فيينا / الأربعاء 18. 06 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
نوال الوزاني / المغرب
كأنّني من دونِهِ، ومن دونِها،
ومن دونهِم،
أغادِرُني!
كأنّني،
كمَن يستعينُ بغيرهِم،
يستعينُ بغُربةٍ تُشبهُني،
أسيرُ إلى أسرى يُشبهونَ الرّحيل.
الرّحيلُ في لهجةِ الأمس،
والذّكرى في الاسم… يا لها من ذِكرى!
والمطرُ في العين،
يا لهُ من مطرٍ يفوقُ انهمارَه!
والتّحديق، يا لهُ من مرآةٍ غريبة.
يا لهذا، يا للمنفى،
ويا لهذا التّعدّي على القلبِ!
البلاد،
كم هي سبيلٌ إلى الرّحيل،
ورحيلٌ إلى حيثُ لا مُعين.
بِحارٌ يشتدُّ حنينُها إلى ابتسامة،
كم حزينةٌ مياهُها
وأيّ هِجرةٍ في قيعانِها؟
أبَللٌ مُهاجرٌ هناكَ أيضاً؟
***
كلّ ما بك:
هو احتواءٌ،
هو، حقيبةٌ،
خُبزٌ، وفجرٌ.
كلّ ما فيها:
هو، أُمّ، ملامحٌ، ودارٌ غريبة.
كلّ ما هناك:
هو وَردٌ في عذاب،
وأحجارٌ تتلمّسُ يديها.
يا لهذا المأوى، من بيتٍ مُعذّب،
وهو ما سيأتي من الآتي…
بيتٌ:
كصبيّةِ آنذاك،
كالعائدين إلى هناك.
هكذا كُنتُ،
وسأظلّ: نداءً.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات