الرئيسية / مقالات / يوم الشهيد الفيلي العراقي: 2 نيسان (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق) (ح 17)

يوم الشهيد الفيلي العراقي: 2 نيسان (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق) (ح 17)

 فيينا / الأحد 06 . 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن محضـر جلسـة رقـم (51) الاثنين (4/4/2011) م: النائب فرهاد أمين سليم الاتروشي: لدي ملاحظة كنت اتمنى ان يكون حضور الإخوة النواب بشكل اكبر، مع الأسف وهي جريمة إبادة جماعية كما ذكر بعض إخواني بموجب قرار المحكمة الاتحادية والمحكمة المختصة في ذلك. أنا اذكر بعض الإجراءات العملية أفضل من أن أدخل في تكرار ما ذكره زملائي ومن هذه الإجراءات هي مطالبة ومفاتحة الوزارات والجهات المعنية لاتخاذ اللازم خاصةً استناداً إلى قرار المحكمة واثني على طلب الدكتور وليد الحلي بتشريع قانون في هذه المسألة لأن هي جريمة كبرى وقضية معقدة كما ذكر ايضاً الدكتور محمود عثمان. الإجراءات العملية هي: اولاً: مفاتحة وزارة الهجرة والمهجرين لمعرفة الرقم الدقيق للمهجرين من الإخوة الكرد الفيلية. ثانياً: مفاتحة مؤسسة الشهداء، هذه مسألة مهمة جداً لمعرفة العدد الحقيقي من شهداء الكرد الفيلية. ادعو ان ننتقل من التنظير والمسائل النظرية إلى خطوات عملية ومفاتحة هذه المؤسسات. ثالثاً: مفاتحة وزارة الداخلية خاصة فيما يتعلق بقضية الجنسية والتجنيس وهذه مسألة مهمة جداً بالنسبة للإخوة الكرد الفيلية والمستمسكات الثبوتية والجهة الأخرى وزارة المالية فيما يتعلق بمصادرة الأموال والممتلكات والعقارات المنقولة وغير المنقولة بالنسبة للكرد الفيلية ومعرفة حجم هذه العقارات. رابعاً: مفاتحة وزارة التربية فيما يخص قضية تثقيف وتربية ابنائنا الصغار على هذه المأساة والجريمة الكبيرة. خامساً: مفاتحة وزارة حقوق الإنسان.
 
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله “الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحج 40) ظاهر الآية يدل على أن الذنب الوحيد للنبي صلى الله عليه واله وسلم والصحابة عند المشركين هو قولهم: لا إله إلا اللَّه. وبهذا الظاهر أخذ جميع المفسرين، بل قال أحد المفسرين الجدد ما نصه بالحرف: (لا صراع على عرض من أعراض هذه الحياة التي تشتجر فيها الأطماع، و تتعارض فيها المصالح، وتختلف فيها الاتجاهات، وتتضارب فيها المطامع). وقد أشرنا فيما تقدم أكثر من مرة إلى أن طغاة الشرك حاربوا رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكلمة التوحيد لأنها تقضي على أطماعهم و منافعهم ومصالحهم، وتساوي بين الناس. انظر ما كتبناه بعنوان: (المصلحة هي السبب) في ج 1 ص 155 و 179. “ولَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً”. بعد أن أذن سبحانه للمؤمنين المعتدى عليهم بقتال أهل الشرك المعتدين بيّن في هذه الآية السبب الموجب لهذا الإذن، ويتلخص بأنه لولا القوة الرادعة لسادت الفوضى وعم الفساد في الأرض بالسلب والنهب وإراقة الدماء، وبالخصوص بين الطوائف وأهل الأديان. وعبّر سبحانه عن الفتن بين الطوائف بهدم معابدها لأنها المظهر الديني لكل طائفة، ولها علامات فارقة تميز أهل الأديان بعضهم عن بعض. والصوامع للنصارى والبيع لليهود – أنظر فقرة اللغة – والصلوات على حذف مضاف أي مكان الصلوات، والمراد بها معابد الطوائف الأخرى. وتمتاز مساجد المسلمين عن معابد سائر الأديان بأن الصلاة تقام فيها خمس مرات في اليوم والليلة، ولذا قال سبحانه: “يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً”. وقال جماعة من المفسرين: المراد من الآية ان اللَّه يمنع المشركين بالمؤمنين، ولولا هم لهدم أهل الشرك معابد أهل الأديان. وإذا صح هذا التفسير في وقت من الأوقات فإنه لا يصح ولا يطرد في كل عصر ومصر، والصحيح في معنى الآية ما قلناه من أنه لا غنى عن القوة الرادعة لحفظ الأمن والنظام، سواء أكانت هذه القوة بيد المؤمن، أم بيد الكافر باللَّه. قال الإمام علي  عليه السلام: (لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ اللَّه فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يستريح به، ويستراح من فاجر). وتجدر الإشارة إلى أن الإمام قال هذا ردا على قول الخوارج: لا حكم إلا للَّه. أنظر ما كتبناه بهذا العنوان في ج 4 ص 315. “ولَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهً لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”. هذا ترغيب في الجهاد لنصرة الحق وأهله ” الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ “. المراد بالتمكين في الأرض الحكم والسلطان، وقد أقسم سبحانه مؤكدا انه ينصر الحاكمين شريطة أن يجمعوا بين أمرين: الأول أن يؤدوا حق العباد للَّه كاملا في أنفسهم كالصوم والصلاة، وفي أموالهم كالحج والزكاة، وعبّر سبحانه عن العبادة البدنية بالصلاة، والعبادة المالية بالزكاة.
 
جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن محضـر جلسـة رقـم (51) الاثنين (4/4/2011) م: النائبة ناجحة عبد الامير عبد الكريم (نقطة نظام): بسم الله الرحمن الرحيم الذي تفضل به الإخوة والأخوات حول قضية الكرد الفيلية ينبغي الأخذ بالمادة (82) التي جاء فيها (للمجلس تشكيل لجان فرعية ولجان مؤقتة ولجان تحقيق بحسب مقتضيات العمل والموضوعات المطروحة عليه) ولما كانت قضية المهجرين من الكرد الفيلية قضية كبرى وقضية كل العراقيين ولما لم تكن مؤسسة الشهداء ولا مؤسسة السجناء السياسيين ولا هيئة نزاعات الملكية قد تمكنت من استرجاع حقوقهم واستعادة ممتلكاتهم وجنسيتهم وغير ذلك مما يستحقونه. لذا أريد تشكيل لجنة التي طرحتها السيدة بري زاد واكد عليها الشيخ محمد الهنداوي، هذه اللجنة تتكون من اللجان الدائمة لجنة الشهداء ولجنة المهجرين والمرحلين واللجنة المالية واللجنة القانونية لتقصي اوضاع الكرد الفيلية داخل وخارج العراق ومتابعة كل الاستحقاقات التي يستحقونها وما تفضل به الاستاذ عباس البياتي. – السيد رئيس مجلس النواب: طبعاً اللجان الدائمية تستطيع ان تقوم بهذا العمل والموضوع لازال قيد النقاش ولم ننتهِ حتى نصدر القرارات بهذا الاتجاه.
 
قال الله تعالى الصوامع والبيع والمساجد “لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” ﴿الحج 40﴾ الصوامع هي معابد للرهبان في الديانة المسيحية ولها رؤوس، البيع هي كنائس اصلها آرامي. من الاماكن المحببة لذكر الله بيوت الله و المساجد وعند السجود “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ” (النور 36)، و “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ” (البقرة 114)،  و”وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ” (الحج 40).
 
جاء في موقع شفق نيوز تهجير الكورد الفيليين صفحات الم لا تنطوي للكاتب عبد الخالق الفلاح بتأريخ 2019-04-11: ان الإبادة الجماعية لم تحدث فجأة، بل جريمة منهجية ومدبرة بحسب أهداف محددة لنظام البعث الشوفيني وحدثت خارج نطاق حالات النزاع في عصر يتنامى فيه التعصب والكراهية على أساس أشكال مختلفة من التمييز العنصري والنوعي وتقييد حقوق الإنسان وارتكاب أعمال العنف الوحشية. ومن هنا ونحن اصحاب القضية الاساسية ومعنا جمع الأحرار في العالم  من أجل حماية المكون الفيلي وهويته الوطنية ووجوب معالجة مشكلته الدائمية وفق الحقوق المنصوصة عليها في الدستور والقوانين اللاحقة التي صدرت في العهد الجديد باعتبارها سياسة عنصرية مارستها الأنظمة الدكتاتورية السابقة المتعاقبة على الحكم ويستوجب إنهائها في عهد العراق الديمقراطي الإتحادي التعددي وتحديد نطاق مسؤولية الحماية وبذل الجهود في مجال المنع وإتخاذ التدابير الوقائية والتضافر المشترك في حماية الأفراد من الخروقات الكبيرة التي تطالهم  وإن مسؤولية احترام حقوق الإنسان تقع على عاتق الجميع والتصدي للحالات التي قد تؤدي إلى الإبادة الجسيمة ووجود المجموعات المهددة بهذا الخطر وتأمينها من الانتهاكات الجماعية والمنهجية لحقوق الإنسان والتمييز الممنهج وعبارات الكراهية التي تستهدفها نتيجة إنتماءاتها قومية أو إثنية أو عرقية أو خاصة في سياق إرتكاب العنف الفعلي أو المحتمل. عندما تمتهن الكرامة وتخرس الكلمة ويتجبر الطغاة يبعث الله تعالى رجالا يحبونه ويحبهم  ويضحون من اجله  يختارهم لكسر جبروت الطغاة   واعادة صياغة الكرامة  حتى يتحرر القلم والكلمة فتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفلى. ولانملك في هذه الذكرى او الفاجعة إلا ان نستذكر شهدائنا الابرار وشهداء العراق الا أن ننتهز الفرصة كي نتعلم منه كيف نتغلب على مكر الطغاة وفنون السياسات الحاكمة ونلوي ذراع التصريحات والوعود العسلية ونرقى بشريحتنا المغلوبة الى قمة المجد وانتزاع حقوقنا المشروعة  ولايتحقق ذلك إلا بالسمو إلى أعلى مستويات النضج الفكري والإبداع السياسي والمزيد من الالتفاف حول الجهات السياسية المدافعة عن قضيتنا والمخلصة للدفاع عن حقوقنا. 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً