الرئيسية / تجارة واقتصاد / ما دور العبادي والكاظمي والسوداني؟.. الحمى القلاعية تفتك بـ1.5 مليون رأس ماشية

ما دور العبادي والكاظمي والسوداني؟.. الحمى القلاعية تفتك بـ1.5 مليون رأس ماشية

فيينا / الثلاثاء 18 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

كشف الطبيب البيطري إياد أبو الجير، يوم الثلاثاء، عن تفاقم الوضع الوبائي لمرض الحمى القلاعية في العراق، بحيث أدى إلى نفوق أكثر من مليون ونصف المليون رأس ماشية خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال أبو الجير لوكالة شفق نيوز، إن “الحمى القلاعية ليست وليدة اللحظة، بل هي موجودة في العراق منذ فترة طويلة، وتطورت بسبب الإهمال في مكافحتها”.

وأشار إلى أن “حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في العام 2008 تعاقدت مع مختبر روسي لصناعة لقاح ضد المرض، وتمكنت خلال من 3 إلى 5 سنوات من تحقيق مناعة بنسبة 100% والسيطرة على المرض”.

واستدرك “إلا أن حكومة حيدر العبادي قللت التطعيم من مرتين في السنة الواحدة إلى مرة واحدة في كل سنة ونصف، فيما حكومة عادل عبد المهدي قامت بإعادة نظام التطعيم لمرتين في السنة، بينما حكومة مصطفى الكاظمي ألغت التطعيم بشكل كلي لمدة ثلاث سنوات، مما أدى إلى تفشي المرض بشكل كبير في السنوات التالية”.

وتابع أبو الجير “حكومة محمد شياع السوداني عادت واستخدمت اللقاح الذي تم استيراده في زمن حكومة المالكي وهو لقاح غير مطور، وكان يجب عليها أن تتعاقد مع مختبر أبحاث جديد لأخذ (عزلات) جديدة من الحيوانات وتطوير لقاح فعال على أساسها”.

وأكد أبو الجير، أن “العراق وخلال سنوات 2022 و2023 و2024 فقد أكثر من مليون ونصف المليون رأس ماشية ما بين جواميس وأبقار وأغنام”، مبيناً أن “هذا المرض (الحمى القلاعية) عندما يصيب الماشية الصغيرة يقوم بتفجير القلب ويقتلها على الفور”.

وسجلت وزارة الزراعة العراقية في 16 شباط/ فبراير الجاري إصابات بمرض الحمى القلاعية بين حيوانات الجاموس في عدة مناطق من بغداد، وأكدت أن الفرق البيطرية استنفرت جهودها لعلاج الحالات المصابة والحد من انتشار المرض.

وأوضحت الوزارة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن الإصابات تركزت بين صغار الجاموس مع نسبة وفيات بلغت 5%، لكنها ضمن الحدود الطبيعية، مشيرة إلى توافر الأدوية والمضادات الطبية، وأن المرض لا ينتقل إلى الإنسان.

وفي وقت سابق اليوم، قررت عدة محافظات غلق حدودها أمام المواشي المنقولة من مناطق أخرى للحد من تفشي المرض.

وأعلن محافظ واسط محمد جميل المياحي، فرض حظر على دخول المواشي إلى المحافظة عبر السيطرات الخارجية.

وقال مكتبه الاعلامي في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، إن ذلك جاء بعد تسجيل إصابات بالحمى القلاعية بين الأبقار والجاموس في عدة محافظات، بالإضافة إلى وجود حالات مشتبه بها داخل واسط.

ودعا المياحي المواطنين إلى تجنب شراء اللحوم من الجزارين العشوائيين حفاظاً على سلامتهم.

وفي العاصمة بغداد أعلنت الحكومة المحلية (المحافظة)، في كتاب رسمي، مخاطبة فيه قيادة عمليات بغداد، منع حركة الحيوانات في الاقضية والنواحي ومداخل العاصمة في الوقت الحالي حتى إشعار آخر.

وأكدت المحافظة، في بيان ورد الى وكالة شفق نيوز، أنها فاتحت أمانة بغداد بضرورة توجيه البلديات التابعة لهم وتشكيل لجان لمتابعة رفع ودفن الحيوانات النافقة بشكل أصولي بعيداً عن مجاري الأنهر والمبازل والمناطق السكنية.

وفي محافظة بابل، التي تعد البؤرة الأولى للمرض، أطلقت السلطات المحلية حملة تعفير واسعة في منطقة العفار، بمشاركة قوات الحشد الشعبي ومديري الدوائر المتخصصة، وبإشراف رئيس مجلس محافظة بابل أسعد المسلماوي، ورئيس لجنة الأمن والدفاع مهند العنزي، وعدد من المسؤولين التنفيذيين والتشريعيين.

وبحسب العنزي، فقد أعدت خطة ثلاثية لمكافحة المرض، مؤكدا أن الحملة تعتمد على ثلاث مراحل رئيسية هي تعفير شامل للقرى المصابة، يشمل الحيوانات والشوارع وإقامة نقاط تعقيم عند المداخل، وعلاج الحيوانات المصابة بالأدوية المناسبة مع استمرار الجولات البيطرية، والثالثة التخلص من الجثث النافقة وفق إرشادات بيئية صارمة.

وفي نينوى، أعلن مدير المستشفى البيطري، عمر الحيالي، عن وقف حركة المواشي في المناطق الغربية بعد تسجيل إصابات في بلدة بادوش، مشيراً إلى أن الوضع تحت السيطرة، مع استمرار عمليات المسح البيطري.

أما في البصرة، أقصى جنوبي العراق، فقد أكد مدير المستشفى البيطري، رياض محمد، تسجيل إصابات في المناطق الشمالية، إلا أنها “محدودة ولا تستدعي القلق”، مشدداً على أن الحمى القلاعية مرض مستوطن في العراق منذ عقود.

كما اتخذ مجلس محافظة ذي قار إجراءات حازمة لمنع انتقال وباء الحمى القلاعية الى المحافظة، وذلك من خلال توجيه قيادة الشرطة بمنع دخول الحيوانات من المحافظات المجاورة.

كما وجهت دائرة صحة ذي قار والمستشفى البيطري لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار المرض في محافظة ذي قار.

ووجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة تفشي المرض، فيما أكدت وزارة الزراعة أن الحمى القلاعية “لا تشكل خطرًا على صحة الإنسان، إذ لا تنتقل عبر استهلاك اللحوم أو الحليب”.

ودعت الوزارة، الجهات الصحية إلى ضرورة التخلص السليم من جثث المواشي النافقة، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة بسبب تأخر عمليات الإزالة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً