الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / “ثعلب الصحراء الخائن” يتجرع السم ويخاطب زوجته ونجله قبل ربع ساعة من وفاته

“ثعلب الصحراء الخائن” يتجرع السم ويخاطب زوجته ونجله قبل ربع ساعة من وفاته

فيينا / الأثنين 14. 10 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

انتهت حياة المارشال الألماني الشهير إرفين روميل فجأة في 14 أكتوبر عام 1944. أقامت له السلطات النازية جنازة عسكرية مهيبة وأمر هتلر في مارس عام 1945، ببناء نصب تذكاري لتخليده.

المارشال إرفين رومل يعد واحدا من ألمع الجنرالات وأكثرهم موهبة في تكتيكات الحرب. في وقت لاحق من الحرب العالمية الثانية أطلق عليه لقب “ثعلب الصحراء” لبراعته في المعارك التي خاضها ضد البريطانيين في شمال إفريقيا.

في فترة قيادته للفيلق الإفريقي في شمال إفريقيا، رسخ الانطباع الذي كان ظهر خلال قيادته للفرقة المدرعة السابعة إبان الغزو النازي لفرنسا في عام 1940، كواحد من أبرع قادة الدبابات، كما حظي منذ ذلك الحين بشعبية واسعة في ألمانيا.

تميز روميل في ميادين القتال بأسلوبه الخاص في القيادة. كان يتواجد دائما في الصفوف الأمامية حتى أثناء العمليات العسكرية في منطقة شمال إفريقيا الصحراوية، حيث لا توجد جبهة قتال ثابتة وخطوط التماس متحركة بشكل دائم وغير متوقع، كما تنتشر الوحدات العسكرية على مساحة واسعة وتتباعد عن مركز القيادة.

كان “ثعلب الصحراء” في تلك الظروف دائم الحركة حتى أنه كاد أن يقع في أسر البريطانيين في أكثر من مناسبة. كان المارشال يتفقد قواته ويقودها من الجو أيضا بطائرة خفيفة على الرغم من المخاطر الكبيرة.

روميل بلغ من التصاقه بجنوده وقواته ومتابعته لأدق التفاصيل، حد أنه شارك بنفسه في مناوشات ومعارك على مسافات قريبة مع القوات البريطانية في تلك الظروف الصحراوية القاسية.

النهاية لاحت بوادرها مع الهزائم المتتالية التي تعرضت لها القوات النازية أمام السوفييت، وقبل وقت قصير من إنزال النورماندي. في تلك الفترة وفيما كانت جميع المؤشرات تدل على قرب الهزيمة التامة للقوات الألمانية النازية، بدأ روميل في انتقاد قيادات بلاده العسكرية مدركا أنهم يجرون ألمانيا وراءهم إلى هزيمة كبرى، وتجرأ على الدعوة إلى وقف الحرب.

فيما كان “ثعلب الصحراء” في 17 يوليو عام 1944 يشرف على قوات بلاده في جنوب فرنسا استعدادا لصد هجوم الحلفاء، تعرضت سيارته إلى غارة جوية بريطانية ما أدى إلى إصابته بجروح في رأسه. نقل إلى المستشفى وبعد علاجه أرسل في إجازة إلى مسقط راسه مدينة أولم.

الأمور سارت لاحقا بطريقة سريعة في اتجاه النهاية، مع محاولة اغتيال هتلر في 20 يوليو 1944 بزرع قنبلة أثناء اجتماع في “عرين الذئب”.

العقيد الذي زرع القنبلة ويدعى كلاوس فون شتاوفنبرغ كان عمل وضباط آخرين ضمن المتآمرين تحت إمرة روميل في الفيلق الإفريقي في حملة شمال إفريقيا. علاوة على رصد انتقاداته الحادة لإصرار هتلر وحاشيته على مواصلة الحرب الخاسرة، أدرج أحد القادة المتورطين في محاولة اغتيال هتلر، اسمه ضمن المتآمرين، وزاد الطين بلة أن قادة المحاولة كانوا رشحوا روميل لتولي منصب رفيع بعد قتل هتلر.

فجأة أعلنت السلطات النازية أن روميل توفى من مضاعفات إصابته في الغارة الجوية، وأنه فارق الحياة نتيجة لنزيف في المخ. حامت الشكوك حول الرواية النازية وتبين لاحقا صدق هذه الشكوك. هتلر أرسل إلى المارشال ضابطين خيراه بين الانتحار أو المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.

المارشال تجرع سيانيد البوتاسيوم في 14 أكتوبر 1944، وسارع على الفور إلى إبلاغ زوجته وابنه بأنه سيموت في غضون ربع ساعة.

قبل ذلك واجه الاتهامات التي وجهت إليه قائلا: “لا ذنب لي ولم أكن متورطا. لقد خدمت وطني فقط طوال حياتي”.

هكذا طويت حياة “ثعلب الصحراء” الذي دوخ البريطانيين في الصحراء، واحتفظ بمكانته وهيبته على الرغم من هزيمته في معركة العلمين.

المصدر: RT

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً