السيمر / فيينا / الأحد 09 . 04 . 2023
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
تمر علينا الذكرى العشرون على سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، أقذر طاغية مجرم حكم العراقيين بالحديد والنار، حرق الحرث والنسل، مستبد فاق اجرامه إجرام كل المجرمين الذين حكموا العراق بجميع العصور السالفة بتاريخ العراق القديم والحديث، انا عشت جزء كبير من حياتي تحت حقبة نظام صدام الجرذ، كان فعلا نظام وحشي متوحش، لم يسلم من إجرامه حتى خدمه وأعوانه من قتلة الشعب، يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يوم مختلف تماما عن بقية الأيام والشهور والسنين، هذا اليوم كان بمثابة نهاية أقذر طاغية حكم الشعب العراقي، لم يشهد تاريخ البشرية مجرم ظالم مثل صدام، صنعته قوى الاستعمار ومكنته للاسلط على رقاب العراقيين، لكن شاءت الحكمة الإلهية أن من أسقط صدام هم صانعوه، ورغم تعرض البلد لاحتلال دولة عظمى لكن رأينا قدرة الله عز وجل تجلت في كيفية إذلال الطغاة، وقد وردت هذه الآية بقوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج:40].
شاءت الحكمة الإلهية أن صدام الجرذ ونظامه الفاسد وصل للحكم عبر قطار أمريكي بريطاني، لكن نفس هذا القطار الذي اوصله قام في إسقاطه وإذلاله، يوم التاسع من نيسان أسس لحقبة جديدة وتبقى ذكراه عميقة في ذاكرة العراقيين الذين تكالبت عليهم كل قوى الشر والظلام.
الشعب العراقي ضحية مخططات دول الاستعمار التي هي رسمت حدود العراق وتقصدت في دمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض ولم يشرع لنا المحتل دستور يكون هو الحاكم ويضمن مشاركة السنة والأكراد والشيعة بالحكم بشكل متساوي، ورحم الله الدكتور الأمريكي هنري فوستر الذي كتب أطروحته للدكتوراه في جامعة لندن عام ١٩٣٢ أسماها نشأة العراق الحديث تطرق أن بريطانيا وفرنسا تقصدوا بدمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض وعدم عمل دستور مثل ما عملت بريطانيا دستور للهند ليبقى العراق يعاني من صراع قومي مذهبي ليبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها، وهذا للأسف ما هو حاصل بساحتنا العراقية في كل الحقبات طيلة المائة عام الماضية، لولا هذا الصراع القومي المذهبي لما تم إسقاط نظام الزعيم عبدالكريم قاسم، ولما استهدف الارهاب الدولة العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك.
حقبة نظام البعث هي أسوأ حقبة زمنية مظلمة عرفها التاريخ المعاصر عندما تكالبت على شعب العراق كل قوى الشر والظلام، قوى الاستعمار اوصلت صدام الجرذ للحكم ودفعته لشن حروب غير مبررة وصمتت عن جرائمه بحق الشعب العراقي، للأسف القوى الكبرى وخاصة الرأسمالية المتوحشة، فاقدة للأخلاق والقيم، يحكمون شعوبهم بالديمقراطيات ويدعمون أنظمة بدوية مجرمة، تحكم بعقليات بدوية طائفية متخلفة، بل وينشرون الفكر الوهابي التكفيري بمباركة ورضا دول الراسمالية المتوحشة، للاستفادة من التيارات التكفيرية في محاربة أعداء الناتو بالنيابة، لذلك استهدف الدولة العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ، هو نتاج حقد مذهبي بغيض والغاية النيل من أصالة وحضارة وتاريخ العراق، قوى الاستعمار مكنت صدام الجرذ للوصول إلى السلطة وأصبح من المستحيل اسقاطه من خلال الشعب العراقي بسبب الانقسامات المذهبية والقومية التي هي كانت موجودة وأيضا اججها صدام الجرذ واستفاد منها كثيرا، القوى الغربية هي من زودت صدام الجرذ في الأسلحة الكيماوية من خلال شركات غربية تم تزويد صدام الجرذ عتاد قنابل مدفعية كيماوي وكذلك صواريخ راجمات وصواريخ طائرات، ومن دول غربية، بل رأيت مجموعة من بحارة عراقيين كانوا ينقلون اعتدة سلاح كيماوي من دول غربية، واضطروا هؤلاء لطلب اللجوء السياسي في الدنمارك عام ١٩٨٤ ويفارض في وسائل الإعلام العراقية الحالية استضافتهم لشرح ذلك للرأي العام الشعبي العراقي، بل رأينا العكس، راجعوا وزارة النقل العراقية ولم يقبلوا حتى في اعادتهم للخدمة، منهم الصديق صدقي العزاوي من أهالي مدينة الكوت، والرجل مستعد أن يتحدث للشعب العراقي عن مشاهداته، عندما انتفت حاجة الغرب من صدام الجرذ، قالوا أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، بكل الاحوال نحن نعيش في عالم منافق فاقد للانسانية، بكل الاحوال لولا أحداث سبتمبر، التي إثارة غضب أمريكا للانتقام لما تم إسقاط نظام صدام، العراق وليبيا واليمن والجزائر وتونس والسودان ضمن دول النفوذ السوفياتي.، قضية احتلال صدام الجرذ للكويت كانت في المرحلة الأخيرة لتفكك الاتحاد السوفيتي نفسه، صدام احتل الكويت بعد تفكك حلف وارسو، وسقوط أنظمة الحكم الشيوعية في أوروبا الشرقية، بتلك الحقبة التي تلت هزيمة صدام بالكويت وتفكك السوفيت بشكل نهائي، وأصبحت دول الرابطة السوفياتية مستقلة، وشنت حروب انتهت في تفكيل دول الاتحاد اليوغسلافي، وشن حروب في دولة الشيشان ضمن الاتحاد الروسي نفسه، أمريكا ضربت تعهداتها التي اعطتها إلى غورباتشوف عرض الحائط، تمددت على المعسكر الشرقي، جائت أحداث سبتمبر عام ٢٠٠١ كانت ردة الفعل غزوا أفغانستان وبعدها غزو العراق واسقاط نظام صدام الجرذ الهالك، لم يكن لدى روسيا بذلك الوقت قوة مثل اليوم، لذلك تم تجاوز مجلس الأمن وتم شن الحرب واحتلال العراق الذي هو عضو في الأمم المتحدة.
بكل الأحوال الذي يدرس كتب التاريخ يجد هلاك الكثير من الطغاة على ايادي طغاة وملوك وزعماء دول عظمى أخرى احتلت بلدانهم وعاثت بهم قتلا،
يقول الله عز وجل في سورة النمل{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}. (34).
ماحدث حكمة إلهية سواء آمنا بها أم لم نؤمن، الله عز وجل جعل نهاية حكم صدام الجرذ الهالك على ايادي جورج بوش بمساعدة الدول العربية صنيعة الاستعمار.
النظام السياسي العراقي الحالي، يدفع ثمن أخطاء مائة عام ومنذ عام ١٩٢١ لذلك لم يبنى النظام السياسي بشكل جيد وصحيح، المطلوب إيجاد وسيلة جديدة في جمع المكونات المذهبية والقومية الثلاث بدون صراعات واقصاء وتهميش، والعمل على إنهاء الصراع، ومن المؤسف أن يتم تقريب ساسة بعثيين في الحكومات العراقية ويتم تهميش الصوت السني المعتدل، الذي يؤمن بالعملية السياسية والعيش المشترك، وإذا كانت جهات دولية تضغط على الساسة لاشريك الواجهات البعثية القبيحة في الحكومات لافشالها، كان يفترض مصارحة الشعب، بوجود ضغوطات خارجية، عندها تكون كلمة الفصل للجماهير المليونية المضحية، لايمكن بناء دولة مع فلول البعث وهابي، هؤلاء هم سبب الكوارث التي حلت بالعراق، لم يستطيعوا مغادرة ثقافة الكراهية والثأر البدوي والانتقام والتآمر …..الخ.
شعب العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية منذ يوم ولادة العراق الحديث، هناك استهداف للمكون الشيعي بشكل خاص، العراق ساحة للصراع الدولية، يفترض بساسة المكون الشيعي بالقليل يجتمعون وبتفقون على تبني مشروع سياسي جامع ينهي الصراعات البينية التي تكون الباب الذي تستغله القوى الدولية للنفوذ الساحة الشيعية للعبث بها، يمكن تجاوز فرض المحاصصة من خلال الاحتكام للشعب وطلب مساعدة من الجماهير المليونية المضحية للنزول للشارع لتأديب القتلة والذباحين من فلول البعث وهابي،
بغض النظر عن أقوال ابناء الشعب العراقي حول يوم التاسع من نيسان (وهو يوم قيام أمريكا باسقاط النظام الصدامي في عام 2003 ) هل هو يوم اسود او ابيض او رمادي او بني في تاريخ العراق .
بلا شك يوم سقوط نظام صدام الجرذ كان يوم عظيم بل لا ابالغ حتى الأموات بقبورهم فرحوا بسقوط هذا العتل الزنيم،
لنتكلم بصراحة ولننظر إلى أنفسنا ووضعنا قبل وبعد سقوط صدام الجرذ الهالك وبعيدا عن النرجسية والتفلسف والتمنطق في مصطلحات التخوين ، نظام صدام كان يحارب الشيعية بحيث أصبح دخول الشاب الشيعي إلى المسجد او الحسينية كافية إلى اعتقاله واعدامه، وجود كتاب ادعية الصحيفة السجادية او كتاب مفاتيح الجنان في بيتك تقودك إلى حبل المشنقة، الله عز وجل هيأ الظروف والمسببات إلى جورج بوش في كسر شوكة صدام والبطش به، شائت الحكمة الربانية أن يأتي بوش وتدخل قوات أمريكا وبريطانيا وتحالفهم الأراضي العراقية من الكويت والسعودية والأردن مضاف لذلك استعمال قواعد قطر والإمارات والبحرين في عمليات إسقاط نظام صدام الجرذ من خلال غزو العراق، بكل الاحوال خلصنا من صدام والبعثيين، ولولا ذلك، لبقي نظام البعث جاثما على صدر الشعب العراقي الى يومنا هذا،فلا أحد ينسى جرائمه إزاء الشعب العراقي.
سبق للشعب العراقي عمل ثورة آذار عام ١٩٩١ كانت ربيع عربي شارك الشيعة والأكراد بهذه الثورة، لكن النظام قمع ثورة آذار الشعبية بدعم من ملك السعودية وموافقة من جورج بوش الأب حسب مذكرات نورمان شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت، نظام صدام الجرذ قمع انتفاضة وثورة آذار وارتكب مجازر وحشية لا يسلم منها أحد قتل نصف مليون عراقي في الوسط والجنوب ورأينا هروب مئات آلاف الأكراد من اربيل وسليمانية في اتجاه تركيا وإيران، الشعب اشترك بالثورة الشعبية لإسقاط صدام وتحررت ١٤ محافظة عراقية لكن أبناء ثلاث محافظات سنية هم من وقفوا مع صدام الجرذ وهم يمثلون غالبية الضباط وقادة الجيش العراقي وهم من قمع المنتفضين في وسط وجنوب العراق، لذلك سقوط النظام الصدامي على يد أمريكا هي رحمة إلهية لصالح الشعب العراقي رغم كل شيء حدث بعد سقوط البعث .
الفوضى والخراب والقتل والإرهاب كان نتيجة حتمية لزوال نظام ديكتاتوري، لأن العناصر الإرهابية التي تقتل وتفجر هم من دولة البعث الساقطة، رغم أن زوال الديكتاتورية الصدامية الجرذية فتح امام الشعب مستقبلا زاهرا وكان ممكنا جدا بناء عراق مزدهر، لكن المشكلة أن المكون الذي يمثل حاضنة لفلول البعث اعتبر سقوط نظام صدام الجرذ هو سقوط للمكون السني، ماحصل من خراب بعد السقوط سببه فلول النظام الصدامي الساقط، بحقبة نظام البعث صدام الجرذ حكم بعقلية مذهبية قومية، لذلك قتل الروح الوطنية والانتماء الوطني وجعل الولاء للبعث وللحكم السني هو الولاء الوحيد المطلوب من العراقي إثباته، العراق كان سجنا كبيرا لغير المنتمين للبعث لنكون صريحين سجن للشيعة والاكراد بشكل خاص، لذلك لازال هؤلاء لديهم أعتقاد أنهم هم الاحق بحكم العراق والباقي عبيد لهم، في ذكرى التاسع من نيسان 2003 وبعد مضي عشرين عاما لم يزل العراقيون مختلفين في تصنيف ما حدث في هذا اليوم، فالبعض يعده يوم تحرير من نظام فاشي مستبد،بينما يراه البعض يراه استهداف للسنة، الحقيقة المرة أن مسؤولية دمار العراق وما حدث فيه بعد هذا التاريخ وقبل تاريخ سقوط نظام صدام الجرذ يوم التاسع من نيسان تقع على عاتق الطرفين صدام الجرذ واميركا، لولا سماح أمريكا لصدام في قمع انتفاضة آذار عام ١٩٩١ لسقط نظام صدام الجرذ، لكن وجود البترول والخيرات بالعراق باتت وبال على الشعب العراقي.
يفترض بكل العراقيين لايختلفون على إجرام وفاشية وطائفية وسوفينية صدام الجرذ والبعثيين الآراذل، يجب أن يكون رفض صدام والبراءة منه عامل مشترك بين الشيعة والاكراد والسنة، لذلك الذي لايتفق مع غالبية الشعب في البراءة من صدام الجرذ ونظامه الدكتاتوري، فهو عديم الضمير والانسانية، بعد سقوط نظام البعث.
توفرت فسحة من الحرية لجميع العراقيين بما فيهم رؤوس فلول البعث، عمر فيزي الهزاع كان لواء ركن وقريب من صدام الجرذ أعدم هو وولديه أحدهم ضابط برتبة رائد والثاني ضابط برتبة نقيب بعد زجهم بالسجن بسبب عمر فيزي الهزاع تكلم بكلمة بمحضر صدام الجرذ ورغم قرابته تم إعدامه مع ولديه وفي شهر رمضان وكان صائما مع وولديه، بغض النظر عن الأحداث والقتل والإرهاب وعدم الاستفادة وتوظيف او استثمار عملية خلاصنا من صدام الجرذ بصورة صحيحة إلّا أننا أصبحنا أمام نظام تعددي يعتمد الدستور والقانون في تنظيم الحياة بعيدا عن القرارات الفردية البعثية الطائفية التي دفع العراقيون ثمنها لسنوات طويلة،
عندما تم إسقاط صنم صدام الجرذ في ساحة الفردوس في العاصمة بغداد بظهيرة التاسع من نيسان عام 2003 عملية إسقاط الصنم كانت نهاية حكم الشخص الواحد ونهاية تاريخ من الظلم والتعسف دفع العراقيون ثمنه كبيرا ومؤلما لعقود من الزمن، كان فيها النظام يحارب المثقف والمعارض وأصحاب الرأي بل يحارب من يرى حلم في منامه في سقوط نظام صدام الجرذ، صدام العتل الزنيم أدخل البلاد في حروب طويلة كلفت العراق ملايين البشر ناهيكم عن جرائم الاعدامات والقتل المنهج، ياسبحان الله ختم معاركة بمعركة غير متكافئة مع أمريكا ومعسكرها، كان صدام الجرذ يحلم انه يقود معركة المنازلة الكبرى مابين الخير والشر وإنه عبدالله المؤمن، لكن للظاهر كان يحلم بل حلمه تحول إلى كابوس حقيقي وسقط نظام حكمه بطريقة مذلة، هناك حكمة عربية تقول يا أخي دع الأقدار تقتص من الأشرار حين لا تكن لديك القدرة على فعل شيء ما معهم.. ..دعها
ماحدث من إرهاب وقتل بعد سقوط نظام البعث، من نفذ الأعمال الإرهابية هم بقايا دولة البعث من الاجهزة الأمنية والعسكرية والقمعية، بشهادة زملاء لي ضباط سنة من سامراء وكركوك اتصلوا بي وأنا دائما اتصل بهم، اعطوني اسماء ضباط كانوا معنا من تكريت وسامراء وبيجي يشغلون زعامة مجاميع ارهابية، حتى أن ضابط سني نعيمي قال لي يا اخي من غير المعقول جميع العصابات الإرهابية هم من ضباط الجيش السابق والحرس الجمهوري والحكومات المتعاقبة تعطيهم رواتب تقاعدية بشكل جدا كبير، دخول البلاد في دوامة الارهاب والحرب الطائفية كانت ولازالت من تنفيذ فلول البعث وغالبية مكونهم السني بعد تغيب الصوت السني المعتدل، سبب عدم اكتمال فرحة العراقيين بما حدث في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ان الحكومات العراقية المتعاقبة، يفترض تترك عقلية زمن المعارضة، يوجد شعب مضحي، جماهير مليونية قادرة على كنس القوى الإرهابية من خلال تطهير الدولة والوزارات والجيش والشرطة من أنصار صدام الجرذ الهالك واشراك فئات سنية تؤمن بالعملية السياسية، بعد سقوط نظام صدام الجرذ لم تحقق الحكومات المتعاقبة أحلام أبناء الشعب العراقي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأسباب كثيرة، كان يفترض برؤساء الحكومات الذين تقلدوا المناصب بعد سقوط نظام صدام الجرذ، أن يستعينوا بابنائهم وأخوانهم وهم أبناء الشعب من أبناء ضحايا دولة البعث السابقة وارهاب عصابات الارهاب بالنزول للشوارع، لتاديب فلول البعث، ليس من المعقول تنهي الارهاب بدون أن تعدم العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات الذبح والقتل، في سوريا القوى الإرهابية حاصرة دمشق وحاصرة بلدات شيعية ومحافظات موالية للحكومة، لكن لم نشاهد مظاهر تفجير المفخخات بالأسواق، السبب ان رد الحكومة السورية يكون مزلزل في إعدام عشرات الإرهابيين بعد كل عملية إرهابية تقع، ويتم استهداف حواضن القوى الارهابية، لذلك تضطر الحواضن للضغط على المجاميع الإرهابية بعدم تنفيذ عمليات ارهابية، على عكس العراق، للاسف نرى أن الذباحين يسكنون في فنادق فاىهة مثل فندق تربية العجول السمينة في الحوت، من المؤلم نرى آلاف الذباحين يسكنون في فنادق ويتم اعطائهم رواتب مليونية وتوفر لهم خدمات أفضل من المواطن العادي.
وقعت أخطاء كارثية رافقت العملية السياسية، وحان وقت اصلاحها، هناك بادرة امل في حكومة السيد السوداني، يجب محاربة الفساد الاداري والمالي، يجب مراقبة أداء الدواىر العراقية ومحاسبة كل موظف لاينجز معاملات المواطنين، ومحاربة الرشاوي، يجب تقريب العناصر الجيدة، وتغليب المصلحة العامة، وترك الأنانية، والتي هي للأسف موجودة لدى الكثير من ساسة مكوننا ، غابت عن عقلية الكثير من الساسة وبالذات الذين يمثلون المكون الشيعي كسب زملاء رفاق الدرب والنضال والجهاد، كل عقل هؤلاء الساسة المحترمين يبنون دولة مؤسسات مع أراذل فلول البعث، الإمام علي ع قال من آمن العقاب أساء الأدب، لذلك للأسف تجد هناك من يستهدف كل رمز ومقدس للمكون الشيعي بلا مبرر، وإنما لأسباب مذهبية مقيتة، قناة الخنجر بكل صلافة بكل شهر رمضان تعرض مسلسل رمضاني يسيء إلى ابناء المكون الشيعي، وتبدء الاحتجاجات ويتم إيقاف بث المسلسل، بهذا الشهر عرضوا مسلسل الكاسر في أول حلقة اتضحت حقيقة استهداف شيوخ القبائل العربية الشيعية، تم ايقاف بث المسلسل، يوم أمس قناة الخنجر عرضت مسرحية هزيلة تسيء إلى القاضي من بيت العريبي الذي حاكم صدام الجرذ للاسائه اليه، رغم أن القاضي رحمه الله توفى، يفترض في عشيرة البومحمد يقيمون دعوى قضائية ضد الخنجر وضد الممثل الوضيع الذي اساء إلى القاضي رحمه الله الذي حاكم صدام، هناك حقد طائفي على القاضي لكونه أذل صدام بقاعة المحكمة.
نجح فلول البعث في تفجير آلاف المفخخات بوسط مدن الشيعة، ونجحوا في حرمان المواطنين من الكهرباء من خلال استهداف أبراج نقل الطاقة ومحطات التوليد، نجح ساسة فلول البعث بسرقة أموال الكهرباء واموال وزارة الدفاع والزراعة والصناعة واستطاعوا شل عمل الحكومات، كان ولازال يفترض في ساسة أحزاب الشيعة توحيد خطابهم والعمل على فرض سلطة القانون والتعامل بحزم مع العصابات الإرهابية وممثليهم السياسيين المتواجدين ضمن الحكومات العراقية لشلها وتشويه الواقع، كان يفترض المطالبة في تنفيذ أحكام للاعدامات بحق الذباحين، من خلال تاليب الشارع الشعبي عليهم، على الاخوة الساسة إعادة الثقة مابين المواطن والساسة، للأسف عمت الرشاوي وأصبح حلم المواطن أن يحصل على وظيفة حتى لو كان شرطي او كناس، عندما يعم الفقر ويتم التوظيف على المحسوبية، كل هذه الأمور جعلت الحاضنة الشيعية في السنوات الماضية تحقد على ساسة أحزاب الشيعة ولنا في أحداث تشرين، الدول الكبرى تخطط والعراق ساحة للصراعات الدولية، صرفت مليارات الدولارات في تجنيد عملاء لصالح الدول الاستعمارية من خلال منظمات مدنية وحقوقية ….الخ.
تم خرق البيئة الشيعية بسبب الجهل وتعمد غالبية الكتاب وساسة مكوننا في عدم ذكر حقيقة الإرهاب ودينه ومذهبه والدول الداعمة له وإلقاء التهمة على المحتل فقط، بل عمدت صحف ومواقع ومحطات فضائية محاربة كل كاتب عراقي شيعي يسمي الإرهابيين في أسماؤهم الصحيحة بحجة أن هذا الكاتب طائفي ….الخ بيئتنا الشيعية تعيش في غفلة وسذاجة تحتاج من يكتب ويقول الحقيقة بدون خنوع وانبطاح.
كان ولازال في استطاعة أحزاب الشيعة كسب الجمهور الشيعي بشكل قوي، الطريق الأسلم لكسب الشارع الشعبي النزول للشارع والتعايش مع الناس ومصارحتهم، ودعم القطاع الخاص، وتسهيل مشاريع الاستثمار، على الحكومة استغلال أراضي العراق الواسعة بالزراعة من خلال الجيش وقوات الحشد الشعبي، كل فرقة اسلمها منطقة خاصة بها للزراعة، وعلى وزارة التجارة شراء المنتجات الزراعية التي تزرعها قوات الجيش وقوات الحشد، الزراعة تمول تمويل ذاتي لوزارة الدفاع وقوات الحشد، بل الوزارة وقيادة قوات الحشد يقومون في إعطاء الدولة مليارات الدولارات إلى ميزانية الدولة، وبذلك تصبح وزارة الدفاع وقوات الحشد تدعم ميزانية الدولة، الأخ السيد المهندس محمد شياع السوداني والاخوة في الأحزاب الداعمة للحكومة، لديهم رغبة جادة في تصحيح الأخطاء السابقة، نحن على يقين أن الأمور تسير نحو الاتجاه الصحيح.
في الختام عراق بدون صدام الجرذ خير من جنة يكون بها صدام القذر.
9/4/2023