الرئيسية / ثقافة وادب / شعر/ دندنة شرقية

شعر/ دندنة شرقية

 فيينا / الأثنين  14. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

عبدالرحيم الجرودي / المغرب

 الحكاية في مجملها أيها السادة دندنة شرقية:

نتسامر في ليل يكابر فيه نور شمعة عنفوان الظلام 

لأحكي وتحكي ونحكي

فنرفع عن أفواهنا ما يعوق الهجاء عن ممارسة الحياة

لنذكر الأموات والعابثين في مواجعنا، نوقظهم 

ليخرجوا منا ونجعلهم في زقاق الذاكرة يتسكعون

يمشطون شوارع الأمل والألم

وفي حانة الهوى يشربون كؤوس الجنون المعطرة برحيق التمرد والشوق

ويتراقصون في بهاء ملائكي، عرايا دون استحياء!

بعد أن استبد بهم ضيق الأفق وحرمهم من معاقرة الحياة

لأحيك وتحيك ونحيك معا

كساء أسطوري الأبعاد، لحديث صدق كان منشأه همس للملائكة

حتى نشارف سوياً على الصفحة ما بعد الألف

لتختفي وأختفي ونختفي

ولا يبقى من حكاية الليل في معلم البقاء:

سوى رحلة اغتيال شمعة عنيدة

وغزل خجول يترنح هنا وهناك، يخطب ود بلاغة بلهاء!

وقصائد مجنونة وأخرى بلا عقل تبحث

عن كعبة عن جدار عن جدع

فما عاد لها غير الجماد تبصم عليه سفر الخلود

وهامش كبير من الفراغ شكلته الطعنات، لا يستوعب الأبجدية

لأنزوي هذه المرة وحدي في متاهاته منقطعا

أرقب بزوغ الصباح وأطوي صفحات مضيئة منه

لم يفلح الزمن المتكرر في مسح نورها المتناثر بين السطور

دندنة شرقية 

ترصد الليل كيف يستر في دهاء عيوبه

أنيسا تارة وتارات يلوك الحدث باشمئزاز حد الهميد

ويسجل في حضور جبري تجاعيد على خد العمر، يستشرف اللحد

ونحن منه نعدد ونعد

عمري وعمرك وعمرنا

وكم بقي في حساب الإحتمال.

لأنزل خلسة سلم الأحلام، وأغتسل من شهوة قدر ضاجع أحلامي

وفض بكارة أملي غدرا

وأقرأ ما تيسر في حضرة الناجين.

لن ألطم حظي هذه الليلة، ولن أشق صدري على جثة وطن مجنون

فقد أصاب لساني عقم شديد

ولم يعد ينجب غير تنهدات معوقة

تلقى حتفها مع أول لمست صوت.

دندنة شرقية

تستبيح الخيال في لؤم الصغار حينما يطلب منهم التشجيع!

لتعبث وتشاكس وتشاغب وتمارس الجنون بلا حدود

وترسم على الوجه وساما للإستحقاق أحمر

يذكرك بشموخ السنان، يقبل قبل ولوج الوطيس

دندنة شرقية

تقيم للفوضى صرحا عتيدا لا يقاوم

لا أعراف تصدها ولا أقزام تشبه البشر.

ورغم أنوفهم، تأذن وتعطي في الغياب الحبيب روحه!

خذه ولا تسأل!!!

لتلقى في عمقها الهوى وحرية الحياة وحياة الروح!

إنها بكل بساطة دندنة كون في توحده لا أكثر:

دندنة شرقية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً