فيينا / الثلاثاء 05 . 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (فتا) “فتيان” (يوسف 36) مملوكان لأن العرب تسمي المملوك شابا كان أو شيخا: فتى، ومنه “تراود فتاها” (يوسف 30) أي عبدها، وفي الخبر الفتى المؤمن، وان أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله تعالى “الفتية” (الكهف 10) لايمانهم. وعن موقع عمون عن الفرق بين الغلام والفتى: هناك فرق في المعنى والاصطلاح بين كلمة “الغلام” وكلمة “الفتى” في اللغة العربية: الغلام يُصنف ضمن الأسماء في تقسيمات الكلمة العربية ويُشير إلى الصبي أو المراهق. جذر الكلمة هو “غلم”، ويُعنى بالصبي أو المراهق، وتجمع كلمة “الغلام” بـ”غلمان” و”غِلمة” و”أغلمة”. الغلام يكون في مرحلة قبل مرحلة الشباب أو المراهقة. الفتى أيضًا يُصنف كاسم ويشير إلى الشاب الذي وصل إلى مرحلة المراهقة أو النضج. جذر الكلمة هو “فتا” ويعني الشاب. تجمع كلمة “الفتى” بـ”فتيان” و”فتية” و”فتو”، وللمؤنث “فتاة” وجمعها “فتيات”. الفتى أكبر سناً من الغلام ويكون في مرحلة الشباب. من الناحية الاصطلاحية: الغلام يُستخدم للإشارة إلى الصبي حتى يصبح في سن البلوغ، ويكون عمره أقل من 19 عامًا ويزيد على 13 عامًا. الفتى يُستخدم للإشارة إلى الشاب الذي وصل إلى مرحلة المراهقة أو النضج، ويكون عمر الفتى في تخطيه لعمر 19 عامًا، مما يعني أنه أكبر سنًا من الغلام. تُذكر كلمتا “الغلام” و”الفتى” في القرآن الكريم في سياقات مختلفة للإشارة إلى الصبي والشباب على التوالي.
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وجل “وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (يوسف 62) “وقال لفتيته” وفي قراءة لفتيانه غلمانه “اجعلوا بضاعتهم” التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم “في رحالهم” أوعيتهم “لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم” وفرغوا أوعيتهم “لعلهم يرجعون” إلينا لأنهم لا يستحلون إمساكها. قوله تعالى “إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” ﴿الكهف 10﴾ اذكر “إذ أوى الفتية إلى الكهف” جمع فتى وهو الشاب الكامل، خائفين على إيمانهم من قومهم الكفار، “فقالوا ربنا آتنا من لدنك” من قبلك “رحمة وهيئ” أصلح “لنا من أمرنا رشدا” هداية.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل “إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” ﴿الكهف 10﴾ “إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ” أي: اذكر لقومك إذ التجأ أولئك الشبان إلى الكهف وجعلوه مأواهم هربا بدينهم إلى الله “فقالوا” حين آووا إليه “رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً” أي: نعمة ننجوبها من قومنا وفرج عنا ما نزل بنا “وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” أي: هيىء وأصلح لنا من أمرنا ما نصيب به الرشد وقيل هيىء لنا مخرجا من الغار في سلامة عن ابن عباس وقيل: معناه دلنا على أمر فيه نجاتنا لأن الرشد والنجاة بمعنى وقيل: يسر لنا من أمرنا ما نلتمس به رضاك وهو الرشد وقالوا هؤلاء الفتية قوم آمنوا بالله تعالى وكانوا يخفون الإسلام خوفا من ملكهم وكان اسم الملك دقيانوس واسم مدينتهم أفسوس وكان ملكهم يعبد الأصنام ويدعو إليها ويقتل من خالفه وقيل: إنه كان مجوسيا يدعوإلى دين المجوس والفتية كانوا على دين المسيح لما برح أهل الإنجيل وقيل: كانوا من خواص الملك وكان يسر كل واحد منهم إيمانه عن صاحبه ثم اتفق أنهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم فأووا إلى الكهف عن عبيد بن عمير وقيل إنهم كانوا قبل بعث عيسى عليه السلام. ” إنهم فتية” (الكهف 13) أي: أحداث وشباب. قوله سبحانه “وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” ﴿يوسف 62﴾ أي: قال يوسف لعبيدة وغلمانه الذين يكيلون الطعام عن قتادة وغيره وقيل: لأعوانه: اجعلوا ثمن طعامهم وما كانوا جاءوا به في أوعيتهم وقيل: كانت بضاعتهم النعال والأدم وقيل: كانت الورق. عن قتادة “لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ” ﴿يوسف 62﴾ أي: لعلهم يعرفون متاعهم إذا رجعوا إلى أهلهم “لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” ﴿يوسف 62﴾ بعد ذلك لطلب الميرة مرة أخرى وإنما فعل ذلك ليعرفوا أن يوسف إنما فعل ذلك إكراما لهم ليرجعوا إليه وقيل: أنه خاف أن لا يكون عندهم من الورق ما يرجعون به مرة أخرى عن الكلبي وقيل: أنه رأى لؤما أخذ ثمن الطعام من أبيه وإخوته مع حاجتهم إليه فرده عليهم من حيث لا يعلمون تفضلا وكرما وقيل: فعل ذلك لأنه علم أن ديانتهم وأمانتهم تحملهم على رد بضاعتهم إذا وجدوها في رحالهم ولا يعرفون أن الملك أمر بذلك فيرجعون ليردوا ذلك عليه ومتى قيل: كيف لم يعرفهم يوسف نفسه مع علمه بشدة حزن أبيه وقلقه واحتراقه على ألم فراقه؟ فالجواب: أنه لم يؤذن له في التعريف استتماما للمحنة عليه وعلى يعقوب ولما علم الله تعالى من الحكمة والصلاح في تشديد البلية تعريضا للمنزلة السنية وقيل: إنما لم يعرفهم بنفسه لأنهم لوعرفوه ربما لم يرجعوا إليه ولم يحملوا أخاه إليه والأول هو الوجه الصحيح. قوله عز من قائل “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ” (الكهف 60) أكثر المفسرين على أنه موسى بن عمران وفتاه يوشع بن نون وسماه فتاه لأنه صحبه ولازمه سفرا وحضرا للتعلم منه وقيل لأنه كان يخدمه ولهذا قال له “آتِنَا غَدَاءَنَا” وهو يوشع بن نون بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب وقال محمد بن إسحاق يقول أهل الكتاب إن موسى الذي طلب الخضر هو موسى بن ميشا بن يوسف وكان نبيا في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران إلا أن الذي عليه الجمهور أنه موسى بن عمران ولأن إطلاقه يوجب صرفه إلى موسى بن عمران كما أن إطلاق محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ينصرف إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم.