السيمر / فيينا / الجمعة 26 . 11 . 2021 —— ينتظرأن تعتمد هولندا وبلجكيا إجراءات للحد من انتشار كورونا بأوروبا، في وقت دفعت فيه سلالة جديدة رصدت بجنوب إفريقيا بريطانيا لإغلاق حدودها أمام الوافدين من 6 دول بالقارة السمراء.
وغداة تشديد الإجراءات في فرنسا وتجاوز عتبة المئة ألف وفاة في ألمانيا، تستعد هولندا وبلجيكا المجاورتان لاتخاذ قرارات يصعب على السكان قبولها أحيانا، خصوصا في هولندا.
وخلال مؤتمر صحافي مقرر مساء الجمعة، يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، إغلاق الحانات والمطاعم اعتبارا من الساعة 17:00 (16:00 ت غ) بدلا من الساعة 20:00 راهنا، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وسجلت في هذا البلد أعمال شغب، ولا سيما في روتردام ولاهاي، إثر اعتماد تدابير إغلاق جزئي مع سلسلة من القيود الصحية. وتنوي الحكومة أيضا منع دخول غير الملقحين إلى اماكن محددة مثل الحانات والمطاعم.
وطلب من السكان من الآن عدم استقبال أكثر من أربعة أشخاص في المنازل، والعمل عن بعد من المنزل. وحظر التظاهر في الشارع، فيما تجرى مباريات كرة القدم من دون جمهور. ورغم هذه الإجراءات في هولندا التي تضم 17 مليون نسمة، لا تزال تسجل أكثر من 22 ألف إصابة جديدة في اليوم.
في بلجيكا، أكد رئيس الوزراء، ألكسندر دو كرو، أن الارتفاع في عدد الإصابات وحالات الاستشفاء المرتبطة بكوفيد “أعلى من الاتجاهات الأكثر تشاؤما” التي حددها الخبراء العلميون الأسبوع الماضي.
ودعا إلى اجتماع عاجل الجمعة لمسؤولي مقاطعات البلاد لاتخاذ قرار بشأن فرض إجراءات جديدة.
وسجلت الإصابات اليومية في بلجيكا الاثنين عددا قياسيا منذ بدء انتشار الوباء في مارس 2020، مع 23621 حالة جديدة رصدها معهد الصحة العامة (سيانسانو).
والارتفاع بات مطردا بعدما كانت الإصابات مستقرة عند مستوى معين طوال الصيف وصولا إلى مطلع أكتوبر.
وأكد دو كرو كذلك أن السلطات تنوي تسريع التلقيح ولا سيما الجرعات المعزِزة التي تلقاها 1.2 مليون بلجيكي فقط حتى الآن، فيما حصل 75% من السكان على جرعة أولى.
وباتت أوروبا مجددا البؤرة العالمية للوباء، فيما خفضت المتحورة “دلتا” الشديدة العدوى فاعلية اللقاحات في لجم انتقال المرض، بنسبة 40% ، على ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص في أوروبا وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا على إحصاءات رسمية.
وفي المجموع، أودى الفيروس بأكثر من 5.16 مليون شخص في أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019. إلا ان منظمة الصحة العالمية ترى أن حصيلة ضحايا الجائحة قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.
وفي مواجهة التفشي المتجدد لكوفيد-19، تشدد الدول الأوروبية الإجراءات مع استئناف إغلاق الحدود.
فقد أعلنت بريطانيا الخميس أنها ستمنع المسافرين من ست دول إفريقية من دخول أراضيها بسبب نسخة متحوّرة جديدة من فيروس كورونا رصدتها جمهورية جنوب أفريقيا ويرجّح أنّها أكثر عدوى من سابقاتها.
وقال وزير الصحّة البريطاني، ساجد جاويد، إن قرار الحظر سيشمل كلّ الرحلات الجوية الآتية من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإيسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا، وذلك اعتباراً من ظهر اليوم الجمعة في الساعة 12:00 ت غ.
متحور جديد في جنوب إفريقيا
وقال عالم الأوبئة توليو دي أوليفيرا خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت برعاية وزارة الصحة بجنوب إفريقيا إن المتحور”بي.1.1.529″ لديه عدد “مرتفع جدا” من التحولات “ورصدنا قدرته الكبيرة على الانتشار السريع”.
وقد تجعل التحولات في الفيروس الأصلي، المتحورات أشد عدوى وصولا إلى جعلها النسخة المهيمنة، كما حصل مع المتحور “دلتا” الذي أكتشف أساسا في الهند.
في هذه المرحلة قال علماء جنوب إفريقيون أنهم عاجزون عن الجزم بان اللقاحات المتوافرة حاليا فعالة في محاربة الشكل الجديد من الفيروس.
وقد سجلت حتى الآن 22 إصابة بالمتحور الجديد في صفوف الشباب خصوصا، وفق ما أفاد به المعهد الوطني للأمراض المعدية. وسجلت إصابات مماثلة أيضا في بوتسوانا المجاورة لجمهورية جنوب إفريقيا، وفي هونغ كونغ لدى شخص عائد من رحلة إلى جنوب إفريقيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها “تتابع عن كثب” المتحور الجديد وستعقد اجتماعا الجمعة لتحديد خطورته.
وقال المعهد الوطني للأمراض المعدية في بيان: “عدد الحالات المرصودة ونسبة الفحوصات إيجابية النتيحة ترتفع بسرعة”، لا سيما في مقاطعة غاوتنغ التي تشمل بريتوريا وجوهانسبورغ.
ويفيد العلماء أنّ المتحور”بي.1.1.529” يحمل ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة، في مقابل نسختين للمتحور دلتا.
المصدر: أ ف ب