرى القسم، فيقول: أشهد بالله أن زيدا منطلق، فيكون قسما، ومنهم من يقول: إن قال: أشهد، ولم يقل: بالله يكون قسما، ويجري علمت مجراه في القسم، فيجاب بجواب القسم. 
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (البقرة 282) “ولا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ”. المراد بعلمه اللَّه أمره والمأمور به الكتابة بالعدل، ومن غير تحيز، وقوله: “فَلْيَكْتُبْ”  تأكيد لقوله: “لا يَأْبَ”. وسر هذا التأكيد ان الذين يحسنون الكتابة آنذاك كانوا قلة، فإذا ما امتنع الكاتب تعذر الاستعانة بغيره. وتسأل: ان قوله تعالى: “ولا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ ” نهي، والنهي يدل على التحريم، ومعنى هذا ان الكاتب يجب عليه أن يلبي إذا دعي إلى كتابة الدين، مع العلم بأن هذه الكتابة ندب لا فرض، فكيف زاد الفرع على الأصل؟. الجواب: كما حملنا قوله تعالى: “فَاكْتُبُوهُ” على الاستحباب دون الوجوب نحمل قوله: (لا يَأْبَ) على الكراهة دون التحريم. اللهم الا إذا تيقن المدعو إلى الكتابة بأن امتناعه سبب تام للفساد، ووقوع المتخاصمين في الحرام. فعندها يحرم عليه أن يمتنع، ولكن من باب دفع الفساد، لا من باب وجوب كتابة الدين. “ولْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ولْيَتَّقِ اللَّهً رَبَّهُ ولا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً”. يملل، أي يملي، والذي عليه الحق هو المديون، والضمير في منه يعود على الدين، أو على الحق، والمعنى ان المديون يجب أن يلقي على كاتب الدين الحق الذي عليه للدائن، دون نقصان، يلقيه بلفظ صريح واضح، ليكون إقرارا منه بالحق يلزم به هو أو ورثته عند الاقتضاء، فربما توفي قبل وفاء الدين، وتمنع الورثة عن الدفع، فيذهب الحق على صاحبه إذا لم يكن بيده حجة من غريمه تثبت دعواه. وهذا أقل ما يجب على المديون تجاه صاحب الدين الذي قضى حاجته، وحل مشكلته ساعة العسرة، وقد رأيت أكثر من واحد يخفض جناح الذل لصاحب المال من الحاجة راجيا أن يقرضه ما يسد به الضرورة، حتى إذا استجاب صاحب المال، وأحسن تنكر له المديون، واتخذه عدوا، ووصفه بكل قبيح، لا لشيء الا لأنه طالبه بحقه. وفضلا عن ان مقابلة الإحسان بالإساءة حرام شرعا وعقلا فإنها تنبئ عن الخبث واللؤم. شكر الخالق والمخلوق: قال تعالى في الآية 14 من سورة لقمان: “أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ” (لقمان 14). وفي الحديث: (لا يشكر اللَّه من لا يشكر الناس). وفي حديث آخر: (من أسدى معروفا إلى انسان، فشكر الخالق، وقال: الشكر للَّه. وتجاهل صاحب المعروف، فان اللَّه سبحانه لا يقبل منه الشكر، حتى يشكر من أجرى المعروف على يده) ومن هنا اشتهر: من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، ولهذه الملازمة أسرار: 1 – ان العقل والشرع يحكمان بوجوب شكر المنعم، أي منعم كان، ومن ترك هذا الشكر فقد عصى اللَّه سبحانه، والعصيان كفر وجحود لأنعمه جل وعلا. 2 – ان كرامة الإنسان من كرامة اللَّه، وفي الحديث: (ان اللَّه يقول يوم القيامة لعبد من عباده: ما منعك إذا مرضت أن تعودني ؟. فيقول العبد: سبحانك أنت رب العباد، لا تألم ولا تمرض. فيقول اللَّه: مرض أخوك المؤمن، فلم تعده، فو عزتي وجلالي لوعدته لوجدتني عنده، ثم لتكفلت بحوائجك، وقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي، وأنا الرحمن الرحيم). 3 – ان شكر المحسن من الوفاء، والوفاء دليل الصدق والإيمان، بل هو أصل الفضائل، فحيث يوجد الوفاء يوجد الصدق والإخلاص والأمانة والتضحية. والوفاء لا يتجزأ، فمن يفي لمن أحسن إليه فإنه يفي أيضا للأهل والأصدقاء والوطن، وللإنسانية جمعاء، ومن غدر بمن أحسن إليه، أو تجاهله، فإنه يتجاهل ويغدر أيضا بأهله وأصدقائه ووطنه، ومن هنا قيل بحق: من لا وفاء عنده لا دين له. وأروع ما يكون الوفاء في وقت المحنة وساعة العسرة، لأن الوفاء في وقت النعمة والميسرة وفاء للمال، لا لصاحبه، وللدنيا، لا لمن هي في يده. “فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَو ضَعِيفاً أَولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُو فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ”. السفيه المبذر الذي لا يحسن التصرف في المال، والضعيف الصبي، ومن لا يستطيع الإملاء المجنون، كل هؤلاء لا يصح منهم الإملاء والإقرار، فلا بد أن يقوم مقامهم من يتولى شؤونهم، ويقوم بعنايتهم. وتجمل الإشارة إلى أن الولي على قسمين: ولي خاص، وهو الأب والجد للأب، وولي عام، وهو الحاكم الشرعي الجامع بين الاجتهاد والعدالة، ولا ولاية له إلا مع فقد الأب والجد، والتفصيل في كتب الفقه ومنها الجزء الخامس من كتاب فقه الإمام جعفر الصادق.
عن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن (أشهد أن) “قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ” ﴿الأنعام 19﴾ لَتَشْهَدُونَ: لَ لام التوكيد، تَشْهَدُ فعل، ونَ ضمير، أَنَّ حرف نصب، أشهد فعل. قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: أيُّ شيء أعظم شهادة في إثبات صدقي فيما أخبرتكم به أني رسول الله؟ قل: الله شهيد بيني وبينكم أي: هو العالم بما جئتكم به وما أنتم قائلونه لي، وأوحى الله إليَّ هذا القرآن مِن أجل أن أنذركم به عذابه أن يحلَّ بكم، وأنذر به مَن وصل إليه من الأمم. إنكم لتقرون أن مع الله معبودات أخرى تشركونها به. قل لهم أيها الرسول: إني لا أشهد على ما أقررتم به، إنما الله إله واحد لا شريك له، وإنني بريء من كل شريك تعبدونه معه. قوله سبحانه وتعالى “قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَـٰذَا ۖ فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ” ﴿الأنعام 150﴾ قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: هاتوا شهداءكم الذين يشهدون أن الله تعالى هو الذي حرَّم ما حرَّمتم من الحرث والأنعام، فإن شهدوا كذبًا وزورًا فلا تصدقهم، ولا توافق الذين حكَّموا أهواءهم، فكذبوا بآيات الله فيما ذهبوا إليه من تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، ولا تتبع الذين لا يصدقون بالحياة الآخرة ولا يعملون لها، والذين هم بربهم يشركون فيعبدون معه غيره.
جاء في موقع اسلام ويب عن المحسنات اللفظية في القرآن الكريم: والجناس في القرآن قد يوافق المشاكلة كذلك، فإن جناس الاشتقاق قد يوافق فيه الطباق، كما في قوله تعالى: “فلا تخشوا الناس واخشون” (المائدة 44) وقوله سبحانه: “والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (البقرة 216). وقوله عز وجل: “قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون” (التوبة 52) فقد أعيدت الكلمة هنا أربع مرات: “تربصون بنا” “ونحن نتربص بكم” “فتربصوا” “إنا معكم متربصون” ولا شك أن بين هذه المواضع الأربعة جناس اشتقاق. – والجناس أيضاً يوافق الترديد، وهو إيراد الكلمة بعينها مرتين، كما في قوله تعالى: “لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون” (الحشر 20) ومنه قوله سبحانه: “حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته” (الأنعام 124) وقوله عز وجل: “لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا” (التوبة 108). والملاحظ أن قوله عز وجل “والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (البقرة:216) جمع بين ثلاثة فنون من فنون البديع في موضع واحد باعتبارات مختلفة: (الطباق) حيث وقع العلم منفياً مرة ومثبتاً أخرى، فهو من طباق السلب. (الجناس) لتماثل اللفظين “يعلمون” “يعلمون” فهو من جناس الاشتقاق. (الترديد) حيث تكرر اللفظان، وكل منهما متعلق بمعنى مختلف.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً