الرئيسية / خلونا نسولف / خلونا نسولف

خلونا نسولف

فيينا / الثلاثاء 25 .  11 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

رسل جمال

اصبحت روحانية شهر رمضان تنتقل بين الغبكة والكركيعان،ورغم ان شهر رمضان شهرًا مباركًا يحمل في طياته أجواءً روحانية مميزة،  يجتمع المسلمون حول طقوسه الدينية والاجتماعية التي تتوارثها الأجيال، إلا أن التطورات الحديثة والتغيرات المجتمعية أدخلت بعض التقليعات الجديدة التي تثير التساؤلات حول مدى تأثيرها على جوهر العبادة وروحانية الشهر الكريم.
قد يتصور البعض ان رمضان هو الامتناع عن الطعام والشراب فقط،  في حين هو فرصة لتزكية النفس وتقوية العلاقة بالله من خلال الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقات، وصلة الأرحام. والرجوع  للعادات الأصيلة  خاصة في رمضان، مثل التجمعات العائلية على مائدة الإفطار، والسحور، وإحياء ليالي الشهر بالعبادة.  لان هذه العادات تعكس جوهر الشهر الكريم وتعزز قيم المحبة والتكافل الاجتماعي.
لكن مع التطور التكنولوجي وتأثير وسائل الإعلام الحديثة، أصبحنا نرى رمضان مضمار ، للسباق و المبالغة في ضخ البرامج الترفيهية والمسلسلات الرمضانية التي تخلو هي الاخرى من القيم بل على العكس تصدر صور قبيحة عن المجتمع وتتعمد تسليط الضوء على سلبياته في هذا الشهر، لذلك اصبح رمضان موسمًا رئيسيًا لإنتاج وعرض الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية التي قد تجعل الناس   ينشغلون بطريقة شيطانية عن أداء العبادات، رغم كثرة الاحاديث التي تؤكد فضل ايام رمضان .
وان المبالغة في الولائم والمظاهر الفاخرة في بعض المجتمعات حولت موائد الإفطار والسحور إلى مناسبات استعراضية تتسم بالبذخ، مما يتنافى مع روح رمضان القائمة على البساطة والشعور بالفقراء.
ولا يقف الامر عند هذا الحد فقط اذ ان الاهتمام المفرط بمواقع التواصل الاجتماعيي تحول رمضان عند البعض إلى مباراة واستعراض لعرض الانشطة اليومية عبر وسائل تؤدي إلى ضياع  احساس الخشوع والتأمل، في هذا الشهر الفضيل.
وفي النهاية ونحن نشهد وداع شهر الرحمة والغفران نرجو ان لايمضي عنا هذا الشهرولم نعيد نرتيب اوراقنا وتهذيب انفسنا ونسال الله ان يعيده علينا بالخير واليمن والبركة وعلى جميع الامة الاسلامية ولا يحرمنا من صيامه وقيامه

* سكرتير تحرير جريدة السيمر 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً