السيمر / فيينا / الأربعاء 24. 05 . 2023
قرّرت السلطات العراقية منع استيراد الدراجات النارية وعربات النقل الصغيرة المعروفة محليا بـ”الستوتة”، و“التوك توك“، والتي شاع انتشارها في السنوات الأخيرة على نحو كبير في العاصمة بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، كما حظرت منح تراخيص تصنيعها أو تجميعها للقطاعين الخاص والعام.
ويأتي القرار الحكومي بعد تصاعد الجدل حيال انتشار هذا النوع من وسائل النقل داخل المدن العراقية، وما تخلفه من مشاكل أمنية وأخرى تتعلق بأزمة المرور في المدن التي تنتشر بها.
ويُقدّر وجود ما لا يقل عن مليون عربة “توك توك” و”ستوتة”، جرى إدخالها أو تصنيعها محلياً، وهي العربات التي تسحبها دراجات نارية صغيرة وتكون بنوعين، الأول لنقل الأشخاص ويتسع لشخصين فقط، والثاني لنقل البضائع وينتشر في الأسواق والأماكن الشعبية.
ووفقاً لبيان صدر عن الحكومة العراقية، مساء أمس الثلاثاء، فإن مجلس الوزراء قرّر “منع استيراد الدراجات النارية (التوك توك والستوتة) منعاً نهائياً”، وأضاف البيان أنه تقرر أيضا “منع استيراد الدراجات النارية التي يقلّ حجم محركها عن 40 سي سي منعاً نهائياً، ولأي غرض كان”، كما أوقف منح أية إجازات إنشاء خط إنتاجي للدراجات النارية داخل العراق، وكذلك الورش القائمة على تجميع هذه الدراجات محلياً”.
مجلس الوزراء يقرر منع استيراد الدراجات النارية"التكتك والستوتة" بشكل نهائي#اسيا pic.twitter.com/SWWfhyW90Z
— Asia TV – قناة اسيا (@asiatvt) May 23, 2023
القرار، الذي يعتبر الأول من نوعه في ما يتعلق بحظر استيراد أو تصنيع إحدى وسائل النقل الشائعة، يؤكد العقيد في الشرطة العراقية ببغداد، محمد الموسوي، أنه “تأخر كثيرا وكان يجب اتخاذه منذ سنوات”.
ويضيف الموسوي أن “انتشار هذا النوع من النقل غير الآمن والرخيص سبّب مشاكل أمنية، وكذلك مرورية، عدا عن كونه تشويها حضارياً”، مبينا في حديث لـ”العربي الجديد”، أن عدد تلك العربات التي تسحبها دراجات نارية “بات كبيرا جدا، وغير مُسيطر عليه”.
في المقابل، يقول علي عناد (21 عاما)، أحد سائقي “التوك توك” في بغداد، إنها مصدر دخله الوحيد، ويوضح لـ”العربي الجديد” أن “الناس تلجأ للتنقل بهذه العربات بسبب انخفاض سعرها، وكذلك سرعتها في الوصول والتنقل من منطقة إلى أخرى، فهي وسيلة نقل الطبقة الفقيرة”.
ولم ينف المتحدث حصول مخالفات كثيرة من قبل السائقين لهذا النوع من وسائل النقل الشعبية في العراق، لكنه اعتبر ذلك “غير مبرر لمحاصرتنا”.
وبرز سائقو “التوك توك” في تظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019 التي عمّت مدن جنوب ووسط العراق والعاصمة بغداد، كإحدى وسائل نقل المتظاهرين، وكذلك إخلاء الجرحى والمصابين ونقل الاحتياجات الخاصة بالمعتصمين، وسجل مقتل عدد من سائقي وسائل النقل.
وتعليقاً على القرار، قال المدون رائد العراقي: “كل شيء يتعلق بتشرين تمت محاربته.. آخر شيء التكتك ممنوع!”.
كل شئ يتعلق بتشرين تمت محاربته اخر شئ التكتك ممنوع
— Riad Aliraqi (@aramen44) May 23, 2023
المصدر / العربي الجديد