الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 76): الأبلة (والنخل ذات الأكمام)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 76): الأبلة (والنخل ذات الأكمام)

فيينا / الخميس 08 . 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع الإندبندنت العربية  بتأريخ أغسطس 2020 عن “العشار” أشهر أنهار البصرة يئن من فداحة التلوث للكاتب ماجد البريكان: مدينة مفقودة: وتحدثت مصادر تاريخية كثيرة عن مدينة قديمة تسمى “الأبلة”، كانت مزدانةً بقصورٍ فارهة وأسواق مزدحمة وحدائق غنّاء، لكن هذه المدينة توالت عليها النكبات والمحن حتى اندثرت، فهي مدينة مفقودة كان لها نهرٌ مذهل يحمل اسمها، وعنه قال الأصمعي إن “جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الأبلة”، بينما قال الثعالبي إن “نهر الأبلة في البصرة وما حواليه من ميادين النخيل والأترج والنارنج وسائر الأشجار، وفيها من أصناف الزرع وأنواع الخضر ما لا منظر أحسن منه، وعليه القصور المتناظرة ما تحار فيه العيون وتهش له النفوس”. أما الجغرافي والرحالة ابن حوقل فذكر في كتابه “صورة الأرض” أن “على جانبَي نهر الأبلة قصور وبساتين متصلة كأنها بستان واحد قد مُدت على خيط، ورُصفت بالمجالس الحسنة والمناظر الأنيقة والأبنية الفاخرة والعروش العجيبة والأشجار المثمرة والفواكه اللذيذة والرياحين الغضة ولا تخلو من المتنزهين”. ومن غرائب نهر الأبلة ما رواه ابن حوقل عن دوامة مائية في ركن النهر تدعى “گرداب الأبلة”، تسببت بغرق سفن عدة، ما اضطُر أصحاب السفن والقوارب إلى تحاشي الملاحة في النهر، إلى أن تم نقل كميات من الحجارة بواسطة قوارب وإلقائها في موضع الدوامة لردم فوهتها، وبذلك تلاشى الخطر وعادت الملاحة الى طبيعتها. ابن بطوطة: ويبدو أن الرحالة ابن بطوطة عندما جاء إلى البصرة زار الأبلة بعد انحطاطها، وعنها قال “كانت الأبلة مدينة عظيمة يقصدها تجار الهند وفارس، فخربت، وهي الآن قرية بها آثار قصور دالة على عظمتها”. وفي الحاضر تعددت الروايات والآراء بشأن الموقع الدقيق للأبلة، إلا أن أكثر الآراء الحديثة تشير الى أنها تقع على ضفة نهر العشار، وتحديداً في منطقة العشار الحالية، وأن نهر العشار ما هو إلا نهر الأبلة، ومن الأدلة القديمة على ذلك ما ذكره المحدث أبو داود السجستاني (817 – 888 م) في كتاب “سنن أبي داود”، إذ قال إن “محمد بن المثنى حدثنا عن إبراهيم بن صالح، قال: انطلقنا حاجين، فإذا رجل قال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة، قلنا: نعم، فقال: مَن يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين، أو أربعاً”، وثمة مسجد تاريخي ما زال قائماً الى جانب نهر العشار بالقرب من مدخله، هو جامع المقام.
 
ورد معنى الأبلة المتلبد من التمر  جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” ﴿الرحمن 11﴾ “فيها فاكهة والنخل” المعهود، “ذات الأكمام” أوعية طلعها. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” ﴿الرحمن 11﴾ ” فِيها فاكِهَةٌ” كثيرة وغيرها من الأطعمة والأشربة “والنَّخْلُ ذاتُ الأَكْمامِ” وهي أوعية الطلع تنشق وتخرج منها الثمار عند بلوغها النضج، وانما خص سبحانه شجرة النخل بالذكر لمكانتها عند العرب آنذاك.
 
جاء في موقع السوق المفتوح عن دليل حي الأبلة في البصرة العراق: المواصلات في حي الأبلة: يتميز الحي بسهولة التنقل منه وإليه من خلال عدة طرق رئيسية محيطة به، كما يضم الحي مجموعة من وسائل النقل العامة، وذلك ما يساعد بدوره السكان في الوصول إلى حي الأبلة بسهولة كبيرة بالإضافة إلى إمكانية الانتقال إلى كافة أحياء ومناطق البصرة الأخرى بسهولة، ومن أهم محطات النقل العامة الموجودة بالحي: كراج الصادق. كراج 5 ميل. كراج الأبلة. مميزات السكن في حي الأبلة: يتميز الحي بكونه منطقة نظيفة وآمنة جداً، ويتمتع سكان المنطقة بروح المحبة والألفة وحب مساعدة الغير، ويضم أيضاً الحي العديد من المرافق الأساسية والثانوية، مما يساعد سكانه في الحصول على كافة احتياجاتهم ومتطلباتهم ضمن الحي دون الحاجة إلى مغادرته. المرافق الأساسية والترفيهية في حي الأبلة: يتميز حي الأبلة بوجود الكثير من المرافق الأساسية والثانوية ضمنه، وذلك ما يناسب حاجة سكان المنطقة لتلبية كافة احتياجاتهم.
 
ورد معنى الأبلة المتلبد من التمر جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” ﴿الرحمن 11﴾ (الفاكهة) تشمل كلّ نوع من الفاكهة كما يقول الراغب في المفردات، وفسّرها البعض بأنّها تشمل جميع أنواع الفاكهة باستثناء التمر، حيث ذكر (النخيل) في هذه السورة بصورة مستقلّة، ويمكن أن يكون ذكر النخيل بسبب أهميّة النخل والتمر لا إستثناءً من عموم لفظ الفاكهة. (وقد أوردنا بحثاً مفصّلا حول فوائد التمر من الناحية الغذائية والمواد الحياتية المختلفة لدى تفسير الآية 11 من سورة النحل، والآية 25 من سورة مريم). (أكمام) جمع (كِم) على وزن (جِن) تطلق على الغلاف الذي يغطّي الفاكهة. و(كُمْ) على وزن (قُمْ) القسم الخاصّ باليدين من الثوب، و(كمة) على وزن (قبة) بمعنى القبعة التي تغطّي الرأس. إنّ إختيار هذا الوصف لفاكهة شجرة النخل والتي تكون في البداية مختفية في غلاف ثمّ ينشقّ الغلاف عن ثمر منظود وبشكل جميل وجذّاب يمكن أن يكون لهذا الجمال الأخّاذ، أو للمنافع الجمّة الكامنة في هذا الغلاف، فهو بالإضافة إلى كونه يقوم بمهمّة حفظ الثمرة من الآفات لحين النمو المناسب والقدرة الملائمة ويكون دوره كرحم الاُمّ الذي يحافظ على الجنين فترة زمنية مناسبة قبل خروجه إلى عالم الدنيا … فإنّه كذلك يحوي عصارة (الأسانس) الخاصّة والتي تتميّز بالمنافع الطبيّة والغذائية. كما أنّ الروعة تكمن في الوضع الخاصّ لفاكهة هذه الشجرة أيضاً، حيث تتجمّع في كميّات كبيرة منها بصورة عناقيد لتسهّل عملية قطف ثمارها، ولو إفترضنا أنّ ثمار هذه الشجرة متناثرة كما في شجرة التفاح فإنّ عملية قطف الثمار ستكون صعبة للغاية قياساً لطول شجرة النخل.
 
جاء في موقع موضوع عن أين تقع مدينة الأبلة؟ للكاتب محمد مناصير: كان لمدينة الأبلة دور هام في التاريخ، وذلك من تاريخ الفتح الإسلامي لها، كما لعبت دور الوسيط في التجارة البحرية مع الشرق، ويعد ميناؤها من أهم المراكز البحرية للملاحة البحرية الإسلامية والعربية، فقد تم فتح الأُبلة من قبل المسلمين أيام “الخليفة عمر بن الخطاب”. الأبلة وأهمية موقعها الجغرافي تعود أهمية موقع الأُبلّة الجغرافي إلى أنها تقع على شاطئ دجلة البصرة العظمى، في زاوية الخليج المؤدي إلى مدينة البصرة، كما تعتبر الأبلة أكثر قِدمًا من مدينة البصرة، لأن مدينة البصرة مُصِّرت في عهد الخليفة “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه، وفي ذلك الوقت كانت مدينة الأُبلة حينها مسيطر عليها من قبل كسرى الفرس، فالأبلة تقع في نهاية الرأس الجنوبي لنهري الفرات ودجلة، وهذين النهرين صالحان للملاحة، وتأتي على زاوية الخليج المؤدي إلى قناة اصطناعية داخلة نحو مدينة البصرة، كما أن تاريخ الأبلة الملاحي يعود إلى أيام عهد ” الإسكندر الأكبر”، فأتى على وصفها البحار “تيارجس” في (400 ق.م) فوصفها بأنها مستودعُ لتجارات الخليج.
 
جاء في موقع عريق عن مسجد الابلة وهو مَسْجِدُ يَقعُ فِي مِنطَقَةِ الأُبُلّةِ، الواقِعَةِ فِي شَمَالِ غَربِ المعْقل فِي مُحَافَظَةِ البَصرةِ، وَهُوَ مِن المَسَاجِدِ البَصرِيَّةِ القَدِيمَةِ، أُسِّسه العَلّامَةِ السّيّدِ عَبْدِ الحكيمِ الصَّافِي عَام 1968م، بِمُسَاعَدَةِ الخَيّرِين مِن أهلِ البَصرَةِ، وَمِن أسبَابِ بِنَاءِ المَسجِدِ فِي هَذهِ المِنطَقَةِ، انعدام وجُود مَسجِدٍ فِيها، إذ كَانَتْ الأبلّةُ قد بُنِيَتْ فِي عَام 1961م، وسُمِّيَت بِهَذا الاسمِ تذكّراً واحياءً لاسم الأُبُلّةِ القَدِيمةِ، وَكَانَ أغلَب سَاكنِيها مِن الموظّفينَ، فَتَنَبَّهَ العَلّامَةُ السّيِّدُ عبدُ الحكيمِ الصّافِي لِهذا الأمرِ فَقَرّرَ إنشاءَ المَسجِدِ، وَسمَّاه (جَامِع الأبلّة)، فَكَانَ لَهُ الدّورُ الكبيرُ فِي نَشرِ العلومِ الثّقَافيّةِ والدِّينِيّةِ وَالفقهيَّةِ فِي المِنطَقَةِ. يِّدَ الجَامِعُ مَع مُلحَقَاتِهِ عَلى مِسَاحَةٍ قُدِّرتْ بِعَشرَةِ آلافِ مترٍ مربعٍ، وَيَتَكوّنُ مِن حَرَمٍ لإقَامَةِ الصّلاةِ فِيهِ، تتَوسَّطُهُ قُبَّةٌ خُطَّ فِيها مِن الدّاخِلِ آيةُ الكرسِيّ المُبارَكَةُ يَعلُوهَا لَفظُ الجَلالةِ وَأسماءُ المَعصومينَ الأربَعةَ عَشَرَ عليهم السلام، ويَتَخَلّلُها ثَمَانِيةُ شَبَابِيك مُوَزّعَة بِقِياسَاتٍ مُتَسَاوِيَّةٍ فِيمَا بِينَها عَلى كلِّ الجِهَاتِ، تَسمَحُ لِضوءِ الشَّمسِ أنْ يَنفَذَ إلى المُصَلّى، وَفِي أيِّ مُوقِعٍ كَانَتْ خِلال النّهارِ، وَفِي جِهَةِ القِبلَةِ يَكُونُ مِحرَابُ الصّلاةِ، الذي صُمِّمَ بشكلٍ هندسيٍّ رائعٍ، وَطُرِّزَ مِن وَسَطِهِ بالآية القرآنية ” فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ” وَقَد كُسيَ بالكاشي الكربلائيّ، وامتزج فِيهِ اللّونان الأصفرُ والأزرقُ بِشكلٍ يَسرُّ النّاظرَ، وَيَبعَثُ فِي نَفْسِهِ البَهجَةَ، وَبُنيَ إلى جَانِبِ الحرَمِ دِيوانٌ واسعٌ، وَمَكتَبَةٌ عَامِرَةٌ بالدّوريات والكُتُبِ القَيّمَةِ، يُطِلّانِ عَلى بَاحَةِ المَسجِدِ التي تُقَدَّرُ مِسَاحَتُها بـ(2500) متراً مربعاً تقريباً، ومِن تلكَ البَاحَةِ فِي الخارجِ يمكن النظر إلى القبةِ التِي تَوَسطَت الحَرمَ وَقَد غُلِّفَتْ مِن الخَارج بِالكاشي الكربلائيّ، ذي اللّونِ الأخضرِ، يَغشَاهَا مِن الأعلى اللّونُ الذّهبيُّ الذي أضَافَ جَمَالاً لِنَاظرِيها، وقد نقشت عَلِيها أسماءَ المعصومينَ الأربعةَ عشرَ، وتطل علينا من بين اروقة المسجد منارتُهُ التي صمَّمها المهندس (أحمد عذافة السعد) التي يصل ارتفاع إلى (36 متراً).
 
جاء في مجلة العربي عن البصرة الدنيا (بصرة) على شط العرب للكاتب محمد بن سيف الرحبي:  مدرسة الإعدادية المركزية، التي بنيت أيام الملكية، بناها تاجر بصراوي عام 1925م، ويلفّنا المساء بأذرعته ونحن نعبر مركز المدينة، حيث ساحة أم البروم، أقدم ساحاتها، من هنا مرّ العثمانيون، ونصبوا أعمدة المشانق. ونأخذ الخطو إلى شارع الجزائر، وهنا في منتصفه جامع ومسجد أولاد عامر الذين يطلق عليهم (الحساوية)، كونهم أتباع الشيخ أحمد الإحسائي، ثم الأبلة، أي مربط الخيل، ويلوح جامع الكواز، حتى بلغنا المكتبة المركزية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً