فيينا / الجمعة 25 . 10 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
منهجية التحليلات المبنية على فرط التفاؤل تنحصر فائدتها برفع حماسة الجماهير، لكنها لا تقدم خدمة لصانع القرار ، كما لا تمنح الجمهور الواعي صورةً حقيقية..
ورغم كثرة الوجوه الإعلامية والأقلام المخلصة لكن قليلا منهم يحرصون على توخي الموضوعية التامة ونقل الصورة الحقيقية عن العدو ، فضلا عن الإقرار بنقاط ضعفنا تمهيدا لمعالجتها.
كثيرون يعلنون قربَهم من الدوائر الضيقة وإستقاءَ معلوماتهم من مصادر القرار ، لكن أيا منهم لم يستطع التنبؤَ بخطوات العدو الغادرة، ولم يرسلوا تحذيرا من مفاجآت محتملة ، بل واصلوا الإستهانة بالعدو وقدراته.
واجب المحللين إلتقاط الإشارات الخفية وتجميع المعلومات من المصادر المتنوعة -خصوصا من العدو- وعدم الجمود عند النظرة الأحادية.
رغم الخروقات الأمنية الخطيرة التي حصلت في الحرب على شيعة لبنان ، لم يقدم المحللون تفسيراتٍ شافيةً لأي منها ..
نعم – يفرض ظرف المعركة طوقا من السرية .. لكننا فقدنا السيد نصرالله وفقدنا صفي الدين وفؤاد شكر وحاج عبدالقادر ونخبة القادة المجاهدين في لبنان ، ولم تنفع التحليلات في إتّقاء الخطر ولا العثور على تفسير لما حدث.
لذا يجب على المحللين أن يطوروا قدراتهم كي ينتقلوا من الدور الإعلامي (التوجيه المعنوي) إلى دور صناعة الأفكار وتقديم الدراسات للقادة – كما تفعل غرف الفكر ومراكز الدراسات في العالم.
المطلوب صناعة الوعي لأنها تخدم المعركة ، وعدم الاكتفاء بالظهور اليومي على الشاشات للتبشير بنقاط ضعف العدو وبقرب إنهياره… بينما ضربات العدو لا زالت موجعة والمجازر لا زالت مستمرة.
نحتاج البحث عن أهداف العدو المحتملة (القصيرة والبعيدة) من الإجتياح البري للبنان وأسباب تحمله الخسائر الفادحة نتيجة صمود المقاومة ، ورسم سيناريوهات متعددة بناء على نتائج ذلك البحث، وعدم إختزال المشهد المعقد بفرضياتٍ مستهلكة.
– ما هي أطماعه غير المُعلنة بلبنان وسوريا ؟
– ما هي الدوافع الايديولوجية -الدينية- لقيادات الكيان ومدى تأثيرها على صناعة قرار العدو وداعميه؟
– نحتاج من المحللين جهدا لتحفيز زعاماتنا الدينية والسياسية لنصرة لبنان من خلال توضيح مخططات العدو للمنطقة ككل وجعلهم يرون حقيقة أننا نمثل الهدف التالي، وان صدّ العدو في غزة كان سيحمي لبنان، وأن صدّه عن لبنان سيحمي العراق وسوريا.
– نحتاج وضع سيناريوهاتٍ متعددة لنوايا العدو ، ونحتاج رؤية واضحة لأسوا تلك السيناريوهات -كما يفعل العدو معنا- كي تبني القيادات خطواتها على مواجهة الأسوأ.
وظيفة المحلل في هذا الظرف يجب أن ترقى لطرح الأفكار الجديدة والتنبيه للمخاطر غير المنظورة . عليه أن يرمي ببصره للأبعد مفتّشا عن المعلومة الدقيقة والصادقة ومبتعدا عن التهويل.
– التحليل النافع يجب أن يحقق هدفين :
١- تقديم الرؤى التي تخدم صناع القرار كي لا تبقى قراراتهم قصيرة المدى غير محيطة بجوانب الموضوع وابعاده الخفية.
٢- تنمية الوعي النخبوي والجماهيري من خلال إحترام عقول المتلقي وتقديم المعلومة الموثقة والتحليل الذكي.
٢٥ -١٠ -٢٠٢٤
المعمار
كتابات في الشأنين العراقي والشيعي
#نصر_الله_في_الميدان
#صفي_الدين_شهيدا
#السنوار_شهيدا
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك