أخبار عاجلة
الرئيسية / ثقافة وادب / (موتُ رفيقةٍ) للشاعر السويدي أبَهْ ليندَهْ

(موتُ رفيقةٍ) للشاعر السويدي أبَهْ ليندَهْ

السيمر / فيينا / الجمعة 10 . 03 . 2023 

ترجمة: عبد الستار نورعلي/ السويد

قصيدة “موتُ رفيقةٍ  Död kamrat” كتبها الشاعرُ السويديُّ “أبَهْ ليندَهْ” (Ebbe Linde 1897-1991) يرثي فيها أقربَ صديقةٍ إليه، وهي الشاعرة “كارين بوي”   (Karin Boye  1900-1941)التي ماتتْ مُنتحرةً. عُرِفَ الشاعران باتجاههما السياسيّ اليساريّ، وموقفهما المعادي للفاشية:

الشاعر السويدي أبَهْ ليندَهْ

(موتُ رفيقةٍ)

ها هم أقبلوا، صفّاً طويلاً،

متحمسين كما لو كانوا في مغامرةٍ مثيرة،

ملتهبينَ وجائعين بعد يومٍ شاقٍّ

فرحين ومتباهين أنّهم عثروا على ما يبحثون عنه،

ناكسين رؤوسَهم، مبتسمين لنا عند حافة الشارع،

وهكذا مرّوا.

وهناك بين درّاجتين هوائيتين

صغيرٌ وحزينٌ جدّاً فوق تابوتٍ كئيب

رفاتٌ بشريٌّ نحيلٌ حزينٌ تحت بطانيةٍ رمادية،

صامتٌ ساكنٌ وصغيرٌ جداً

ومَضَ ومرّ سريعاً، كما هي الحياة،

وهكذا مرَّ بنا

وكان هذا أنتِ، ولم يكنْ هناك أيُّ جسرٍ،

انغلقَ بابٌ كنّا خارجَه

كلُّ ما تحدثنا عنه أمسى الآنَ في خبر كان،

المدينةُ الصغيرةُ لم تعُدْ موجودةً عندكِ،

والساعةُ التي اعتدْتِ أنْ تنطري اليها دائماً،

المشاكلُ التي طاردتكِ، أمُّك، صديقُكِ

الآن نحن لا شيءَ لكِ… كلماتٌ فارغة…

فلم يعُدْ في عالمكِ بعد اليوم هذا العالم،

وحبيبكِ نفسُه كان واقفاً عند الطريق

غيرَ مُلفِتٍ للنظر

نظرتكِ استدارتْ نحو شيءٍ آخر،

ماذا نسمّي هذا الفراغ الكبير؟

مثلَ رائحةٍ أبديةٍ خالدة –

وجهٌ يضيءُ ساطعاً في الظلام –

إكليلٌ يهتزُّ _ شمعتان مشتعلتان -؟

لم أدركْ شيئاً، الشيء الوحيد الذي عرفتُه

أنّي لم أعُدْ موجوداً لكِ

لا تحزنوا، أنشدوا أغنيةَ فوزٍ!

سيكونُ مصيري هكذا كبيراً ووحيداً

يوماً ما، وهكذا كلُّ شيءٍ سيرحلُ،

بهدوء وهيبة مثلَكِ، سأرحلُ أنا أيضاً،

ضئيلاً وكئيباً جداً سأضطجعُ هناك،

عارياً منْ كلِّ شيء، طليقاً متحرّراً من المعاركِ والضغوط

 هكذا أنا أيضاً، هكذا أنا أيضاً يوماً ما.

السبت 25.2.2023

اترك تعليقاً