الرئيسية / الأخبار / خطيب جمعة بغداد يحذر من “حرب زعامات” اذا بقي التحالف الوطني متصدعاً او متفككاً

خطيب جمعة بغداد يحذر من “حرب زعامات” اذا بقي التحالف الوطني متصدعاً او متفككاً

السيمر / الجمعة 16 . 09 . 2016 — بغداد/ فراس الكرباسي/ حذر امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، من ظهور طبقات مستفيدة ماليا وامتيازات اجتماعية تدفع باتجاه قيادات تحقق لها هذه المصالح وتحرف الناس عن القيادات الحقيقية، مشيراً الى وجود الكثير ممن أغراهم المال والجاه فوقفت بوجه القيادة وخرجت عن طاعتها وشككت بأحقيتها، واصفاً بانه ما أكثر المتصدين اليوم في العراق لقيادة دينية أو سياسية وهناك من هو أحق منهم ويعلمون في قرارة أنفسهم أن هناك من هو أحق منهم، معتبراً ان تفكك التحالف الوطني أو بقاءه بصورة المتصدع وعدم الوصول لبناء تنظيمي سيؤدي الى حرب الزعامات يخسر في ظلها الجميع، مطالبا الحكومة إلى ان تلفت عنايتها بأمر المدارس المهدمة منذ أكثر من ثماني سنوات مع بدء العام الدراسي الجديد، داعياً الشرفاء في البرلمان العراقي ولجانه المختصة أن يجدوا حل لمشكلة المدارس العالقة منذ سنوات.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، “يحتفي العالم الإسلامي بمناسبة اسلامية عزيزة في حاضرة الدين وتاريخها، وهي يوم تنصيب النبي محمد لأمير المؤمنين الامام علي ولياً من بعده وحجة على الخلائق لإكمال المسيرة الرسالية في الأمة وبنائها وفق أسس موضوعية تجمع بين القواعد الدينية والعقلية”.
واضاف الساعدي” ومن دراسة موجزة لأحداث الامام علي والانقلاب عليه وعدم التقبل لمواقع اهل البيت القيادية في الأمة، نخلص الى أن المشكلة ليست مشكلة التجربة الدينية أو مشكلة النص أو مسألة الوعي والتراقي الفكري وإن كانت أسبابٌ عند بعض من مروا عبر التاريخ، بل لابد من هناك أسباب أخرى تقف حائلاً دون مرور تجربة الاستخلاف النصي واختيار القائد الفعلي للقيادة البديلة”.
وتابع “قبل الخوض في معرفة اسباب تراجع الامة فيمكن ارجاعها جميعا إلى أصلٍ واحد وهو النفس الأمارة بالسوء وغواية الشيطان وغروره واتّباع الهوى و طول الأمل، وقد دفع هذان الأصلان بالبعض للوقوف بوجه القيادة الحقة سابقاً وحالياً إذ أفرزا نتائج عدة كانت وخيمة في حياة الأمة منها طرح قيادات زائفة كقيادة السن ورفضها للقيادة الحقة كالذي حصل في مؤتمر السقيفة”.
وبين الساعدي ان “ظهور طبقات مستفيدة ماليا وامتيازات اجتماعية تدفع باتجاه قيادات تحقق لها هذه المصالح ولعل نكوص الزبير والمغيرة عن بيعة أمير المؤمنين عند استخلاف الأمة له أنها كانت تطمع بزيادة الامتيازات والحصانات الاجتماعية كانت تتميز بها عن بقية المسلمين، ولما وجدت أنها تعيش تحت خطٍ مع السلمين رفضت العمل مع القيادة الجديدة”.
وشدد الساعدي “اليوم في العراق هناك الكثير ممن أغراهم المال والجاه فوقفت بوجه القيادة وخرجت عن طاعتها وشككت بأحقيتها لأنها قد لا توفر لها تلك الامتيازات والمكانة المرموقة وكذلك بروز قيادات دينية وسياسية زائفة تقطع الطريق على القيادات الحقة وتشوش عليها من أجل بقائها في الساحة لأن لها شأنية صنعها الملأ المستفيد أو الحواشي مستخدمة الإعلام من أجل تضخيمها وجمع الناس من حولها”.
وبخصوص مدعي الزعامة، اوضح الساعدي ان “هناك صنفين ممن رفضوا طاعة القيادة الحقة، أحدهما من أغرته الدنيا بحطامها وستهواه المال وأما الصنف الثاني وهم من أغراهم الشيطان وأقنعهم أنهم قيادات لها شأنها تجمع الأتباع من حولها وتغريها طاعة بعض العوام لها إذ تتبعها اتباع الفصيل إثر أمه ولا تجعل للعقل موضعا حكما فيما يصدر منها”.
وتابع ان “أمثال هؤلاء لو تبين لهم في أنفسهم بطلان قيادتهم لما تنازلوا عما لا يحق لهم وأمثال هؤلاء قليل لما عرفوا الحق تنازلوا عنه وما أكثر المتصدين اليوم في العراق لقيادة دينية أو سياسية وهناك من هو أحق منهم ويعلمون في قرارة أنفسهم أن هناك من هو أحق منهم، إلا أن خفق النعل وكثرة الأتباع يصد عن الحق”.
وكشف الساعدي “يمكن أن ننهل من السيرة العطرة للإمام علي دروس وعبر في حياتنا السياسية والاجتماعية في العراق ومنها إن تفكك التحالف الوطني أو بقاءه بصورة المتصدع وعدم الوصول لبناء تنظيمي يحفظ جميع الشركاء سيؤدي الى حرب الزعامات يخسر في ظلها الجميع، ومن ثم تضيع رمزيته مع باقي المكونات السياسية والاجتماعية وكلما كان متماسكا حفظ حقوق من يمثلهم وتحفظ حقوق الآخرين لسيادة الثقة بين الجميع وعدم التناكر لحق الآخرين، لذا ترميم هذه المؤسسة بما يحفظ جميع مكونة يعني حفظ جميع مكونات البلد وهو حفظ لوحدة الأمة وشعبها”.
وبخصوص الوضع الامني في العيد، اشار الساعدي “مازلنا نعاني من حالة القلق لأي مناسبة مفرحة كالعيد مادامت جيوب الإرهاب وحواضنه لم تعالج بعد، رغم مرور أيام العيد بسلام على العراقيين مع حذر شديد الأمر الذي يدعو بالأجهزة الأمنية وهي مشكورة على ما تقوم به من جهود إلى عمليات استباقية تخفف من حدة نشاط هذه الجيوب المتمردة فإن من كانت له أسوة بالإمام علي الذي لم يتهاون مع المتمردين أن يشعر بمسؤوليته أكثر وأن يعمل لتخفيف خطر جيوب الإرهاب”.
وبخصوص تحرير الموصل، بين الساعدي “مازالت تداعيات حرب تحرير الموصل محل جدل محلي وإقليمي ودولي وهو التفكير الجاد بما بعد داعش وهل ستؤثر سلباً على وحدة البلد ان التطمينات التي ترسلها دولاً مؤثرة عالمياً ليست بالكافية فحقوق الجميع مرهونة بوحدة بلدهم وإن استقرار العراق كبلد واحد يعد عاملا أساسيا في استقرار المنطقة برمتها”.
وبخصوص بدأ العام الدراسي الجديد، قال الساعدي “بقي علينا أن نبارك لطلبتنا بداية العام الدراسي الجديد والذي نأمل أن يحققوا نجاحا يسعد به الجميع وأن تولي الحكومة جهدها في انجاح العام الدراسي وتدارك العملية التربوية وتطويرها، فإنها مازالت تعاني الخلل الكبير”.
وطالب الساعدي الحكومة إلى ان ” تلفت عنايتها بأمر المدارس المهدمة منذ أكثر من ثماني سنوات والتي اغلبها في المناطق الشعبية التي فيها تزايد النسب السكانية بشكل من غيرها حتى وصل الدوام الى ثلاثي وفي بعضها اكثر وأعداد الطلبة يفوق التصور للصف الواحد مما يعني فشل العملية التربوية في هذه المناطق والخوف من انجرار الطلبة لبؤرٍ لا تعود عليهم بالخير بسبب جهلهم وإن سبب عدم حسم دعاوى الخلاف بين الدوائر المعنية وبعض المقاولين لا تعد معذرية كافية تترك في المدارس على هذا الحال ويتجاوز على آراضيها”.
وطالب الساعدي “الشرفاء في البرلمان العراقي ولجانه المختصة والحكومة التنفيذية ممن يحرصون على مستقبل أبناء بلدهم أن يجدوا حلاً للمشكلة العالقة منذ سنوات فإن سيرة أمير المؤمنين كانت تعليم الأمة وتبصيرها ورفع مستوى وعيها وكان يحض على العلم والتعلم”.

اترك تعليقاً