السيمر / فيينا / الأربعاء 11 . 08 . 2021 —– لم يُسجل للجمهورية الاسلامية في ايران، خلال العقود الاربعة الماضية، ولا مرة واحدة، انها رفضت دعوة من جيرانها للمشاركة في مجهود اقليمي من اجل الحفاظ على مصالح دول وشعوب المنطقة، بل كانت السباقة الى دعوة جيرانها للانخرط في حوار شامل لتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات والمشاكل، ولطالما مدت يدها الى جيرانها، من اجل الالتقاء على نقاط الاشتراك، وعدم تضخيم نفاط الخلاف، وتدوير الازمات، لما يصب في صالح الجميع.
انطلاقا من هذه الرؤية الثابتة لايران الى المنطقة، رحب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، بالدعوة التي وجهها اليه رئيس الوزرء العراقي مصطفى الكاظمي للمشاركة في “اجتماع الدول المجاورة للعراق“، الذي سيعقد في اواخر شهر اغسطس / اب في بغداد.
الرئيس رئيسي قال خلال تسلّمه الدعوة من وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل امس الثلاثاء الى طهران، ان “خطوة العراق في عقد هذه القمة هي خطوة مباركة”، داعيا الى “التعاون والتعاضد بين دول المنطقة من دون تدخل أجنبي”، معتبرا ان ذلك “شرط لازم لتحقيق أمن مستدام بالمنطقة والهدوء بدولها وتأمين الرفاهية لشعوبها”.
ترى ايران، في الوجود الاجنبي في المنطقة، والذي يصب من الفه الى يائه، في صالح الكيان الاسرائيلي، السبب الاول والاخير في عدم استقرارها وانعدام امنها واستنزاف ثرواتها واندلاع الفتن والصراعات والحروب فيها، لذلك تبقى تصر على خروج هذه القوات من المنطقة، ليعم الامن والامان فيها.
تعتبر ايران البلد الوحيد في المنطقة، لا توجد على اراضيها قواعد عسكرية و قوات اجنبية، بل وحتى مستشارين عسكريين اجانب، فوجود هذه القواعد والقوات، تعني ان دول وشعوب المنطقة ليسوا من النضج ليدافعوا عن مصالحهم ومنطقتهم، او انهم قاصرون وبحاجة الى “ولي أمر” يدير لهم شؤونهم، بينما الحقيقة، ان كل مشاكل المنطقة هي بسبب هذا التواجد الاجنبي، الذي لا يمكن تبريره لشعوب المنطقة، الا من خلال اختلاق الازمات المصطنعة، لذلك تعيش هذه المنطقة على بركان من الازمات التي يصطنعها الثنائي الامريكي الاسرئيلي، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.
من الصعب جدا تصور عقد اجتماع اقليمي، كما هو اجتماع بغداد المرتقب، دون التطرق الى الوجود العسكري الغربي، وخاصة الامريكي، في المنطقة، الذي تحول الى غدة سرطانية، تنخر بالجسد العربي والاسلامي، ولنا في مأساة افغانستان عبرة، حيث اقامت امريكا قواعد هناك وارسلت الجيوش، الا انها وبعد 20 عاما، تترك هذا البلد، وهو اكثر تمزيقا، لذا تعتبر ايران تكلفة الحوار بين بلدان المنطقة، وتنازل بعضها للبعض في القضايا الخلافية، رغم قلتها، هي اقل بكثير من تكلفة تواجد القوت الاجنبية، التي لا هدف لها الا مصالح دولها غير المشروعة، ومصالح “اسرئيل”، وهي مصالح لا تقوم الا على الفوضى والفتن والصراعات والحروب بين دول وشعوب المنطقة، لذلك يمكن النظر الى قمة الجوار العراقي على انها محاولة لتبريد صفيح المنطقة الساخن، عبر نزع اسباب هذه السخونة، واغلبها اسباب مصطنعة.
المصدر / العالم