فيينا / السبت 05 . 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز وجل “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ” (الحديد 19) لم يقل: آمنوا بالله ورسوله كما قال في أول السورة: “آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا” وقال في آخرها: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله” لأنه تعالى لما ذكر أهل الكتاب في الآية السابقة بقوله: “ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل” عدل عن السياق السابق إلى سياق عام يشمل المسلمين وأهل الكتاب جميعا كما قال بعد: “لقد أرسلنا رسلنا بالبينات” وأما الآيتان المذكورتان في أول السورة وآخرها فالخطاب فيهما لمؤمني هذه الأمة خاصة ولذا جيء فيهما بالرسول مفردا. والمراد بالإيمان بالله ورسله محض الإيمان الذي لا يفارق بطبعه الطاعة والاتباع كما مرت الإشارة إليه في قوله: “آمنوا بالله ورسوله” الآية، والمراد بقوله: “أولئك هم الصديقون والشهداء” إلحاقهم بالصديقين والشهداء بقرينة قوله: “عند ربهم” وقوله: “لهم أجرهم ونورهم” فهم ملحقون بالطائفتين يعامل معهم معاملة الصديقين والشهداء فيعطون مثل أجرهم ونورهم. والظاهر أن المراد بالصديقين والشهداء هم المذكورون في قوله: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” (النساء 69)، وقد تقدم في تفسير الآية أن المراد بالصديقين هم الذين سرى الصدق في قولهم وفعلهم فيفعلون ما يقولون ويقولون ما يفعلون، والشهداء هم شهداء الأعمال يوم القيامة دون الشهداء بمعنى المقتولين في سبيل الله. فهؤلاء الذين آمنوا بالله ورسله ملحقون بالصديقين والشهداء منزلون منزلتهم عند الله أي بحكم منه لهم أجرهم ونورهم. وقوله: “لهم أجرهم ونورهم” ضمير “لهم” للذين آمنوا، وضمير “أجرهم ونورهم” للصديقين والشهداء أي للذين آمنوا أجر من نوع أجر الصديقين والشهداء ونور من نوع نورهم، وهذا معنى قول من قال: إن المعنى: لهم أجر كأجرهم ونور كنورهم. وربما قيل: إن الآية مسوقة لبيان أنهم صديقون وشهداء على الحقيقة من غير إلحاق وتنزيل فهم هم لهم أجرهم ونورهم، ولعل السياق لا يساعد عليه. وربما قيل: إن قوله: “والشهداء” ليس عطفا على قوله: “الصديقون” بل استئناف و”الشهداء” مبتدأ خبره “عند ربهم” وخبره الآخر “لهم أجرهم” فقد قيل: والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون، وقد تم الكلام ثم استؤنف وقيل: “والشهداء عند ربهم” كما قيل: “بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ” (آل عمران 169)، والمراد بالشهداء المقتولون في سبيل الله، ثم تمم الكلام بقوله: “لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ” (الحديد 19). وقوله: “والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم” أي لا يفارقونها وهم فيها دائمين. وقد تعرض سبحانه في الآية لشأن الملحقين بالصديقين والشهداء وهم خيار الناس والناجون قطعا، والكفار المكذبين لآياته وهم شرار الناس والهالكون قطعا وبقي فريق بين الفريقين وهم المؤمنون المقترفون للمعاصي والذنوب على طبقاتهم في التمرد على الله ورسوله، وهذا دأب القرآن في كثير من موارد التعرض لشأن الناس يوم القيامة. وذلك ليكون بعثا لقريحتي الخوف والرجاء في ذلك الفريق المتخلل بين الخيار والشرار فيميلوا إلى السعادة ويختاروا النجاة على الهلاك. ولذلك أعقب الآية بذم الحياة الدنيا التي تعلق بها هؤلاء الممتنعون من الإنفاق في سبيل الله ثم بدعوتهم إلى المسابقة إلى المغفرة والجنة ثم بالإشارة إلى أن ما يصيبهم من المصيبة في أموالهم وأنفسهم مكتوبة في كتاب سابق وقضاء متقدم فليس ينبغي لهم أن يخافوا الفقر في الإنفاق في سبيل الله، فيبخلوا ويمسكوا أو يخافوا الموت في الجهاد في سبيل الله فيتخلفوا ويقعدوا.
جاء في موقع شفق نيوز تهجير الكورد الفيليين صفحات الم لا تنطوي للكاتب عبد الخالق الفلاح بتأريخ 2019-04-11: ذكريات تثير فينا الشجن، وصفحات مؤلمة من الاوجاع، تعيد لنا الحزن، تعود بنا إلى الم الماضي الذي نرفض نسيانه، ألا يكفي أنها ما زالت باقية فينا، وأننا أصحابها ونبحث عن فلذات قلوبنا المغيبين، مازالت تعيش معنا في قلوبنا وضمائرنا وأرواحنا.انها مأساة لا تمنحى من ذاكرتنا.وصفحاتها لا تنطوي لانها كتبت بدماء قلوب الثكالى والمفجوعين: نستذكر في هذه الايام جريمة مؤلمة ومن أجل ان لا تتكرر ومنع عمليات الإبادة الجماعية بصفتها جرائم خطيرة ضد الانسانية بشعة و انتهاك للشرائع السماوية والدنيوية وللأعراف الأخلاقية والمواثيق الدولية عمدت الأجهزة الحزبية والقمعية لحزب البعث، وبإيعاز مباشر من رأس السلطة، وتواصلت عملياتهم الاجرامية إلى حرمان الآلاف من الكرد الفيليين من حقهم في المواطنة العراقية التي اكتسبوها أبا عن جد وتهجير اكثر من 600 الف منهم على مسمع ومرأى من المنظمات الدولية في العالم، وتعرضهم بشكل مفرط إلى عملية التهجير القسري وعمليات الإبادة الجماعية بما يتطابق مع ما نصت عليه المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية” التي أقرتها الأمم المتحد في 9 كانون الأول/ ديسمبر عام 1948 وأصبحت سارية المفعول في 12 كانون الثاني/ يناير عام 1951، والتي تعتبر الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية بمثابة إبادة جماعية ونهبت أموالهم وسلبت ممتلكاتهم وتركوا على الحدود عرضة للعصابات الاجرامية والتقلبات الجوية دون رحمة بالكبير والصغير ومن تبقى منهم من الشباب والعقول النيرة الى السجون والمعتقلات ثم المصير المجهول، بدافع أحقاد قومية وطائفية جاءت في سياق حملة ترويع شاملة ضد كل العراقيين الذين اعتبر الحاكم الجائر أنهم قد يكونون عائقا يحول دون بسط هيمنته الفردية المطلقة. وإحياء ذكرى ضحايا بلغ عددهم أكثر من عشرين الف من شباب الكورد العراقي الفيلي والتأكيد على الحق في الإنصاف والجبر وفقاً لمبادئ وأحكام القانون الدولي
جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن محضـر جلسـة رقـم (51) الاثنين (4/4/2011) م: النائب محسن سعدون احمد: سيادة الرئيس يعتبر يوم (4/4/1980) هو يوم أسود في تاريخ العراق وتاريخ الإنسانية، في مثل هذا اليوم تم تسفير (120) الف عائلة من الكرد الفيليين بناقلات عسكرية وسيارات مدنية إلى خارج حدود العراق على الحدود الإيرانية، لم يراعِ فيها لا الطفل الرضيع ولا الشخص الكبير إضافة إلى تسفير أكثر من ثلاثين الف شاب إلى السجون والمعتقلات ولحد الآن لا احد يدري مصير هؤلاء. إن الجريمة التي وقعت بحق الكرد الفيليين هي من الجرائم الكبرى، لذلك نجد ان المحكمة الاتحادية أصدرت قرارها بإعتبار هذه الجريمة هي جريمة ضد الإنسانية، حتى لا اطيل هذا الموضوع هناك كانت قرارات مجحفة القرار (666) قرار مجلس قيادة الثورة المنحل بإسقاط الجنسية عن الكرد الفيليين. نحن بعد أن شرعنا قانون الجنسية وتم تطبيقه، وزارة الداخلية مع الأسف لحد الآن لم تطبق التعليمات لإعادة هذه الجنسية العراقية للكرد الفيليين. لذلك أنا اطالب مجلس النواب بتسهيل هذه الأمور بعد القرار بإعتبار هذه الجريمة هي من جرائم ضد الإنسانية: اولاً: نطالب بمفاتحة وزارة الداخلية بتسهيل إعادة الجنسية العراقية وتنفيذ التعليمات. ثانياً: اطالب هيئة الرئاسة بمفاتحة هيئة نزاعات الملكية بإعطاء الأولوية لقضايا الكرد الفيليين لأنهم أكثر الاشخاص الذين تضرروا بمصادرة العقارات.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات