أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / للسياسة رجالها وللحرب اغراضها

للسياسة رجالها وللحرب اغراضها

السيمر / فيينا / الأثنين 14 . 02 . 2022 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

العالم تحكمه مصالح الدول العظمى، يتقاتلون عن طريق الأدوات والعصابات لتحقيق أهداف عجزوا عن تحقيقها من خلال الصراع المباشر والذي أصبح مستحيل بظل وجود ترسانات الأسلحة النووية والهيدروجينية التي يمتلكونها.

لديهم منطقة يستخدمونها في صراعاتهم تسمى المنطقة الرمادية، هذه المنطقة  هي المسافة الواقعة بين السلام والحرب، تقع خارج حدود الدول الكبرى وخارج حدود الدول الموقعة على اتفاق تعاون عسكري ووجود حلف مشترك للرد على دول الحلف الخصم المعادي، الأحداث بالمنطقة الرمادية لا تصل إلى مستوى الصراع المسلح، يتم تنفيذ الأعمال في المنطقة الرمادية من قبل الدول في كثير من الأحيان باستخدام وكلاء بما في ذلك الإرهابيين، تنفيذ ضربات بطيران مجهول في المناطق المضطربة ويمكن إنكارها، الغاية منها زعزعة استقرار الدول المستهدفة، مثل مايحدث بالعراق وسوريا والغاية إجبار الحكومة السورية على التطبيع، العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان تقع في نصف المنطقة الرمادية المستهدفة، لذلك يوميا نمسي ونصبح على وقع أحداث وانفجارات وقتل إشاعات وأكاذيب تشترك بها فيالق اعلامية محلية واقليمية ودولية، والمصيبة ساسة الصدفة واتباعهم كل عقلهم هم بمنأى عن هذه الصراعات الدولية.

العالم الآن مشغول في أحداث أوكرانيا وفي نتيجة المفاوضات النووية في فيينا، 

صراع أوكرانيا بين حلف الناتو  وروسيا الاتحادية، يوميا شاشات القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي تنقل الأخبار العاجلة حول صراع أوكرانيا وحول المفاوضات النووية، ونرى فرح ودفيف المغفلين من شعوب البداوة العربية، احلى شيء امس حكومة هادي المنتهية ولايته في اليمن ومن خلال خطباء وهابية يدعون في المساجد في اليمن الجنوبي لنصر الاوكران وهزيمة الروس الاشرار ……الخ، أو نتابع ماتنقله وسائل الإعلام الوهابية في الاستبشار خيرا ان الحرب واقعة مابين إيران الرافضية وأمريكا……الخ.

 الواقع على الأرض يقول  أن الحرب بعيدة كل البعد أن تقع في أوكرانيا، وايضا أنّ المفاوضات النووية في طريقها إلى الوصول إلى اتفاق في نهاية المطاف، سيخرج الروس والامريكان والاوروبيين والايرانيين بنتائج ومكاسب مرضية للجميع، وسخام الوجه والعار للعملاء من أعراب الجزيرة العربية طبعوا بشكل مجاني وبالعلن بدون اي مقابل، هناك حقيقة شدة الصراع حول أوكرانيا الرئيس الروسي  بوتين مطلبه واحد لا غيره وهو عدم ضم أوكرانيا   وجورجيا في حلف الأطلسي، بعد التهديدات و الموقف المتشدد من قبل بوتين اكيد سوف تنفذ دول الناتو مطلب الرئيس بوتين بعدم ضم الدولتين إلى الناتو  مقابل السلم العالمي، واستمرار  روسيا في  تصدير غازها إلى أوروبا برضا وموافقة أمريكية.

في قضية  النووي الإيراني، المفاوضات تتقدم وانسحاب ترامب من الاتفاق كان هدف تبناه في معركته الانتخابية بدعم وتحريض من المنظمات الصهيونية، كب الدول تتوقع العودة إلى الاتفاق النووي ماعدى  إسرائيل التي ترفض ويؤيدها بدو الوهابية لأسباب مذهبية ضد إيران، 

كل الأمور هادئة وان كانت ضوضاء في ساحات الميادين بالعراق وسوريا، الموضوع ليس أوكرانيا وجورجيا، ولا الخوف من القنبلة النووية الإيرانية المزعومة، ما نراه هو تنافس وصراع على الموارد والمجالات الاستراتيجية ومناطق النفوذ والثروات البحرية وتصدير الغاز الروسي. 

الجنون  الإسرائيلي  لتقدم المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا، لا يغير شيئا لأن العالم يعرف لا وجود لخطر استخدام سلاح نووي في أرض صغيرة مثل فلسطين التي كل مساحتها ٢٥ ألف كيلومتر مربع بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، والمناطق مختلطة ما بين العرب الفلسطينيين واليهود، مضاف لذلك العالم يعرف أن فقهاء الشيعة يحرمون قتل الأطفال والنساء، هذه في حالة وجود سلاح نووي وهو بلا شك غير موجود، لذلك كل الأطراف الدولية لديهم رغبة وتصميم  على العودة للاتفاق باعتباره مدعاة سلامٍ، بل وجود اتفاق نووي الإيراني فهو يمنع إيران من احتمال تصنيعها سلاح نووي.

لن ينتهي التنافس على الموارد والمجالات والثروات ومناطق النفوذ، وهو صراع مستمر  دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة، لذلك للسياسة رجالها و التهديدات بشن الحروب بين الدول الكبرى أهدافها سلمية في تحقيق المكاسب بدون رمي طلقة واحدة، وتبقى الحروب المدمرة وبعقلية بدوية وهابية من حصة العرب والمسلمين بفضل فتاوى الوهابية وأموالهم السخية أين ما وصل المال الخليجي عم الخراب والدمار والقتل والكراهية.

12/2/2022

اترك تعليقاً