المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 19 . 03 . 2016 — أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير مع بدء الإفراجات عن قادة جمعية العمل الإسلامي “أمل” ، البيان التالي كما تلقته من اعلام الحركة ” جريدة السيمر الإخبارية ” :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (وَاِنْ نَكَثُوآ اَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فى دينِكُمْ فَقاتِلُوآ اَئِمَّةَ الْكُفْرِ) التوبة/12
وقال تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا)) النساء/60. صدق الله العلي العظيم.
تبارك حركة أنصار ثورة 14 فبراير للشعب البحراني وأهالي دمستان الإفراج عن المجاهد الشيخ جاسم الدمستاني الذي قضى 5 سنوات من عمره المبارك خلف القضبان تحمل خلالها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، خصوصا في بداية إعتقاله بعد الغزو السعودي وما يسمى بـ قوات درع الجزيرة للبحرين وتفعيل قانون الطوارىء وقانون السلامة الوطنية (قانون أمن الدولة السيء الصيت).. وتصادف هذه الأيام الذكرى الخامسة لإعتقال قيادات ورموز الثورة ، حيث من المفترض أن يفرج عن القائد الرسالي وأحد قيادات ثورة 14 فبراير الأستاذ المجاهد صلاح الخواجة اليوم السبت في قرية سند، والإحتفاء بخروجه من السجن أيضا بعدها في قرية بني جمرة.
يا جماهير شعبنا البحراني ..
يا شباب ثورة 14 فبراير ..
بعد خمس سنوات من عمر الثورة ، وبعد أن فجر شباب ثورة 14 فبراير هذه الثورة العظيمة،وقدموا التضحيات الجسام وتحمل المطاردات والإعتقالات والسجون والتعذيب ، وبعد أن قدم أبناء شعبنا وعوائل الشهداء أكثر من 200 شهيد وقدم شعبنا الآلاف من الجرحى والمفصولين ، وهتكت الأعراض والنواميس ، وهدمت المساجد والمقدسات ، ونفي المئات وسحبت جنسيات المئات من أبناء شعبنا ، نسمع في هذه الأيام حديث عن مطالبات البعض من السلطة الخليفية عبر بيانات هنا وهناك ودعم لمثل هذه البيانات من داخل السجن ، بالعودة إلى ما قبل ثورة 14 فبراير ومحاولة جر الشعب الثائر إلى مصالحات سياسية هي أقرب إلى إستسلامات سياسية ومشروع ذل وخنوع غير مسبوق وعبر القبول بمشروع ميثاق خطيئة آخر كما حدث بالتصويت على ما سمي بميثاق العار اللاوطني في التسعينيات الذي إنتج الملكية وفرّخ بعدها التجنيس والتهميش والإقصاء الشامل.
فهل يا ترى سيقبل شعبنا المجاهد والمظلوم بتكرار تجربة بائسة ومؤلمة وقاسية دفعنا بسببها الشيء الكثير من دمائنا وكرامتنا ، ومن حقنا أن نتسائل أليس هذا هو هو نفسه النظام الذي أرتكب بحقنا أبشع أنواع جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية ، وأليس هو الذي قام بأقذر عملية تهميش وإقصاء لنا جميعا ، وأليس هو ذات النظام الذي قام بتنفيذ جريمة التجنيس السياسي من أجل إبادتنا وتغيير الخارطة الديموغرافية لشعبنا الأصيل في البحرين ؟!
يا ترى هل ستنطلي علينا المشاريع التي يطرحها الطاغية حمد وزبانيته وزمرته الفاشية ومعه بعض من اليائسين أو النفعيين ، فنكرر التجربة المريرة لميثاق التسعينات ونتغاضى عن ما قدمناه من شهداء وجرحى وضحايا ؟!
ويا ترى هل ستقبل عوائل الشهداء ما يجري وراء الكواليس من طبخات سياسية مذلة ومهينة تجرنا إلى القبول بشرعية الحكم الخليفي والعودة إلى المربع الأول معه ونجعل الأجيال القادمة أيضا تضطر الى الثورة من جديد وتقديم القرابين ، وكأن دماء شهداءنا أصبحت ماءً ، وكأن أعراضنا ونواميسنا ليس لها قيمة عند البعض الذين يسعون جاهدين للإنقضاض على الثورة ومصادرة مكتسباتها وسرقة جهود الثوار الأبطال وعوائل الشهداء ؟!!.
يا ترى هل هو قدرنا أن يدخل السجون القادة والرموز والشباب الرسالي الثوري ومعهم الحقوقيين والأطباء والشباب والعلماء والأطفال والنساء ويتحملوا أصناف التعذيب والإهانات في أقبية السجون والمعتقلات ، ويتحمل شبابنا الثوري الأبطال ما يتحملونه من أجل الكرامة والحرية سواء في خارج السجن أو في أقبية التعذيب وفي التحقيقات الجنائية بما لا طاقة لبشر به ، وهل بعدها يأتي من يطالب بالإستسلام والقبول بالأمر الواقع في ظل ملكية شمولية مطلقة للطاغية حمد ليتكرر نفس السيناريو الذي شهدناه وعهدناه في عام 2001م؟!
هل سيتكرر المشهد مرة أخرى ونرى الجلادين والمعذبين من الضباط الخليفيين والمرتزقة يعطون مرة أخرى النياشين والترقيات ويصبحوا أحراراً بعيدين عن المساءلة والعقاب بعدما إرتكبوا أبشع جرائم التعذيب وهتك الأعراض ، وهل نطوي صفحات دماء شهداءنا الأبرار تذهب أدراج الرياح دون أن تكون محاكمة من قتلهم والقصاص منه هي محطة لا يمكن تجاوزها إلا بأخذ العدالة مجراها ، وهل نقبل بعد كل جرائمه أن يخرج الطاغية حمد بطلا قوميا مجدداٌ بدل أن يحاكم كمجرم حرب ومرتكب لمجازر الإبادة الجماعية ، ولا أولاده ولا أزلام حكمه من العائلة الخليفية؟!.
هل سيقبل شباب الثورة وكذلك قادة المعارضة داخل السجن ، وقادة المعارضة في المنفى بهذا السيناريو الجديد من مطالب الإستسلام والخنوع ؟!
هل ستقبل القوى الثورية بمثل هذا السيناريو القذر الذي يراد تحميله على شعبنا بإستغلال طول أمد الثورة ؟!
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تحذر جماهير شعبنا وكذلك القوى الثورية ، والقادة والرموز داخل السجن وخارجه من مغبة الإنجرار وراء الإستسلام وعلى الجميع أن يكون مستعداٌ للصمود والثبات حتى وأن تطلب مقارعة نظام آل خليفة الجائر والمحتل ألف عام آخر. وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في كلمته الشهيرة : “لنا حق فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى” ! .
ومن هنا فإننا نطالب جماهير شعبنا والقوى الثورية وفي طليعتهم إئتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير والتيار الرسالي الكبير بالإصرار على الثوابت الوطنية للثورة ، وعلى رأسها عدم التنازل عن الحرية والكرامة والتمسك بالإستحقاقات الوطنية كقيام نظام سياسي منبثق من الإرادة الشعبية ويستمد شرعيته منها ، وكذلك التأكيد على محاكمة الطاغية حمد وأزلام حكمه والقصاص العادل منهم لإرتكابهم أبشع الجرائم بحق شعبنا ، ورفض الإنجرار لأي مشروع يستهدف إعادة الشرعية لنظام مغتصب للسلطة وإرتكب جرائم قتل وإستباحة شاملة للشعب ، وكذلك فإننا نطالب القوى الثورية التأكيد على حق شعبنا في تقرير المصير وإنتخاب نوع حكمه السياسي ، ورحيل آل خليفة عن البحرين ، ورحيل قوات الإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة ، وحق شعبنا في مطالبته بقيام نظام سياسي تعددي جديد يكون فيه مصدر السلطات جميعا ، وكتابة دستور جديد للبلاد.
إننا على ثقة تامة وأكيدة بأن شعبنا المجاهد البطل وشبابنا الثوري لن تنطلي عليهم الخديعة مرة آخرى بعد خطيئة ميثاق التسعينيات ولكننا أيضا نحذر جماهير شعبنا بأن لا يكرروا مأساة ما بعد الميثاق فتنجر البلاد إلى إصلاحات قشرية تشرّعن وجود نظام آل خليفة وخاصة الطاغية حمد المجرم ، فيذهب الناس إلى أعمالهم مرة أخرى ويبدأ الحكم الخليفي بإمتهان كرامة الشعب وجرجرة الثوار والمناضلين والمجاهدين إلى أقبية السجون بمسميات أخرى.
إن حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير تؤكد بأن لا خيار أمام شعبنا المجاهد بعد كل ما جرى طيلة الخمس سنوات الماضية من جرائم قام بها الطاغية حمد ضد الشعب سوى الصمود والثبات وعدم الإستسلام بأي شكل وتحت أي ضغط كان حتى يأذن الله بنصره الموعود ولنتذكر قوله تعالى : (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
19 آذار/مارس 2016م