السيمر / فيينا / الخميس 28 . تموز الاغر 2022
عباس العزاوي
في فنلندا البلد الديمقراطي العريق حقق حزب ” الفنلندي الاصلي ” أعلى نسبة مقاعد في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
ولانه حزب يميني متطرف، تحالف خصماء الأمس وابعدوه عن تشكيل الحكومة او قيادتها،
ولكننا لم نشهد تظاهرات تحريضيه ولا تخوين ولا اعتراض شعبي او سياسي ، لانهم يؤمنون بالديمقراطية سواء جاءت حسب رغباتهم ام لا .
اذن كم نحتاج في العراق لنفهم آليات الديمقراطية ونتعامل بها فقط، دون ان نتصادم او نختلف حد التخوين والاحتكام لمنطق العضلات.
شباب تشرين مثلا وكل من ركب موجتهم كانوا يهتفون بانهم صوت كل الشعب وانهم نبض الشارع الاوحد مع ان لغة الأرقام لاتقول هذا فالانتخابات كشفت الواقع بعد ذلك وبان عددهم الحقيقي!!!!!.
التيار الصدري ايضا يدعي امتلاك الشارع ويستطيع تحشيد الملايين، ولكن اقصى انتصار حققوه كان 74 مقعد اي اقل من نصف مقاعد مكون الاغلبيه ( المكون الذهبي ) والصراع اصلا يحدث فقط ضمن هذا المكون المنقسم.
فالكرد والسنه اصواتهم مضمونه لذويهم وسور سليمان يحميهم عكس بعض افراد الشيعه ممكن ان ينتخبوا مرشح خارج المذهب او التكتل ، وهذا حق وممارسة طبيعية لايحق لاحد اعتبارها خطأ.
اذن ليس هناك مكون او حزب يستطيع ادعاء او امتلاك الاغلبيه وهي الالية الاكثر تاثيرا بتشكيل الحكومات في النظم الديمقراطية.
اما باقي الاساليب من تخوين وترهيب وتهديد واتهام واللعب على التناقضات وتحريك مجاميع تابعة لجهة سياسية معينة يسمونها صوت الشارع جزافا
فلا علاقة لها بجوهر العملية الديمقراطية، سواء كانت فاشلة ام ناجحة، لان هذا هو جوهرها والاعيبها المتاحة.
وقد استغل جميع الأطراف في حوادث كثيرة سابقة لعبة الديمقراطية لتحقيق مكاسب حتى على حساب الشعب او استحقاقاته، فلماذا حلال هناك وحرام هنا.