الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الى الأمير تركي الفيصل.. لماذا لم تشعر أنت بالإحباط؟

الى الأمير تركي الفيصل.. لماذا لم تشعر أنت بالإحباط؟

السيمر / فيينا / الاربعاء 23 . 09 . 2020  —- في حديث مع شبكة “سي ان بي سي” الامريكية قال الأمير تركي الفيصل، إبن الملك السعودي السابق فيصل، والذي كان يتولى منصب رئيس الاستخبارات السعودية، إن والده كان سيُحبط لو سمع باتفاق الإمارات والبحرين التطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي.

اما سبب الاحباط الذي كان سيشعر به والده الملك فيصل، هو لمعرفته، اي الامير تركي، بالتزام والده بالحصول على صفقة واضحة المعالم وقابلة للتطبيق بين “إسرائيل والدول العربية”، وقال ان الده قطع النفط عن الغرب عام 1973، لـ”إجبار” امريكا على ان تكون “وسيطا نزيها” بين “اسرائيل والعالم العربي”.

لا ندري هل نصف كلام تركي بانه نفاق او كذب او الصفتين معا، فالمعروف عن تركي هذا بانه من “رواد” التطبيع ليس في السعودية ولا الخليج الفارسي بل في العالم العربي اجمع، فالرجل كان “أجرأ” كل المسؤولين الخليجيين في التعامل مع الصهاينة، فكان “نجم” كل اللقاءات التي اجرتها السعودية مع عتاة الصهيونية ، من امثال تسيبي ليفني، والجنرال يعقوب عميدرور وغيرهما، وانتقاده المستمر للفلسطينيين لـ”تضييعهم” فرص “السلام” مع “اسرائيل”.

لولا امثال تركي في آل سعود، لما تجرأت الامارات ولا البحرين، على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وهذه ليست تهمة نلصقها بامثال تركي، بل حقيقة كشفت عنها وسائل اعلام غربية و”اسرائيلية”، فالسعودية جعلت من الامارات والبحرين وسائل لتعبيد الطريق امام تطبيعها هي، نظرا لصعوبة ارتكاب مثل هذه الخيانة الكبرى مع وجود اقدس مقدسات المسلمين في جزيرة العرب، ونظرا لرفض الغالبية العظمى من الشعب السعودي للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وهو ما جعل سلطات ال سعود وعلى راسها ولي العهد محمد بن سلمان، تعمل على تغيير المناهج الدراسية بهدف خلق جيل يتقبل فكرة التطبيع من الصهاينة.

كما اصدر آل سعود اوامرهم لوعاظهم لتمهيد التطبيع مع الصهاينة عبر “التطبيع مع اليهود”!!، وهو ما ظهر جليا من خطبة إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة عبد الرحمن السديس، وحديثه عن العلاقات الودية للنبي صلى الله عليه واله وسلم مع اليهود.

كما لم يكن محمد العيسى رئيس “رابطة العالم الإسلامي” السعودية يتجرأ زيارة بولندا لحضور احتفال بذكرى تحرير معسكر أوشفيتز، الذي قيل انه شهد المحرقة النازية، وصلاته هناك، لولا الضوء الاخضر من تركي وابن عمه محمد بن سلمان.

واذا ما تجاهلنا فعاليات التطبيع لتركي ومحمد ، فهل يمكن تجاهل اللقاء الذي جرى بين عم تركي، الملك سلمان في شباط/فبراير الماضي والحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، في الرياض. لذلك لم ولن نتوقع من تركي ان يصاب بالاحباط كأبيه، عندما سمع بتطبيع الامارت والبحرين مع الكيان الاسرائيلي، ولكن ما لم نتوقعه ان يكذب وينافق بهذا الشكل الوقح، ونحب ان نذكره فقط بما قال مارك شناير، وهو حاخام أميركي على علاقة وثيقة بامراء ومشايخ الخليج الفارسي، عندما سئل عن العلاقة بين السعودية والكيان الاسرئيل قال:”عندما يتعلق الأمر بإقامة علاقات السعودية وإسرائيل ، فالسؤال هو متى؟ وليس إذا كان ما سيتم ذلك؟!”.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً