فيينا / الثلاثاء 06 . 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
يقول السيد وداد فاخر رئيس تحرير جريدة السيمر حول محلة السيمر: كوني ابن سوق ومحلة السيمر و عشت فيها طفولتي وبالسوق اقدم دكان لجدي لأمي الحاج علي اسطه عبد البقال “أبو مصطفى”، ومن شخصيات المحلة الشهيد السيد عصام شبر “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون” (البقرة 154). وقرب ديوانية المرحوم السيد ميرزا عباس جامع محسن محاسن كما شاهدته باحدى سفراتي للعراق أعيد ترميمه وخاصة واجهته. والسيد ادريس كان سيدا مباركا على الفطرة. وحول إدارة مستوصف العشار فقد انيطت إدارته بطبيب اسنان كان عسكريا اعيد للخدمة وهو من اهل الموصل بسبعينات القرن الماضي، وهو الدكتور لطفي الجراح الذي توفي مبكرا، وقد عملت بتلك الفترة بالمستوصف المذكور. بينما كان الدكتور عبد الستار الملاك طبيبا للاطفال فيه، وقد كبر انذاك بالعمر. وفي محلة السيمر كان مخبر الامن المعروف وهو “عبد الحلاق ابن ناظم الحلاق”، وسمعت انه هرب من البصرة للفلوجه بعد سقوط نظام البعث خوف تصفيته، واعتقد ان عائلته سامرائية سكنت البصرة. واحسن من وصف السيمر الاستاذ والصديق وابن محلتنا يوسف التميمي اطال الله بعمره، وهو مربي تربوي وفنان تشكيلي وعازف . ومن شخصيات محلة أبو الحسن ايضا أبرز شخصية بوقتنا الراهن الشهيد ابو مهدي المهندس”جمال محمد جعفر” بيتهم خلف بيتنا مباشرة بمحلة ابو الحسن .
جاء في معاني القرآن الكريم: نهر النهر: مجرى الماء الفائض، وجمعه: أنهار، قال تعالى: ﴿وفجرنا خلالهما نهرا﴾ (الكهف 33)، ﴿وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا﴾ (النحل 15) وجعل الله تعالى ذلك مثلا لما يدر من فيضه وفضله في الجنة على الناس. قال تعالى: ﴿إن المتقين في جنات ونهر﴾ (القمر 54)، ﴿ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار﴾ (نوح 12)، ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ (المائدة 119). والنهر: السعة تشبيها بنهر الماء، ومنه: أنهرت الدم. أي: أسلته إسالة، وأنهر الماء: جرى، ونهر نهر: كثير الماء.
جاء في مجلة الكاردينيا عن محلة السيمر وما جاورها أمكنة ووجوه للكاتب ثامر سعيد: نهضت محلة ( السيمر ) في اواخر القرن التاسع عشر حين اتخذتها سلطة الاحتلال العثماني همزة وصل باتجاه ( العشار ) المحلة الاقرب لشط العرب وللحراك التجاري الذي تميز باشتداد حدة التنافس بين (دولة الرجل المريض) او الدولة العثمانية والنفوذ البريطاني على التحكم بميناء البصرة الذي كان الخليج آنذاك يسمى باسمه.ولما ادرك العثمانيون اهمية الانتقال من منطقة البصرة القديمة ( منطقة شناشيل الاغوات ورجالات الدولة )، عمدوا الى بناء صرح السراي الحكومي الذي توزع على ضفتي نهر العشار القادم من شط العرب ليحتل ضفتي النهر الشمالية والجنوبية. اضافة الى السجن المركزي. وهكذا ازدادت أهمية (السيمر) باعتبارها تطل مباشرة على النهر فافتتحت فيها عشرات المحلات التجارية وصارت تأتيها المهيلات والمراكب الصغيرة لتفرغ شتى أصناف البضائع. غير ان حريقا هائلا داهم المحلة سنة 1904 و استمر اياما معدودة لتعود ( السيمر) إلى سابق انزوائها كمحلة مطلة على الدرب المطل على النهر والذي يصل الى مركز المدينة على امتداد ما اسماه البريطانيون بـ( طريق الساحل) لغرض الانتفاع منه في اثر الاحتلال البريطاني للبصرة 1914. وبسبب بدائية التوثيق وندرة الصور الفوتوغرافية قلما جرى ذكر محلة السيمر كواحدة من كبريات الواجهات التجارية في المدينة، ومع انطفاء آخر لهب وجمرة، ازدهرت قصبة العشار لتصبح مركز المدينة التجاري ولينهض معها سوق الهنود الشهير ومرسى الدوكيارد عند فم نهر العشار. ومن هنا يلاحظ القارئ الكريم أن كاتب هذا الاستذكار الشاعر والموثق البصري ثامر سعيد كتب عن حياته التي عاشها كواحد من أبناء المحلة من دون أن يمتلك أيا من التفصيلات التي حصلت بطبيعة الحال قبل ولادته بسنين، تلك التفصيلات المتعلقة بماضي (السيمر) المجيد. لقد تركز جلّ استذكاره حول البيئة الاجتماعية للمحلة، وهو الإغفال الذي لمسناه في كتاب ابن آخر لمحلة السيمر هو الشاعر الفقيد مهدي محمد علي في كتابه الاستذكاري الجميل ( البصرة جنة البستان) لم يتطرق الى ماضي محلة (السيمر) رغم أنه قضى طفولته وشبابه هناك قبل هجرته الى حلب ويتوفى فيها.اترك السطور التالية التي كتبها الصديق الشاعر ثامر سعيد ليحدثنا عن الواقع الشعبي في محلة السيمر وما جاورها.
أحد الأراء يقول ان تسمية السيمر من الصيمر وهو نهر في البصرة جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ” ﴿القمر 54﴾ أي أنهار يعني أنهار الجنة من الماء والخمر والعسل وضع نهر في موضع أنهار لأنه اسم جنس يقع على الكثير والقليل والأولى أن يكون إنما وحد لوفاق الفواصل والنهر هو المجرى الواسع من مجاري الماء.
جاء في صفحة تراث البصرة: مبنى السراي العثماني في محلة السيمر في البصرة القديمة عام 1900م. حيث يظهر الجزء المطل على نهر العشار و سياج المبنى و يظهر في الصور الأخرى أنه يوجد في نهاية شارع الساحل عندة محطة عربات البصرة في محلة السيمر و احد المقاهي المطلة على نهر العشار. معلومات عن تاريخ مبنى السراي العثماني في محلة السيمر: في عام(1273هـ \ 1859م) أنشئ والي البصرة العثماني( ويسي باشا ) سراي و جعله طابقاً واحداً و بنى فوق بعضه اقساماً قليلة من الغرف على الجهة الشمالية و كان موقعه ايضاً على الضفة الجنوبية من نهر العشار و غرباً الطريق العام و جنوباً حوانيت و دكاكين و سوق السيمر و شرقاً نهر جسر الملح. و قد جمع ويسي باشا في هذا السراي أغلب الدوائر الرسمية بما فيها السجون. في عام(1307هـ \ 1889م) قام والي البصرة العثماني المشير هدايا باشا في هدم و تجديد مبنى السراي على الطراز الحديث و ذلك في أواخر شهر ذي الحجة و قد أناب على مراقبة بناءه كلاً من الأي بيكي حسن حسني بك و إدارة أميني شريف بك و قد تم بناؤه في أواخر سنة 1308 \ 1890م على طابقين يحتوي الطابق الأعلى على نيف و ستة و ثلاثين غرفة كبيرة يفصل بين أكثرها مسلك واسع و جمع في غرفة أغلب الدوائر الرسمية، عدا الجنود النظامية، و الكمارك و البلدية و دوائر البرق و الريحي-المكس- و الديون العمومية و غرفة التجارة ( محكمة التجارة ) و قد شيد في جهته الجنوبية أي بنى خلف دكاكين سوق السيمر و جدار السراي مسجداً صغير ليكون مصلى للموظفين و غيرهم خلال أوقات الدوام.
*كاتب وباحث من كربلاء المقدسة
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات