السيمر / فيينا / الجمعة 13 . 08 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
شعب العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية منذ أن رسم إلينا المحتل عام ١٩٢١ حدود بلدنا العراق بدون أن يعمل إلينا المحتل دستور يضمن مشاركة الجميع في ادارة الدولة العراقية أسوة بتشريع الانكليز دستور للهند جمع خمسمائة قومية وديانة ولغة ضمن دولة الهند، قضية اثارة النعرات الطائفية أمر طبيعي بظل وجود عقليات متحجرة ترفض قبول الآخر والعيش المشترك، أكيد من يثير هذه الأمور المستفيدين من إثارة تلك الصراعات للتوضيب السياسي النابع من خلفيات مذهبية ودينية وبعضها قومية، كل عام عندما يأتي شهر محرم الحرام تتم إثارة قضية او موضوع، لو قمنا في اجراء احصاء السنوات الماضية لم نجد مرور شهر محرم بدون أن يصرح ظافر العاني او حيدر المله …الخ من الوجوه القبيحة الممسوخة من القيم الأخلاقية والقبلية المحترمة، ظافر العاني بالعام الماضي ايضا صرح وقال ان الشيعة يستفزون السنة بنصبهم اعلام حسينية في مناطق السنة، يبدأ بعدها التطبيل، هذا العام حيدر الملا أعاد ما قاله ظافر العاني في السنة الماضية، هنا ثمة تساؤل هل تم نصب الأعلام الحسينية على الدوائر الحكومية في الرمادي والفلوجة وتكريت، هل علقت الإعلام على مساجد تلك المناطق، الجواب لا وإنما الجنود بالوحدات العسكرية من قوات الجيش والحشد يضعون أعلام على سياراتهم أو مقراتهم العسكرية التي هي خارج المدن، وما الضير من رفع علم او راية مكتوب عليها اسم الحسين ع الم يكن الامام الحسين ابن رسول الله محمد ص وسيد شباب أهل الجنة حسب ماروته كتب الحديث السني، في أعياد راس السنة هناك في الجنوب وغرب وشمال العراق من يحتسي الخمر ويفرح بذكرى ولادة المسيح ع فلماذا عندما ترفع رايات بها اسم الحسين ع على عجلات عسكرية ومقرات جيش عراقي من قبل ضباط وجنود شيعة يعتبر استفزاز وتحل كارثة ومصيبة، لاداعي الى المجاملات ومساومات مايقوم به الضباط والجنود الشيعة عمل مشروع ولم يقوموا في وضع رايات على مساجد وبيوت الإخوة السنة ابدا بل يعملون طعام ويوزعوه على عامة الناس من الجنود والمواطنين سنة وشيعة وايزيديون ومسيح ….الخ حيدر الملا ماقام به لم يك محض صدفة وإنما دعاية انتخابية له بطعم طائفي لكسب اصوات انتخابية من خلال اثارة موضوع طائفي، لو كان هناك قانون لتم محاسبته وايداعه السجن واذا الدولة عاجزة فلتعلنها ويمكن لنا كعراقيين نعتمد على قرارات العرف العشائري وبلا شك مشايخ القبائل السنية ماعندهم حساسية تجاه ان يقوم ضباط وجنود برفع رايات الامام الحسين ع الى متى يبقى فلول البعث يحرضون تارة إسقاط تمثال ابو جعفر المنصور وتارة إطلاق شائعة هدم ضريح أبو حنيفة ….الخ يقول المعتوه : لاتستفزون السنه برفع رايات يا حسين في مناطقهم، عجيب، أليس الإمام الحسين عليه السلام سبط الرسول الكريم صل الله عليه وآله وإبن بنت نبيكم أم هو للشيعه فقط ؟
(مو أخوان سنة وشيعة وهذا البلد منبيعه )، ماهذا المنطق البائس ؟السؤال لماذا هذا النوع من التحرك الآن، هناك بعض السنة رافعين تلك الرايات الحسينية في بيوتهم وهي رمزية، إذن هذه الأدوات …… هناك من يحركها، المشكلة دولة البعث القمعية هي التي تدير الارهاب بالعراق، كل قادة وأعضاء الجماعات الارهابية هم من اجهزة دولة البعث القمعية والأمنية، بل حتى في مناطق الجنوب تم قبول ضباط آباؤهم رفاق بعثيين، عندنا بالكوت ضابط قتل متظاهرين دققت اسمه واذا به ابن احد اشر البعثيين متورط في كتابة تقارير ضمه اياد علاوي لحركة الوفاق بالنعمانية لكن تم قتله بظروف غامضة، السؤال كيف تعطي رتبة ضابط لشخص والده بعثي متورط في كتابة تقارير، كيف هذا يتعامل في أدب مع المتظاهرين، كل البلاء مصدره فلول البعث وهابي، عندما كنت معتقل بالسجون السعودية لأسباب مذهبية وجدت كتاب يدرس في المرحلة الثانوية يحمل الاسم التالي يزيد بن معاوية أمير المؤمنين المفترى عليه، أنا رأيت ذلك ولم أسمع بذلك، أكيد من يكن الحقد ضد صور الامام الحسين ع هم شرذمة قليلة من الوهابية أتباع الفكر السفياني التكفيري، تصريحات بعض فلول البعث وهابي ضد مواكب الإمام الحسين ع تنطلق من منطلقات سفيانية رحم الله الشيخ ياسين الرميثي كنت بضيافته وتطرق لقصيدته الخالدة حسين بضمائرنا قال قرأتها في بعقوبة وكان نصف الحضور في مجلسي سنة، لا يوجد عداء بين السنة الغير وهابية مع الحسين ع لدينا جار سني باكستاني يذهب للحسينيات الشيعية وإلى مسجد الإمام علي ع لحضور مجالس الإمام الحسين ع، في منتصف العاصمة الدنماركية يوجد مقهى في اسم فيدل كاسترو زعيم كوبا الراحل وموجودة صورته وهو يدخن سيجارته المفضلة الذي قلده بها جرذنا صدام الهالك، بل في عام ٢٠٠٦ كنت بزيارة في ولاية اريزونا وجدت تي شيرتات تباع منقوش عليها صورة الزعيم الشيوعي جيفارا واشتريت واحدة رغم انهم هم من قتلوا جيفارا، للأسف لا يمكن إنجاح العملية السياسية مع الوجوه البعثية الطائفية الصفراء، قلناها ونقولها يفترض الاحتكام للجماهير وتبني مشروع يدعم الفئات السنية التي تبغض البعث والوهابية واحاصر الوزارات واقوم بطرد كل الوجوه الصفراء واستبدلهم في شخصيات سنية شريفة محترمة تؤمن بالعيش المشترك، وجود الوجوه الصفراء بالحكومة والبرلمان يعني بقاء العملية السياسية مصابة بمرض الكساح المزمن.
نختم مقالنا بتغريده في تويتر لفتاة مسيحية عراقية اسمها نرمين حنا كتبت( أنا بنت مسيحية من أهل الموصل تعرفنا على الشيعة عام 2014 بعد دخول داعش لمناطقنا قسما ب الإنجيل المقدس ويسوع لم ارى ناس طيبين وأهل غيرة وافياء مثل الشيعة السؤال المطروح لماذا أهل السنه يرفضون رفع رايات الحسين هل يزيد ومعاويه من أهل السنة اريد جواب . https://t.co/wdOwgvZeM3.).
أقول لهذه السيدة المسيحية هؤلاء بعثية وهابية يبغضون الحسين ع لكونه ثار ضد خليفتهم يزيد بن معاوية، هؤلاء لايمثلون السنة الشافعية والاحناف والمالكية والمتصوفة وإنما يمثلون فرقة الحشوية التي كانت تغالي في حب معاوية ويزيد وانضموا فيما بعد في اسم المذهب الحنبلي وبعدها جاء أمام المفخخين أحمد بن تيمية وضع أساس هذا الفكر المدمر الذي جاء فيما بعد محمد عبدالوهاب وبمساعدة بريطانية سخية لصناعة المذهب الوهابي للسنة وصناعة البهائية للشيعة لتدمير المسلمين واظلالهم.
13/8/2021