السيمر / فيينا / الثلاثاء 03 . 05 . 2022 —— اتهمت كييف المجر بالتعاون مع روسيا في حربها على أوكرانيا، وزعم أليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أن بودابست أبلغت بالهجوم الروسي مقدمًا وتأمل في الاستيلاء على جزء من الأراضي الأوكرانية لنفسها، مضيفًا أنه ستكون هناك “عواقب وخيمة” على المجر.
وأضاف أن “المجر اعتقدت أنها يمكن أن تحتل جزءًا من إقليم ترانسكارباثيا. هذا لن يحدث أبدا. سيكون النصر بالتأكيد لنا. وحول المجر، التي تصرفت بهذه الطريقة، سنرى ما ستكون العواقب على هذا البلد”.
ويخشى مراقبون أن تتصاعد حرارة الاحتكاك بين أوكرانيا والمجر حتى تصل إلى درجة انفجار نزاع مسلح على ضم إقليم ترانسكارباثيا إلى المجر، على غرار ما وقع في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، والذي تسكنه أقلية روسية تطالب بالانضمام إلى روسيا أو على الأقل الاستقلال عن أوكرانيا.
ويقع إقليم ترانسكارباثيا في الجنوب الغربي لأوكرانيا كما كان يشكل جزءاً كبيراً من المنطقة التاريخية المعروفة أيضًا باسم “روثينيا الكارباتية”.
يحد إقليم ترانسكارباثيا من الشمال بولندا ولفيف أوبلاست ومن الجنوب رومانيا ومن الشمال الشرقي إيفانو فرانكيفسك أوبلاست، كما يحدها غرباً كل من المجر وسلوفاكيا في الجنوب الغربي.
تقدر مساحة ترانسكارباثيا بأكثر من 12 ألف كيلومتر مربع ما يشكل حوالي 2.11% من المساحة الإجمالية لأوكرانيا.
وبحسب مركز “كاتيخون” الروسي للدراسات السياسية، كانت منطقة ترانسكارباثيا جزءا من المجر والإمبراطورية النمساوية المجرية، ثم تشيكوسلوفاكيا حتى عام 1945، عندما دمجها الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين في أوكرانيا السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية. وخلال المؤتمر الأرثوذكسي برئاسة الأرشمندريت كابالجوك والبرفسور لينتور، طُلب من ستالين ضم ترانسكارباثيا إلى الاتحاد السوفييتي كجمهورية مستقلة. لكن هذا الاقتراح رفض من قبل القيادة السوفيتية.
ومعظم سكان ترانسكارباثيا هم من الروسينيين الذين يعتبرون أنفسهم شعبا مستقلا عن الشعب الأوكراني. تم الاعتراف بالروسينيين كأقلية عرقية في المجر وصربيا وسلوفاكيا ورومانيا. واتبعت الحكومة الأوكرانية باستمرار سياسة دمجهم مع السكان الأوكرانيين المحليين. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة لديها رغبة قوية في الحكم الذاتي والاستقلال. إلى جانب الروسينيين في ترانسكارباثيا، هناك أيضا يعيش بعض المجريين، والرومانيين بشكل أقل.
وتدعم المجر المجاورة المطالبة بالحكم الذاتي من قبل الروسينيبن والمجريين الذين يعيشون في ترانسكارباثيا. ويعتبر حزب “جوبيك – لتطوير المجر” الأكثر نشاطا في هذا الصدد وطالب القيادة المجرية بحماية مصالح الأقلية المجرية والروسينيين اللذين يرتبطون تاريخيا مع المجر.
من وجهة النظر الاقتصادية والسياسية، تعد منطقة “الكاربات” الصغيرة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأوكرانيا، فضمن هذه المنطقة تمر خطوط أنابيب الغاز الرئيسية التي يتم من خلالها تسليم الوقود الروسي إلى أوروبا. ولذلك، فإن على أوكرانيا المحافظة على السيطرة على هذه المنطقة بأي ثمن.
المصدر / صدى البلد