الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / السودان: معارك مستمرة رغم موافقة قوات الدعم السريع على هدنة العيد وحصيلة القتلى تجاوزت 400
مشهد جوي لدخان أسود يغطي السماء فوق العاصمة السودانية الخرطوم في 20 أبريل/نيسان. © أ ف ب.

السودان: معارك مستمرة رغم موافقة قوات الدعم السريع على هدنة العيد وحصيلة القتلى تجاوزت 400

السيمر / فيينا / الجمعة 21 . 04 . 2023 

دوت الانفجارات وأصوات الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء العاصمة الخرطوم صباح الجمعة، رغم رغم إعلان القوات شبه العسكرية التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو موافقتها على الهدنة تزامنا مع عيد الفطر، ما كان سيفسح المجال لتهدئة محتملة لقتال مستمر منذ ستة أيام مع قوات الجيش أوقع حسب آخر حصيلة أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة. 

استمرت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم صباح الجمعة رغم موافقة القوات شبه العسكرية على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ في السادسة بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش)، ما كان سيفسح المجال لتهدئة محتملة لقتال مستمر منذ ستة أيام مع قوات الجيش.

وكانت قوات الدعم السريع قالت في بيان: “الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم”. وتابعت أنها أجبرت على الدفاع عن النفس للتصدي إلى ما وصفته بأنه “انقلاب قيادة القوات المسلحة”، وذكرت أنها ملتزمة “خلال فترة الهدنة المعلنة بالوقف الكامل لإطلاق النار”.

ولم يصدر حتى الآن تعليق من الجيش ولا قائده الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي لم يتطرق لوقف إطلاق النار في كلمة مسجلة مسبقا نشرت في صفحة الجيش على فيس بوك.

وقال البرهان الذي ظهر ببذلة عسكرية جالسا في مكتب بين علمين للسودان: “تمر على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة”. مضيفا: “يبقي الأمل الدائم في أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا ويزداد هتافنا قوة جيش واحد شعب واحد”.

وتابع قائد الجيش السوداني: “قواتكم المسلحة تتقدم في حسم المتمردين”، مؤكدا أنه “على ثقة في تجاوز هذه المحنة بالحكمة والقوة وبما يحافظ على أمن ووحدة البلاد ويمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني”.

يأتي الإعلان غداة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أطراف النزاع في السودان الالتزام بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر، للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة مع دخول القتال يومه السادس.

أكثر من من 400 قتيل و3500 جريح

من جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن حصيلة القتال العنيف في السودان منذ ستة أيام قد تجاوزت 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح. وأبلغت المنظمة الخميس عن مقتل 330 وإصابة قرابة 3200 شخص في أعمال القتال تلك.

وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة في مؤتمر صحافي دوري في جنيف: “قتل 413 شخصا وأصيب 3551 بجروح”. من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر الذي شارك في المؤتمر الصحافي إن “تسعة أطفال على الأقل قتلوا في المعارك وأصيب أكثر من خمسين طفلا” بجروح.

ميدانيا، هزت انفجارات وقصف مدفعي الخرطوم الجمعة. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية: “تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع مخلفة دمارا طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة”.

إطلاق نار حتى قبل صلاة عيد الفطر

ووقعت انفجارات بالعاصمة السودانية حيث سمع دوي قصف بالمدفعية قبل الإعلان عن الهدنة، وسمع شهود إطلاق نار حتى قبل موعد صلاة العيد والتوقيت المقرر لدخول الهدنة حيز التنفيذ. وقال سكان إن جنودا ينتشرون سيرا على الأقدام في بعض الأحياء، مما يعني على ما يبدو أن الجيش يستعد لمزيد من الاشتباكات.

وفي مدينة بحري على الضفة الأخرى من نهر النيل قال سكان إن الجيش نشر أعدادا كبيرة من القوات وأنه يمكنهم سماع دوي تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش والدعم السريع.

وكان تحالف القوى المدنية المعروفة بقوى الحرية والتغيير قال في صفحته على فيس بوك إنه قدم لطرفي الصراع اقتراحا بهدنة لمدة ثلاثة أيام، مضيفا أنهما “رحبا بالمقترح”. وذكر التحالف في بيان: “نرحب بالموقف الإيجابي لقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع وسنواصل الجهود أملا في إسكات صوت البنادق وترجيح الخيارات السلمية”، مضيفا أنه سيواصل العمل على بقية التفاصيل.

ووقعت أعنف اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وحولها وفي دارفور، الإقليم الذي لا يزال يعاني بعد صراع طويل انتهى قبل ثلاثة أعوام.

فرانس24/ رويترز/ أ ف ب

اترك تعليقاً