الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / معلومات استخبارية عن ميليشيات “حرس نينوى ودرع كركوك”

معلومات استخبارية عن ميليشيات “حرس نينوى ودرع كركوك”

 فيينا / الأثنين 07 . 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

كشفت وثائق استخبارية مسربة من جهاز مكافحة الإرهاب عن تفاصيل خطيرة حول وجود أذرع عسكرية واستخباراتية تابعة للمخابرات التركية تعمل داخل الأراضي العراقية تحت غطاء “ميليشيات” محلية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة العراق وأمنه القومي.

“حرس نينوى” نموذج من “هيئة تحرير الشام”

تشير الوثائق والمعلومات التي حصلت عليها “العهد نيوز”، إلى أن مليشيا “حرس نينوى” تأسست عام 2014 بدعم تركي مباشر، وبالتنسيق مع محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي.

وتشير المعلومات إلى أن المليشيا تضم قرابة 2500 عنصر، بعد أن كان عددهم 4000 في بدايات التشكيل.

تتكون “حرس نينوى” من ثلاثة ألوية عسكرية، تتوزع على مناطق أيمن وأيسر الموصل، ويقع مقر اللواء الأول في ساحة التبادل التجاري على طريق موصل – دهوك.

ويقود اللواء الأول آمر يدعى “علي”، فيما يقود اللواء الثاني العميد الركن “جاجان”، ويتخذ من حي 17 تموز مقرًا له، أما اللواء الثالث فيقوده “سعدي” ويقع مقره في معسكر زليكان.

القيادة العامة للمليشيا تتمثل بمحمد يحيى طالب، وينوبه العميد فائز، ويتولى الشؤون الاستخبارية العميد هلال، كما ينسّق محمد سعدون الشمري – المقيم في دهوك – عمل هذه القوات مع الجانب التركي.

وتشير الوثائق إلى أن عدداً من ضباط المليشيا يقيمون في تركيا، ومنهم المقدم مشعان والمقدم يونس.

الوثائق توضح أن هذه القوة تتلقى تدريبًا وتمويلًا مباشرًا من تركيا، وتُجهّز بأسلحة خفيفة ومتوسطة، منها هاونات عيار 82 ملم، كما تتولى مهمة جمع المعلومات والتجسس لصالح أنقرة، باستخدام غطاء الحشد الشعبي.

“درع كركوك” .. ذراع استخباري بغطاء عسكري

في كركوك، تشير وثائق أخرى صادرة عن جهاز مكافحة الإرهاب إلى تأسيس مليشيا أخرى تحت اسم “درع كركوك”، تنشط ضمن تشكيلين منفصلين، الأول يتكون من 11 فوجًا، يتراوح عدد عناصر كل فوج بين 150 إلى 200 عنصر وينتشر في حي بدر، ومناطق يايجي، تركلان، والمعهد التقني في كركوك.

أما الجناح الثاني من “درع كركوك” فيضم مجموعة مدعومة من تركيا، تتلقى رواتب شهرية بقيمة 500 دولار تُصرف من صيرفة داخل مركز كركوك. وتؤكد الوثائق أن أغلب العناصر تلقوا تدريباتهم داخل الأراضي التركية.

المهام الموكلة لهذه التشكيلات لا تقتصر على الأمن، بل تشمل تنفيذ أعمال استخبارية لصالح المخابرات التركية، باستخدام غطاء سياسي وعسكري محلي.

وتشير المعلومات إلى أن أحد النواب التركمان يلعب دورًا سياسيًا في دعم هذا التشكيل، الذي يهدف إلى خلق نفوذ دائم لتركيا داخل محافظة كركوك.

تحذيرات سماحة الشيخ الخزعلي

وفي تطور لافت، حذر سماحة الشيخ قيس الخزعلي مؤخراً من خطورة هذا المشروع، داعيًا الحكومة العراقية إلى التحرك العاجل لكشف الغطاء عن هذه التشكيلات وسحب دعمها ووقف تسليحها.

وأشار سماحة الشيخ الخزعلي إلى أن الصمت الرسمي عن هذه التشكيلات يُعد تواطؤًا ضمنيًا مع مشروع يهدد السيادة العراقية بشكل مباشر.

تجربة إدلب

الوثائق تشير إلى أن هذا المشروع التركي في العراق هو نسخة مكررة من تجربة إدلب السورية، حيث دعمت أنقرة تشكيل “هيئة تحرير الشام” تحت غطاء الثورة، قبل أن تتحول إلى سلطة فعلية خارجة عن سيطرة الدولة السورية، وتُدار بشكل كامل من قبل المخابرات التركية.

نفس السيناريو يتكرر اليوم في نينوى وكركوك، حيث يتم تقديم عناصر تركمانية على أنهم “قوى محلية”، بينما هم في الحقيقة خلايا أمنية تابعة لأنقرة، يجري إعدادها لتكون أداة لفرض النفوذ السياسي والعسكري في المستقبل.

الوثائق المسربة تضع الحكومة العراقية أمام تحدٍ حقيقي يتمثل في ضرورة التحرك السريع لسحب الغطاء عن هذه التشكيلات وتجفيف مصادر دعمها، لتفادي سيناريو يشبه ما حدث في الشمال السوري، خاصة وأن المشروع التركي – بحسب الوثائق – لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يمتد لترسيخ نفوذ سياسي واقتصادي دائم في المناطق المستهدفة.

المصدر / العهد 

 وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً