فيينا / السبت 14 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء عن مركز نون للتأليف والترجمة في كتاب دروس قرآنية عن شروط النصر الإلهي: 1- الإيمان: يقول تعالى: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” (الروم 47). 2- العمل والجهاد: قال تعالى: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” (محمد 7). فقوله: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ” في هذه الآية، يُفهم منه صريحاً أنّ إعطاء ومنح النصر مشروط بمن يعمل وينصر ويجاهد في سبيل الله، والآيات الكريمة في الحثّ على الجهاد كثيرة، فليس الأمر كما قال اليهود للنبيّ موسى عليه السلام حين أمرهم بالقتال لدخول الأرض المقدّسة: “..فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” (المائدة 24). 3- الأمل والصدق: يقول تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة 214). فنلاحظ أنّ الله تعالى أراد للمؤمنين رغم ما بهم من ضيق وضرّ وبأساء أن يأملوا نصر الله فهو قريب. ويقول أمير المؤمنين والمجاهدين الإمام عليّ عليه السلام في نهج البلاغة: (ولقد كان الرجل منّا والآخر من عدوِّنا يتصاولان تصاول الفحلَين، يتخالسان أنفسهما أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرّة لنا من عدوّنا ومرّة لعدوّنا منا، فلمّا رأى الله صدقنا أنزل لعدوّنا الكبت وأنزل علينا النصر حتّى استقرَّ الإسلام). 4 – في سبيل الله: أن يكون العمل والجهاد كلّه في سبيل الله، فالنصرة لا بدّ أن تكون لله: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ”. والمجاهدة لا بدّ أن تكون في الله: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” (العنكبوت 69). 5- إعداد العدّة: قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ” (الانفال 60). إذاً لا يتحقّق المدد الغيبيّ والنصر الإلهيّ عبثاً ولا مجّاناً ونحن عاكفون في البيوت كما قال اليهود لنبيّهم: “فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” (المائدة 24). بل لا بدّ من توفّر الشروط الموضوعيّة لكي تتحقّق الألطاف الإلهيّة، وليست هذه الشروط من المستحيلات. فدروس وعبر المسلمين الأوائل إلهامات مهمَّة لكي نأخذ منها المدد والدروس الواقعيّة. ج- النصر ودخول الناس في الإسلام: إنّ النصر له آثار مهمّة على النّاس المنتَصر عليهم وغيرهم، من حيث تهيئتهم للدخول في الإسلام العظيم، فالناس مع المنتصر القويّ، لا مع المنهزم الضعيف. لذلك نرى السورة الكريمة ترتّب على النصر دخول الناس في دين الله أفواجاً. د- استمراريّة النصر مشروطة: النصر تعقبه انفعالات نفسيّة خطيرة على المنتصرين كالعجب، والغرور، والتكبّر، والاقتناع بما وصلوا إليه، إلى غير ذلك من الصفات. من هنا ولكي يستمرّ النصر لا بدّ من إزالة هذه الرذائل الأخلاقيّة من نفوس المؤمنين، بالتسبيح والاستغفار والشكر، والتواضع أمام نعم الله سبحانه والاعتقاد بأنّ هذه النعمة العظيمة منه عزَّ وجلَّ، وملك له متى ما شاء أخذها، وبذلك تدوم العلاقة بالله تعالى.
جاء في موقع مع الله صفحة مقالات عن مفهوم النصر في القرآن الكريم: 1- مفهوم النصر: النصر هو العون، والتأييد، والعطاء، ودفع الضر، فنصر فردٍ أو جماعة يشمل إعانتهم بالقول أو الفعل، وتأييدهم بالقول أو الفعل، وإعطاءهم ما ينصرهم، ويدفع الضر عنهم. 2- كلمة النصر في القرآن الكريم وردت كلمة نصر في القرآن الكريم 140 مرة. والصيغ التي وردت، هي: – الفعل الماضي ورد 15 مرة قال الله تعالى: “وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ” (آل عمران 123) – الفعل المضارع ورد 43 مرة قال الله تعالى: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ” (محمد 7) – فعل الأمر ورد 8 مرات قال الله تعالى: “قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ” (البقرة 250) – المصدر ورد 22 مرة قال الله تعالى: “حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ” (البقرة 214) – اسم الفاعل ورد 15 مرة قال الله تعالى: “فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ” الطارق:10 – الجمع ورد 11 مرة قال الله تعالى: “وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ” (البقرة 270) – الصفة المشبهة: ورد ت 24 مرة قال الله تعالى: “وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ” (البقرة 107) – اسم المفعول ورد مرتين قال الله تعالى: “فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا” (الإسراء 33) وجاء النصر في الاستعمال القرآني على أربعة أوجه: الأول- المنع قال الله تعالى: “وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ” (البقرة 48) يعني: ولا هم يمنعون. الثاني- العون قال الله تعالى: “وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحج 40) الثالث- الظفر قال الله تعالى: “وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ” (آل عمران 126) يعني: وما الظفر الرابع- الانتقام قال الله تعالى: “وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ” (الشورى 41) يعني: انتقم. 3- الكلمات ذات الصلة بكلمة النصر – الفتح:الفتح هو الإظهار على العدو بفتح البلاد. قال الله تعالى: “إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا” (الفتح 1). إنا فتحنا لك أيها الرسول فتحًا مبينًا، يظهر الله فيه دينك، وينصرك على عدوك، وهو هدنة الحديبية التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضًا، فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله، وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام مِن معرفته، فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجًا، ولذلك سمَّاه الله فتحًا مبينًا، أي ظاهرًا جليًّا.
وعنصر اللجوء والرجوع اليه سبحانه هو نوع من انواع الصبر “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ” (المؤمنون 115). وعند البلاء تلاحظ درجة الصبر”الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا” (الملك 2) وكيف ان الصابرين تنزل عليهم رحمة الله “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (البقرة 156-157) و ينزل عليهم النصر “قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (البقرة 250). يقول الله جل وعلا في سورة القدر “مِن كُلِّ أَمرٍ” (القدر 4) اي امور عديدة منها الموت والحياة والمرض والبلاء وتطويل العمر والرزق ولله البداء فيما يشاء، وهذا يتطلب من العبد العمل والدعاء.
جاء في کتاب الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ للشيخ علي موسى الكعبي: لم يكن الإمام الباقر عليه السلام ذلك المعارض الذي يرى الخروج بالسيف كوسيلة للوصول إلى السلطة، رغم إيمانه بأنّه أولى الناس بالأمر، ويعلّل ذلك في حديثه إلى جابر بن يزيد الجعفي بعدم وجود الناصر، قال جابر: (قلت له عليه السلام: يا سيدي، أليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم. قلت: فلِم قعدتم عن حقّكم ودعواكم، وقد قال اللّه تعالى: “وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ” (الحج 78)؟ قال: فما بال أمير المؤمنين عليه السلامقعد عن حقّه حيث لم يجد ناصراً، أو لم تسمع اللّه تعالى يقول في قصّة لوط عليه السلام: “قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ” (هود 80) وفي حكاية عن نوح عليه السلام: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ” (القمر 10)، ويقول في قصة موسى عليه السلام: “قَالَ رَبِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” (المائدة 25)، فإذا كان النبي هكذا، فالوصي أعذر. يا جابر، مثل الإمام مثل الكعبة، يؤتى ولا يأتي).
عن موقع ميديا 94 رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل مجموعة من عوائل الشهداء بمناسبة الذكرى السابعة للنصر على داعش. استقبل رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، مجموعة من عوائل الشهداء، الذين ارتقوا خلال عمليات التحرير وطرد عصابات داعش الإرهابية من الأراضي العراقية. وفي بداية اللقاء، قُرئت سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء الطاهرة، ورحب سيادته بعوائلهم، مؤكداً أن أول الاحتفال بيوم النصر هو استذكار أصحاب الفضل، وهمُ الشهداء الذين هَزمت دماؤهم قوى الشر، كما أن تضحيات أسرهم مبعث اعتزاز وتقدير، وواجب الدولة بكل مؤسساتها أنّ تضمن حقوقهم بلا فضل أو منّة. وحيّا السيد السوداني قواتنا الأمنية بكل صنوفها من الجيش والشرطة والحشد والبيشمركة، وجهاز المكافحة، والمخابرات، والأمن الوطني، والشرطة الاتحادية، التي كانت جميعها تتسابق من أجل الدفاع عن العراق، كما أشاد بكل تقدير وفخر بالفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة، التي كانت خير حافز ودافع للعزيمة والإصرار. وأكد السيد رئيس مجلس الوزراء أن كل ما حصل في العراق بعد النصر، من أمن واستقرار وتنمية وخدمات وإعمار، بفضل الدماء الطاهرة للشهداء والجرحى، كما تمكّنا كحكومة من التقدم بالعمل لبناء بلدنا، استناداً لتلك التضحيات، مبيناً أنّ المعركة ضد الإرهاب كانت فرصة لتكاتف العراقيين بأطيافهم جميعاً، من العرب والكرد والتركمان والشبك والمسلمين والمسيحيين والصابئة والإيزيديين، إلى جانب وقوف أصدقائنا وجيراننا مع العراق.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات