متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 09 . 05 . 2016 — فجأة قفز اسم الفريق طالب شغاتي قائد القوات المشتركة التي تمثل قطعات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية في السيناريوهات المطروحة للخروج من الازمة السياسية التي يشهدها العراق منذ قرابة عام دون ان تظهر بوادر أمل للخروج منها.
ورغم ان اسم شغاتي الذي يعد أرفع شخصية عسكرية في العراق حالياً ولديه صلاحيات اوسع من صلاحيات وزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان، ليقود حكومة انقاذ وطني او طواريء كما اصطلح على تسميتها، يتم تداوله بسرية بالغة في اوساط سياسية ضيقة لحد الان، الا انه احدث هزة في الاطراف السياسية والكتل النيابية التي ابدت خشيتها من هذا السيناريو الذي اذا حصل فانه يعصف بالعملية السياسية القائمة منذ نيسان (ابريل) 2003 ويحدث انقلابا في مسارها المتعثر.
ويعتقد النائب عن المجلس الاعلى فادي الشمري ان طرح اسم الفريق طالب شغاتي ليرأس حكومة انقاذ او طواريء، يقصد به تحريض رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على اقالته على اعتبار انه منافس او بديل له.
ولم يستبعد الشمري ان يلجأ العبادي الى تنحية شغاتي عن منصبه وتحميله مسؤولية ما حدث يوم السبت الماضي عندما اقتحم المتظاهرون مبنى مجلس النواب وعبثوا بمحتوياته وتقديمه كبش فداء ، مؤكدا استحالة مجيء حكومة يقودها قائد عسكري في المرحلة الراهنة.
ومما زاد من تكهنات تشكيل حكومة انقاذ برئاسة عسكري، ان الاطراف السياسية والكتل النيابية ما زالت غير متفقة على طبيعة الاصلاحات التي تلكأ العبادي في تنفيذها، ونقلا عن مصدر نيابي فان اجتماع الرئاسات الثلاث مع ممثلي الكتل الذي اعقب اقتحام مبنى البرلمان لم يخرج بقرارات حاسمة بشأن مستقبل العبادي رغم ان اثنين من ابرز القيادات الشيعية (هادي العامري زعيم كتلة بدر وحسين شهرستاني وزير التعليم العالي المستقيل) اتهما رئيس الحكومة بالتنسيق مع قيادات التظاهرات الصدرية للانتشار في المنطقة الخضراء ووصولها الى مقر مجلس النواب.
ويقول النائب عن التيار المدني فائق الشيخ علي ان الوحيد الذي طرح اهمية تشكيل حكومة جديدة بدلا من الحكومة الحالية في الاجتماع هو اياد علاوي الذي دعا الى ان تحدد فترة الحكومة الجديدة بسنة واحدة تشرف في نهايتها على اجراء انتخابات تشريعية باشراف الامم المتحدة.
ورغم ان الاجتماع قاطعته كتل حزب الدعوة والاحرار الصدرية وحزب الفضيلة والتحالف الكردي، الا انه شهد نقاشاً ساخنا بين رئيس كتلة (بدر) هادي العامري الذي دافع عن قراره بنشر قوات الحشد الشعبي في محيط المنطقة الخضراء لضمان أمن هذه المنطقة الحساسة (حسب رأيه) وبين حيدر العبادي الذي ابدى اعتراضه على هذا الاجراء ووصفه بانه لن يحل المشكلة بل سيزيد من الاحتقان الطائفي على حد قوله.
ولوحظ ان المجتمعين لم يتطرقوا الى قضية تنحية رئيس الحكومة الحالية او بحث تشكيل حكومة اخرى، باستثناء تلميحات صدرت عن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تشير الى استعداده لتقبل حل البرلمان وهذا يعني في رأي محللين سياسيين انها دعوة لتشكيل حكومة طواريء.
يجدر ذكره انه في حال الاتفاق على تشكيل حكومة انقاذ وطني او طواريء عسكرية، فان اولى خطوات مثل هكذا حكومة هو حل البرلمان وتجميد العمل في الدستور.