السيمر / فيينا / الأربعاء 12 . 07 . 2023
توفي البروفيسور المهندس الاستشاري والمصمم العراقي طارق محمد الكاتب في العاصمة الأردنية عمان.
قدم الدكتور طارق الكاتب خدمات هندسية استثنائية خلال حياته، حيث ترك بصمته في تنفيذ وتصميم وإعادة تأهيل العديد من المشاريع الاستراتيجية في العراق، في ظروف صعبة وتحديات كبيرة. كان المهندس الاستشاري لمنشأة الفاو الهندسية، وقد قام بأعمال استشارية لأعمال السدود في العراق. أحد أبرز إنجازاته كان تصميمه واستشارته في بناء جسر ذو الطابقين في بغداد في عام 1994، الذي كان يُعتبر فريدًا من نوعه حيث تم استخدام فضاء بطول 50 مترًا من الحديد التسليح العادي دون استخدام نظام بوست تينشن للروافد، وهو الأمر الذي لم يسبق له مثيل في العالم .
والراحل من مواليد البصرة عام 1926 حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة لندن عام 1953 عمل رئيس مهندسين في مصلحة الموانئ ثم مديرا عاماً للموانئ العراقية كما كان المدير العام الفعلي لمصلحة الموانيء أيام مزهر الشاوي وغيره من المدراء الذين اداروا الموانيء فكان المخطط والمشرف والمتابع لتنفيذ معظم المشاريع الهندسية والخدمية التي انجزتها مصلحة الموانيء أيامها ومن تصميماته الشهيرة (جسر ذو الطابقين) في بغداد عام 1994..ومع العلم صمم الجسر بثلاث طوابق الطابق الاخير كان كازينو وموقف سيارات ولم تحصل الموافقه الامنيه في حينه..
عمل الكاتب أيضًا على إعادة إعمار برجي التخميد في محطة كهرباء سد الموصل بعد تعرضهما للتدمير خلال حرب عام 1991، وقد استشيرت قيمته فيما يتعلق بهذه الأعمال. أيضًا، قام بإعادة إعمار أسس مدخنة محطة كهرباء الهارثة باستخدام بايلات جديدة لتقويتها دون قلعها، وهذا أدى إلى سرعة استعادة الكهرباء للمحافظات الجنوبية.
عمل الكاتب أيضًا على تصميم جسر راوة على نهر الفرات في عام 1989، والذي استفاد المواطنون منه بشكل كبير. كما شارك في تنفيذ جسر اللطيفية الذي كان أول جسر يتم بناؤه بواسطة كوادر عراقية صرف في عام 1987.
بشكل عام، قدم الدكتور طارق الكاتب العديد من الإسهامات الهندسية الرائعة في العراق والمحافظات المختلفة طوال حياته المليئة بالعطاء. يعبر المجتمع الهندسي عن تعازيه الحارة في فقدان هذا الرجل الذي خدم بلده بنزاهة وشرف وأمانة. تستحق إسهاماته وعطاءاته أن يتم تكريمه بتشييد تمثال له أو قاعة تحمل اسمه لتخليد إرثه العظيم في خدمة بلده.