السيمر / فيينا / الثلاثاء 16 . 11 . 2021
تنقسم القوى الشيعية حول تشخيصها لواقع الحشد ومستقبله. ونرى أن هنالك خمسة عوامل أساسية لهذا الإنقسام:
الاول: أمني – يتعلق بالمستقبل :
—إذ يرى داعمو الحشد انه قوة ردع اساسية لمنع الاعداء من التفكير بالعدوان مجددا على العراق.
وأنه خط الصد الأول لنا والقوة الموثوق بها في الازمات.
—بينما يرى المناهضون ان الحشد لم يعد له حاجة – اذا ما تحسنت علاقاتنا مع منبع الإرهاب الطائفي (السعودية) واذا ما رضيت عنا امريكا – فمِمّا نخاف إذن؟
الثاني: عقائدي – مرتبط بفكرة الإمام المهدي.
—فالداعمون للحشد يؤمنون في الغالب أن عصر الإمام المنتظر بات وشيكاً، وان الحشد ضروري للتصدي للسفياني ، ولنصرة الإمام في نهضته.
—بينما الراغبون بحل الحشد لا يؤمنون بقرب ظهور الإمام المهدي بل يرونها قضية غيبية لا ينبغي التفكير بها . لذا لا يرون تلازماً بين القضيتين.
الثالث: أخلاقي – يتعلق بالدور الذي لعبه الحشد في استعادة العراق وحمايته من داعش.
—الداعمون للحشد يملؤهم الشعور بالوفاء بسبب دوره الكبير في انقاذ العراق من الغزو الداعشي، ويرونَ أن أقل واجب ردّ الجميل هو حمايته من الهجمة عليه.
—بينما يرى الداعون لحلّ الحشد أنه قد اصبح جزءاً من الماضي وأن علينا النظر إلى مصالحنا فقط. وأن الحشد أدى دوره وانتهت حاجتنا إليه – فلماذا نتمسك به؟
الرابع: سياسي – ويستند إلى العقيدة السياسية لكل طرف.
—فالداعمون للحشد ينسجمون مع عقيدة المقاومة ورفض مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
—بينما المُعادون للحشد يؤمنون بضرورة الذوبان في ذلك المشروع والتصالح مع الدول الصديقة للغرب، والنظر للحياة بواقعية ، وعدم الانجرار وراء الشعارات المثالية
فلا دخل لنا بالصراع بين أمريكا وإيران الشيعية
ولا بالقضية الفلسطينية التي تخلى عنها العرب والمسلمون كافة ، فلماذا يجب على شيعة العراق وحدهم دفع ثمن تلك القضية؟
فلننكفئ على الداخل العراقي ولنرمّم بيتنا المتصدع ، ولنداوي جروحنا قبل أن نشغل بالنا بالآخرين.
الخامس: تنافسي – إذ ترى بعض الأطراف الشيعية أن الحشد يقف بوجه تطلعاتها للهيمنة على شيعة العراق. وأن بقاءه يعارض مصالحها.
فبعضها يريد بسط قوته المسلحة خارج إطار الدولة.
والبعض يريد بسط نفوذه الروحي بلا منافس.
والحشد بعقيدته الروحية وإنضباطه يشكل وجوداً منافساً للصنفين معا.
١٣ -١١ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي