الرئيسية / مقالات / ايدولوجيا وهابية ترفض العلم

ايدولوجيا وهابية ترفض العلم

السيمر / فيينا / الأحد 06 . 08 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

يضطر الكثير من الكتاب السعودين ورغم ثقافتهم البدوية إلى الاعتراف بخطأ وتطرف الطبقة الدينية الوهابية، مشايخ ومطاوعة وملتحين مقصري الأثواب ومستعملي المسواك بدل استعمال بدعة معجون الإنسان والفرشاة، لتنظيف الأسنان.

أنا عشت في تجربة عملية مع التيار الديني الوهابي داخل السعودية، واطلعت عليهم من قرب، ماهم سوى مجاميع همجية، مخلوقين في زماننا هذا، لكنهم يفكرون وفق عقلية أمامهم شيخ المفخخين أحمد بن تيمية وابن عبدالوهاب صنيعة المستر همفر وزير المستعمرات البريطاني.

قرأت مقالات في الأيام الماضية لكتاب سعوديين، انتقدوا عقلية تعامل التيار الديني الوهابي مع قضية علوم الطب الحديثة، وقضية زيارة الآثار التاريخية، الحالة الأولى، يقول كاتب سعودي، سُئل عالم فاضل عن اعتراض أحد المثقفين على وصفة طبية نبوية بأن هذا الاعتراض إلحاد وردة عن الإسلام، وأنه يجب أن ينفذ في حقه أحكام الردة، هذا الشيخ الوهابي المعاصر وعضو في لجنة الافتاء وعضو في مجمع العلماء الكبار يريد إقامة الحد على طبيب لكونه اعترض على وصفة منسوبة إلى النبي محمد ص وربما موضوعة وضعها خال المنافقين معاوية الذي فتح باب كتابة الحديث بعد أن منعها ابي بكر وعمر وعثمان، منع الخلفاء الثلاثة للحديث الغاية منع معرفة عامة الناس في الأحاديث النبوية حول أحقية الإمام علي ع بتولي الخلافة، في خلافة الإمام علي ع سمح الإمام علي ع برواية الحديث، بل نفسه الإمام علي ع طلب من الصحابة الذين شهدوا بدر وأحد بالشهادة أنهم سمعوا حديث الغدير من رسول الله ص حول خلافة الإمام علي ع وشهد بذلك أربعين صحابي أنهم سمعوا الحديث من رسول الله محمد ص.

العجيب أن هذا الكاتب السعودي نقل أحاديث من البخاري أيضا موضوعة تسيء إلى الرسول محمد ص حيث قال ، أن أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسائل الطب مثل اجتهاده في مسألة (تأبير النخل) أي تلقيحه، فقد اعترض النبي على عملية التلقيح فقال، «لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ»، فتركه الصحابة فخرج التمر شيصاً أي فاسداً، فذكروا ذلك للنبي فقال كما في صحيح مسلم (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ) أو (إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ).

العقلية الوهابية تتعبد في اقوال ابن تيمية عندهم مقدس، كلامه فوق كلام النبي محمد ص، موضوع رضاعة الكبير، لم يورد أي حديث بالبخاري ومسلم عن رسول الله محمد ص، إنما رواية رضاعة الكبير مصدرها عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله ص وتبعها بعض المشايخ من الحشوية والوهابية، بل زادوا على ذلك وقالوا يحق للعبد أن يرى شعر المرأة وارجلها، ماشاء الله رضاعة رجل كبير، والعبد له حق رؤية شعر المرأة سواء التي تملكه أو التي لاتملكه، شلون محظوظ هم يرضع نسوان كبار وهم يشوف شعرهن وأرجلهن.

رغم أن هذه الأحاديث ربما وضعها معاوية لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين، لكن مشايخ الوهابية يعتبرون هذه الأحاديث من المسلمات التي لايجوز الطعن أو التشكيك بها، دار حديث حول شرب ابوال البعير، اتصل بي دكتور جزائري قال لي سند الحديث صحيح ومتواتر، قلت له عفوا صديقي انا لا اشك بصحة الحديث ابدا هههه وإنما ذكرت ذلك بسبب طائفية شخص لتبيان وجود فتاوى مثل هذا القبيل.

بعد مجيء البث الفضائي، الشيخ المتوهب احمد الكبيسي في جلسة حوارية مع عدة شيوخ بقناة دبي الفضائية تحدثوا عن إمكانية رجم الحجرات بعد شروق الشمس مثل الشيعة، في الحج، واستندوا أن الأمام محمد الباقر ع قد رجم قبل الزوال ومن طرق حديث سني، النتيجة تم مهاجمة الشيخ أحمد الكبيسي واتهموه أنه ضال مضل كافر، بالتأكيد هذه الفتاوى بالتكفير دليل على عدم وجود نقاش علمي في الفكر الوهابي البدوي المتخلف، الحوار العلمي مبني على الحجة بالحجة والدليل بالدليل.

قضية الآثار بالسعودية أيضا أحد الكتاب السعوديين شرح كيف مطوع سائق سيارة أجبره على البكاء لدى مرورهم على آثار نبي الله صالح ع، أقولها وبمرارة، ياليت النظام الحاكم بالسعودية يهتم في آثار حقبة الإسلام كبيوت الرسول ص وال بيته، مثل حماية ال سعود إلى الآثار للديانات الأخرى، في الآونة الأخيرة تبين أن النظام بالسعودية، موفر حماية للآثار في خيبر، وبعض الآثار المسيحية، حتى باحثة آثار فرنسية اسمها سولين ماربون التي لديها بحث في دراسة الماجستير في جامعة السوربون على أهمية الآثار الموجودة بمدائن نبي الله صالح ع والتي تقع في السعودية الحالية.

كاتب سعودي يقول زرت آثار مدينة نبي الله صالح عليه السلام قبل أكثر من 25 سنة، ووصلت أولاً إلى بلدة العلا، ومن هناك استأجرت مع بعض الركاب سيارة «جمس» للذهاب إلى المدائن، وقبل أن ندخل حدودها، وإذا بالسائق الملتحي يتوقف ثم يجهش بالبكاء بصوت مرتفع يصمخ الآذان، يقول الواقع أنني تفاجأت بل وارتعبت معتقداً أن كارثة قد حلت، فما كان منّي إلا أن أهدئ عليه وأستعلم منه، فقال لي بغضب، ألم تعلم عن الحديث الشريف الذي جاء فيه بما معناه، إذا وصل أحد إلى هذا المكان فعليه أن يبكي أو يتباكى؟، فقلت له، فهمت أن أبكي – وما أكثر ما بكيت على فقدي لأحبابي – أما أن أتباكى فلا أذكر أنني تباكيت إلا في أيام طفولتي، إما لأحصل على إيجار لعبة المرجيحة أو شراء حلاوة، فرد علي بغضب أشد، قائلاً، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على رداءة حظك وصغارة عقلك.
ويضيف ويا ليته توقف عند ذلك، ولكنه هددني إن لم أتباك فإنه سوف ينزلني من السيارة، عندها وقعت في حيص بيص، فما كان مني إلا أن أجعر بالبكاء من دون أن تنزل من عيني دمعة واحدة، فارتاح واستمر بالمسير وهو يتمتم قائلاً، الحمد لله ظهر الحق وزهق الباطل، ثم أتبع ذلك بالآية الكريمة: «كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون، إني لكم رسول أمين، فاتقوا الله وأطيعون، وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين» – صدق الله العظيم -.
والحجر على الأغلب هي المنطقة الأثرية المعروفة بمدائن صالح في السعودية، وقد استنتج بعض المفسرين أن أصحاب الحجر هم قوم ثمود بسبب ميزة النحت بالجبال، ويرى علماء الآثار أن أصحاب مقابر الحجر هم الأنباط الذين كانوا أيضاً ينحتون الجبال لجعلها بيوتاً في صحراء الأردن.
بكل الاحوال العقلية الوهابية نتاج بيئة بدوية، لم يكن المستر همفر غبي عندما جمع شيخ دين وهو محمد عبدالوهاب يفهم الشريعة والفقه بعقلية بدوية متوحشة، وبين زعيم قبلي لديه طموح في حكم الجزيرة العربية وهو ابن سعود، الفكر الوهابي ذات طبيعة بدوية متوحشة، لايؤمنون في اتباع اسلوب النقاش العلمي، في حواراتهم، أو في طرق تعاملهم مع التطور البشري، هم يتبعون أسلوب الترهيب والوعيد، حسب فهم البيئة الدينية الوهابية للاحكام الدينية القبول في حلول معتدلة سيحدث ثلمة في الإسلام، أو سيستغلها أعداء الدين والملة، عقليات متخلفة.

شيخهم أمام المفخخين ابن تيمية، اتبع أقذر الأساليب وبطرق متعجرفة لكي يبرأ بني امية من جرائمهم في شق صف المسلمين واغتيالهم الإمام الحسن ع بالسم للتهرب من وثيقة الصلح التي وقعها اللعين معاوية مع الإمام الحسن ع، واغتيالهم وقتلهم للصحابة مثل حجر بن عدي واصحابه، وتولية يزيد على رقاب أمة الاسلام، وقتله إلى الحسين ع وآل بيته وسبي نساء رسول الله ص، وتدميره للمدينة المنورة وقتل ثلاثة آلاف صحابي، واغتصاب آلاف الفتيات من قبل جيش الخلافة الأموية البائسة، وانتهاكه لحرمة مكة وقصف الكعبة بالمنجنيق وحرقها بالنار وقتل ابن زبير على استار الكعبة، ابن تيمية ألف كتاب، اسمه رفع الملام عن الأئمة الأعلام، هدفه إيجاد مبررات لخداع عامة الناس بالقول أن بني امية من اهل الصلاح، وياليت ابن تيمية وابن عبدالوهاب وبقية شيوخ الوهابية تعاملوا مع المذاهب الإسلامية مثل الشيعة والمتصوفة مثل ايجادهم اعذار لجرائم القتلة الضالين من حكام بني امية، لكانت أمة الإسلام في الف خير.

في الختام الفكر الوهابي يفهم الشريعة والفقه فهم بدوي متوحش لذلك يرفضون كل شيء مفيد للبشرية والإنسانية.

6/8/2023

اترك تعليقاً