الرئيسية / مقالات / الديمقراطية الصهيوامريكية: “ديمقراطية سريعة الذوبان: اشتري واحدة.. وخذ الاخرى بالمجان”.. اين أخطأت النائبة البريطانية العمالية المسلمة ناز شاه؟

الديمقراطية الصهيوامريكية: “ديمقراطية سريعة الذوبان: اشتري واحدة.. وخذ الاخرى بالمجان”.. اين أخطأت النائبة البريطانية العمالية المسلمة ناز شاه؟

السيمر / الاثنين 09 . 05 . 2016

د . عبد الحي زلوم / فلسطين

أول خطأ للنائبة البريطانية ناز شاه والتي تم إيقافها من حزب العمال لان الصهاينة اكتشفوا (ويا للهول!) أنها قبل 4 سنوات شاركت في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عام 2014 يقول إن «حل الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل يمكن أن يكون بنقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة.” وسعت جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل إلى تجميد عضويتها في حزب العمال. خطؤها أنها لم تعرف أن (امريكا هي اسرائيل الكبرى) وهذا كان عنواناً لكتابي الذي صدر باللغتين العربية والانجليزية.
كان اول جملة قالها كبير المهاجرين الاوروبيين الاوائل من اوروبا حين وطأت قدماه ارض القارة الامريكية بعد وصوله على الباخرة المايفلاور Mayflower عام 1620م : (فليبارك لنا الله في ارض صهيون الجديدة) .

تقول الإنسايكلوبيديا ويكي بيديا Wikipedia :
“يرى المؤرخون أصل المصطلح (الثقافة اليهومسيحية Judeo-Christian Culture) يعود إلى الثورة البروتوستانتية … وفي السياق الأمريكي يرى المؤرخون بأن استعمال هذا المصطلح هو للدلالة على تأثير العهد القديم اليهودي (التوراة) والكتاب الجديد (الإنجيل) على الفكر البروتوستانتي ومفاهيمه بشكل خاص … لقد رأى المهاجرون الأوائل لأمريكا أنفسهم الوارثين للكتاب المقدس العبري وتعاليمه … والتي أصبحت بدورها أساساً لمفاهيم النظام الأمريكي … لتصبح تلك المفاهيم العبرية أساساً للثورة الأمريكية ، وميثاق الاستقلال ، ودستور الولايات المتحدة.”. كلام واضح لا لبس فيه ! الحضارة الأمريكية جذورها وروحها يهودية تلمودية!
بعد زيارة بنيامين نتنياهو للبيت الابيض في 6/7/2010 لواشنطن والتي أذعن فيها اوباما لشروط نتنياهو كتبت الكاتبة الامريكية (دانا ميلبانك (Dana Milbankفي اشهر الجرائد الامريكية “الواشنطن بوست” الواسعة التأثير والصادرة في واشنطن والمملوكة من عائلة يهودية كتبت في 7/7/2010:
“لعل ما يجب أن يفعله موظفو البيت الابيض بعد زيارة نتنياهو للرئيس اوباما ، هو أن يرفعوا العلم الابيض مستسلمين”. لكن ما كتبه الكاتب الأمريكي روبرت دريفوس Robert Dreyfuss يهودي الديانة في مقاله بتاريخ 12/7/2010 في مجلة ذي نيشن The Nation المعروفة، يعلق فيه على نفس الزيارة قال فيه :
“أقام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مستوطنة غير شرعية أخرى ، لكن هذه المرة على أراضي البيت الأبيض ، ويبدو أن الرئيس الأمريكي أوباما قَبِل أن يكون حارساً لهذه المستوطنة “إذن الادارات الامريكية ليست أكثر من حراس لاحتلال الصهيونية للبيت الابيض والولايات المتحدة .
أما خطأ النائبة المحترمة الثاني فهي ظنها أنها تعيش في ديمقراطية عمادها حرية الرأي ونسيت أن من المسموح في الديمقراطية الغربية ان يتكلم المرء كما يريد حتى عن الذات الالهية والانبياء والاديان ولكن من غير المسموح المساس بخرافات الصهيونية بما في ذلك ارقامها المقدسة على الهولكوست . اصبح مجرد محاولة البحث عن اعداد ضحايا الهولكوست والجهر بإمكانية أن يكونوا 6 ملايين ناقص خمسة اشخاص اصبح ذلك جرماً مخالفاً للقانون يحاكم من يرتكبه! وليس ادل على ذلك محاكمة احد فلاسفة العصر روجيه جارودي لانه تجرأ وبحث في مصداقية الرقم اياه.
*****
هل أن الديمقراطية الصهيوأمريكية ديمقراطية تقودها المخابرات ؟
في (الديموقراطية) الأمريكية لإعطاء مصداقية على لجنة تحقيق في اغتيال الرئيس كينيدي ، طلب الرئيس الأمريكي جونسون من رئيس المحكمة العليا القاضي إيرل وارن ( Earl Warren) رئاسة التحقيق ، لكنه رفض بشدّه . وفجأة تغير موقف وارن ، وتعجبت الناس عن سبب هذا التغيير المفاجئ.
حسب تسجيل صوتي بين الرئيس جونسون والسناتور ريتشارد رسل (Richard Russel)، كما هو في مكتبة الرئيس جونسون ، وكما ورد في كتاب ” عائلة الأسرار” كما يلي :
” رفض وارن طلبي لرئاسة اللجنة بشكل قطعي …جاء لمكتبي مرتين وأخبرني ذلك. عندما أعلمته عن حادثة حصلت معه في مدينة نيو مكسيكو كان قد أطلعني عليها هوفر (مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي) .. عندها بدأ وارن يجهشُ في البكاء وقال لي ، لن أخذلك – سأفعل أي شي تريده مني.”
دعنا نعطي مثالاً آخر لما ورد في تسجيل في البيت الأبيض بين الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير عدليته متشل “كما جاء في كتاب “الحياة السرية لإدجار هوفرThe Secret Life of J. Edgar Hoover”.
الرئيس نيكسون : “لعدة أسباب يجب أن يستقيل ( كان يتحدث عن هوفر).. يجب أن ينصرف ويكفينا شره .. أستطيع الآن .. وأشك في ذلك .. أن أتصل به على الهاتف وأتحدث إليه بشأن استقالته .. إن هناك بعض المشاكل .. فإذا استقال فيجب أن يكون قد استقال بمحض إرادته .. ولهذا ومن أجل هذا فنحن في مشكلة عويصة .. أعتقد أنه سيظل رابضا على صدورنا إلى أن يبلغ المائة من عمره” .
وزير العدل : “أنه سيظل في منصبه إلى أن يدفن هناك ..”
الرئيس نيكسون : “أعتقد أنه يتعين علينا أن نتحاشى الموقف الذي يجعله ينصرف مفجراً وراءه قنبلة كبيرة .. فربما يكون هذا الرجل قادرا على جر الجميع معه إذا سقط .. بمن فيهم .. أنا .. وستكون مشكلة عويصة” .
كان تقدير الرئيس ووزير عدليته للموقف صحيحا، لأن رئيس جهاز FBI بقي في منصبه إلى أن رحل عن هذه الدنيا . وعندما سمع الرئيس نيكسون الأنباء قال : “يا إلهي .. يا إلهي هذا الفاسق العجوز ..”.
تربع إدجار هوفر على عرش إحدى منظمات ومؤسسات الأمن القومي قرابة خمسين عاماً – أي ما يعادل ربع العمر الإجمالي للجمهورية الأمريكية منذ تأسيسها آنئذٍ. أحد نوّاب هوفر إعترف قبل موته بأنه كان الموجّه لصحيفة الواشنطن بوست في قضية ” ووترغيت ” التي اطاحت بالرئيس نكسون!
لو قلنا إن الولايات المتحدة قد أصبحت أكبر دولة بوليسية في العالم لقامت قائمة أنصارها ولم تقعد، لكن هذا ما أوحت به كبريات الجرائد الامريكية “الواشنطن بوست” في تحقيق صحفي عبر ثلاث مقالات استغرق تحضيرها سنتان وعمل خلالها (20) من كبار صحافييها . كانت المقالة الاولى بتاريخ 19/7/2010 والتي جاء فيها:
•هناك (1271) مؤسسة حكومية تساعدها (1931) شركة تخدمها ضمن أجهزة الاستخبارات ، والأمن الداخلي ومكافحة الارهاب .
•وهناك 854000 شخص ضمن هذه الاجهزة ممن يحملون تصاريح بالاطلاع على التقارير ” سرّي جدّاً ” وهذا العدد يزيد مرّة ونصف عن عدد سكان العاصمة واشنطن !
•هناك 33 مركزاً في واشنطن لوحدها مخصصة لاعمال المخابرات السرّية جداً مساحة أبنيتها تعادل 17 مليون قدم مربع (حوالي 1.7مليون متر مربع).
وصل هذا التحقيق الصحفي إلى أن “سلطة رابعة قد نشأت وهي مُغيّبة تماماً عن أعين الشعب الرقابية بستار من السرية الفائقة … لقد أصبحت كبيرة جداً ، وحدود مسؤولياتها ضبابية. بحيث أن قادة الولايات المتحدة لا يمسكون بزمامها .. وهي موجودة في كل مكان في أرجاء الولايات المتحدة”.
*****
وشهد شاهدٌ من أهله …
ولعل ما حصل مع اثنين من الأكاديميين الأمريكيين المعروفين مؤخراً ما يشكل مثالاً على طريقة عمل اللوبي اليهودي المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة. فقد طلبت مجلة أتلانتيك ماغازين، من أستاذين من جامعة شيكاغو وجامعة هارفارد، إعداد دراسة عن اللوبي الإسرائيلي. وبعد عامين من العمل والبحث والتمحيص ، أبلغهما رئيس التحرير بأن المجلة لن تتمكن من نشر الدراسة. وفي ذلك يقول البروفيسور جون ميشيمر:” عملنا على إعداد الدراسة على مدى عامين بالتعاون مع محرري أتلانتيك ماغازين. وفي يناير 2005 أرسلنا لهم النص النهائي، الذي جاء منسجماً تماماً مع ما تم الاتفاق عليه ومتضمناً مقترحاتهم كافة. بعدها بأسابيع فوجئنا برئيس التحرير يبلغنا بأن المجلة قررت عدم نشر الدراسة”.
قرر الأستاذان جون ميشيمر و ستيفن وولت توسيع الدراسة وإعدادها للنشر ككتاب صدر عام 2007 بعنوان: “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة” أوضح المؤلفان في كتابهما بأن الفكرة الرئيسية التي شكلت موضوع الدراسة المرفوضة كانت بسيطة ومباشرة، وهي أن الولايات المتحدة تقدم دعماً مادياً وسياسياً لإسرائيل بمعدلات غير عادية، وبأن هذه المساعدات لا يمكن تبريرها على أسس إستراتيجية أو أخلاقية على حد سواء. وبدلاً من ذلك” فإن هذه المساعدات هي نتاج القوة السياسية للوبي الإسرائيلي في المقام الأول”. ويرى المؤلفان “بأن السياسة الأمريكية المنحازة تماماً لإسرائيل تضر بالمصالح القومية للولايات المتحدة بل هي ضارة بالمصالح الإسرائيلية نفسها على المدى البعيد”.
وفي تعليق للكاتب التقدمي وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق على الكتاب، قال يوري أفنيري :” أستطيع أن أضيف فصلاً كاملاً على الكتاب من واقع خبرتي الشخصية.. فقد زرت الولايات المتحدة لأول مرة في أواخر الخمسينات وهناك دعتني محطة إذاعية رئيسية لإجراء مقابلة معي، لأستمع لاحقاً لتحذيرات من المسئولين عن البرنامج الذين قالوا لي:” بإمكانك انتقاد الرئيس( أيزنهاور)، ووزير الخارجية(فوستر دالاس) كما تشاء، ولكن رجاءً لا تنتقد القادة الإسرائيليين”. وفي اللحظة الأخيرة ألغت المحطة الإذاعية فكرة إجراء المقابلة من الأساس… وفي عام 1970 دعتني جمعية الزمالة الأمريكية للمصالحة التي تحظى بسمعة طيبة لإلقاء سلسلة محاضرات في 30 جامعة عبر الولايات المتحدة برعاية جمعية “حاخامات هيليل”. وعندما وصلت نيويورك وجدت أنه تم إلغاء 29 محاضرة، وكان علي إلقاء المحاضرة الوحيدة تحت رعاية إحدى الجمعيات الكِنسية المسيحية”.
ومضى أفنيري في تعليقه يقول:” أتذكر في هذا الشأن، على وجه الخصوص، تجربة محبطة عشتها بالتيمور. تطوع يهودي طيب، هاله إلغاء محاضرتي المقررة في المدينة، لتنظيم المحاضرة بأي ثمن. قمنا بتمشيط المدينة شارعاً شارعاً بحثاً عن قاعة تحمل اسم يهودي لعقد المحاضرة فلم نجد مديراً يقبل بعقد محاضرة لعضو كنيست إسرائيلي “مشاكس″… في تلك السنة وخلال أحداث أيلول الأسود، عقدت مؤتمراً صحفياً في واشنطن حيث توافد الصحفيون على المكان قادمين من مؤتمر صحفي لرئيسة الوزراء غولدا مائيير وأخذوا إمطاري بالأسئلة. تحدثت لمدة ساعة هي الوقت المحدد للقاء، إلا أن الصحفيين الذين يمثلون وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة رفضوا الانفضاض واستمر اللقاء ساعة ونصف أخرى.وعندما خرجت الصحف في صباح اليوم التالي، لم أعثر ولو على كلمة واحدة عن اللقاء أو حتى التطرق لحدوثه من الأساس. بعدها بسنوات طوال وتحديداً في أكتوبر 2001 عقدت مؤتمراً صحفياً في مبنى الكونغرس ليتكرر معي ما حصل قبل 31 عاماً: كان هناك العديد من ممثلي وسائل الإعلام الذين استوقفوني لأكثر من ساعة بعد انتهاء المؤتمر، ومع ذلك لم تنشر الصحف كلمة واحدة عما صدر عني بالأمس″.
*****
ملخص القول …
لا يمكن لاي دولة أن تتحالف مع الولايات المتحدة الا أن تصبح حليفةً للصهيونية وإسرائيل سراً في البداية ثمّ نصف سراً ونصف علانية وثمّ علانية في النهاية . فأمريكا هي اسرائيل وإسرائيل هي امريكا.

مستشار ومؤلف وباحث

اترك تعليقاً