فيينا / الثلاثاء 10 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ان المرجعية الدينية هم أحفاد الرسل والأئمة عليهم السلام تربي أتباعها ومنهم الحشد الشعبي بشكر الله عز وجل على نعمه والقوة والاستعداد لرد كل من يعتدي على نعم الله تعالى، وهم الأكثر الناس خوفا من خالقهم رب العالمين، ويأخذون العبر من الظالمين المعتدين مثل صدام وزبانيته الذين تنعموا بثروات العراق وهزموا تاركين بلدا مدمرا نهض وينهض بسواعد أبنائه ومنهم الحشد الشعبي. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” ﴿غافر 82﴾ قوله تعالى: “أ فلم يسيروا في الأرض فينظروا” إلى آخر الآية توبيخ لهم وعطف لأنظارهم إلى ما جرى من سنة القضاء والحكم في الأمم السالفة، وقد تقدمت نظيرة الآية في أوائل السورة وكان الغرض هناك أن يتبين لهم أن الله أخذ كلا منهم بذنوبهم لما كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فيكفرون بهم ولذا ذيل الآية بقوله: “فأخذهم الله بذنوبهم”، والغرض هاهنا أن يتبين لهم أنهم لم يغنهم ما كسبوا ولم ينفعهم في دفع عذاب الله ما فرحوا به من العلم الذي عندهم ولا توبتهم وندامتهم مما عملوا. وقد صدرت الآية بفاء التفريع فقيل: “أ فلم يسيروا” إلخ مع الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، وكأن الكلام تفريع على قوله: “فأي آيات الله تنكرون” فكأنه لما ذمهم وأنكر إنكارهم لآياته رجع وانصرف عنهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشيرا إلى سقوطه من منزلة الخطاب وقال: إذا كانت آياته تعالى ظاهرة بينة لا تقبل الإنكار ومن جملتها ما في آثار الماضين من الآيات الناطقة وهم قد ساروا في الأرض وشاهدوها فلم لم ينظروا فيها فيتبين لهم أن الماضين مع كونهم أقوى من هؤلاء كما وكيفا لم ينفعهم ما فرحوا به من علم وقوة.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” ﴿غافر 82﴾ ثم نبههم سبحانه فقال “أ فلم يسيروا في الأرض” بأن يمروا في جنباتها “فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم” عددا “وأشد قوة” أي وأعظم قوة “وآثارا في الأرض” بالأبنية العظيمة التي بنوها والقصور المشيدة التي شيدوها وقيل بمشيهم على أرجلهم على عظم خلقهم عن مجاهد فلما عصوا الله سبحانه وكفروا به وكذبوا رسله أهلكهم الله واستأصلهم بالعذاب “فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون” أي لم يغن عنهم ما كسبوه من البنيان والأموال شيئا من عذاب الله تعالى وقيل إن ما في قوله “فما أغنى” بمعنى أي فالمعنى فأي شيء أغنى عنهم كسبهم فيكون موضع ما الأولى نصبا وموضع ما الثانية رفعا.
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز من قائل “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ” كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (غافر 82) “أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوَّةً وأثارا في الأرض” من مصانع وقصور “فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون”.
جاء في موقع البلاغ عن شروط النصر في القرآن الكريم: قال الله تعالى: 4- في سبيل الله: أن يكون العمل والجهاد كلّه في سبيل الله، فالنصرة لابدّ أن تكون لله. قال تعالى: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ” (محمّد 7). والمجاهدة لابدّ أن تكون في الله: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” (العنكبوت 69). 5- إعداد العدّة: قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ” (الأنفال 60). فالإعداد شرط من شرائط المواجهة، فالعدوّ الذي يرى عدوّه في حالة تخاذل وعدم استعداد يطمع به، فلا يتحقّق المدد الغيبي والنصر الإلهيّ عبثاً ولا مجّاناً ونحن عاكفون في البيوت كما قال اليهود لنبيّهم: “فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا” (المائدة 25). بل لابدّ من توفّر الشروط الموضوعية لكي تتحقّق الألطاف الإلهية، وليست هذه الشروط من المستحيلات. 6- استمراريّة النصر مشروطة بالتواضع: النصر تعقبه انفعالات نفسية خطيرة على المنتصرين كالعجب، والغرور، والتكبّر، والاقتناع بما وصلوا إليه، إلى غير ذلك من الصفات. من هنا ولكي يستمرّ النصر لابدّ من إزالة هذه الرذائل الأخلاقية من نفوس المؤمنين، بالتسبيح والاستغفار والشكر، والتواضع أمام نعم الله سبحانه والاعتقاد بأنّ هذه النعمة العظيمة منه عزّ وجلّ، وملك له متى ما شاء أخذها، وبذلك تدوم العلاقة بالله تعالى. يقول تعالى: “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا” (النصر 1-3)، إنّ النصر له آثار مهمّة على الناس المنتَصر عليهم وغيرهم، من حيث تهيئتهم للدخول في الإسلام العظيم، فالناس مع المنتصر القويّ، لا مع المنهزم الضعيف، لذلك نرى السورة الكريمة ترتّب على النصر دخول الناس في دين الله أفواجاً.
للحشد الشعبي فعاليات مختلفة كالثقافية والرياضية والخدمية بالإضافة إلى القتالية. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر سبتمبر 2024: برعاية دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، افتتحت مديرية الجهد الخدمي والهندسي للحشد الشعبي اليوم منطقة حي الكوفة الثانية ضمن بلدية الشعب بعد اعادة تأهيلها طبقا للمواصفات الهندسية والفنية وبإشراف مباشر من قبل وزارة الاعمار والإسكان وضمن الجهود الحكومية في خدمة المناطق المحرومة. وشهد افتتاح الحي فرحة كبيرة من قبل الأهالي في هذا المنجز الخدمي الكبير بعد ان كان يعاني الإهمال منذ 30 عام لكن الحشد الشعبي تمكن خلال فترة قياسية من الانتهاء من كافة الأعمال والمشاريع التي تضمنت مد مجاري الصرف الصحي وشبكة المياه الصالحة للشرب والارصفة وأعمال المقرنص فضلا عن التعبيد والاكساء لكافة الشوارع. ويأتي افتتاح حي الكوفة الثانية بعد جهود كبيرة من قبل الملاكات الفنية والهندسية وآليات الحشد الشعبي وبنظام عمل نهاري وليلي بإشراف ومتابعة ميدانية من قبل مدير الجهد الخدمي في الحشد الشعبي الأستاذ احمد عباس. وتعمل مديرية الجهد الخدمي والهندسي بالحشد الشعبي بـ9 مشاريع موزعة على 7 مناطق في بغداد 4 مشاريع في بلدية بوب الشام بمناطق ( 1 حزيران، والثعالبة، والسريدات، والخفاجات، والطريق الموازية للبزل).
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات