متابعة السيمر / الخميس 22 . 09 . 2016 — وأخيراً أصبح الفلسطيني عماد ياسين ياسين، المعروف بامير “داعش” في عين الحلوة، وهو أحد أبرز المطلوبين للدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والقضائية، ومتّهم بالتخطيط لعمليات ارهابية وتنفيذها على الاراضي اللبنانية، وداخل مخيم عين الحلوة وربما خارج لبنان، في قبضة الجيش اللبناني.
من دون اي اشتباكات أو إراقة دماء، وفي عملية نوعية وخاطفة، نفّذتها باتقان مجموعة خاصة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، تمكّنت بعد عمليات رصد ومتابعة للمطلوب ياسين من إلقاء القبض عليه وهو حي يرزق.
واستنادًا الى المعلومات التي توفّرت لـ “النهار” ان ياسين كان متوجها من منزله داخل حي الطوارئ الخاضع لسيطرة الاسلاميين المتشددين الى مسجد زين العابدين بن علي، عند الطرف الشرقي للطوارئ والمواجه لحاجز الجيش اللبناني عند المدخل الشمالي لمخيم عين الحلوة – الشارع الفوقاني، وكان معه احد مرافقيه، حيث كمن له افراد القوة، عند احدى زوايا الحي، قبيل وصوله الى المسجد، وقام احد افراد الدورية بإطلاق رصاصة واحدة فقط على ساق ياسين كي لا يتمكن من الفرار والهروب، ثم انقض عليه افراد المجموعة، وتمكنوا من اعتقاله وإجباره على الاستلام، قبل ان يتمكن من استخدام سلاحه الفردي الذي لا يفارقه، ليل نهار، وجرى سحبه على الفور من المكان ونقله خارج الطوارئ وتسليمه الى القضاء العسكري المختصّ.
حالة الاستنفار
بعد تداول خبر اعتقاله، لم تسجل اي ردات فعل ولم تحصل اي اشتباكات، كما كان يُظنّ او يتوقع البعض، على الرغم من حالة الاستنفار والقلق التي خيمت على السكان المدنيين لا سيما في حي الطوارئ وتعمير عين الحلوة المجاور للطوارئ، الذي شهد حركة نزوح محدودة باتجاه المداخل الرئيسية للتعمير.
كما ساهم تحرك ممثلي القوى الاسلامية في المخيم في منع حصول اي اشتباك، وجرى عقد اجتماع طارئ في منزل مسؤول عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو طارق السعدي في المخيم، جرى فيه التأكيد على تطويق اي تداعيات قد تنجم عن اعتقال ياسين، كما زار وفد من المجتمعين حي الطوارئ وابلغ من يعنيهم الامر بياسين وبجند الشام ان اي اشتباك مع الجيش غير مسموح به، ولن نسمح بتوتير الوضع وخلق فتنة مع الجوار، ويكفينا ما حصل طوال ليل امس من اشتباكات عبثية أضرت بالناس وبأرزاقهم وسبل عيشهم.
وبحسب مصادر مواكبة للوضع، فإن اعتقال ياسين بهذه الطريقة الخاطفة والسريعة لن تجر المخيم الى صدامات مع الجيش، وأقسى ما تتوقعه المصادر حصول اعمال اطلاق نار خلال الليل، كفشة خلق من انصار واتباع ياسين الذين تضاعفوا في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ، ولن تؤمّن عصبة الانصار الغطاء خصوصا للذين خرجوا من رحمها واصبحوا يعملون لمصالح وحسابات خارجية، لا تراعي اطلاقا خصوصيات المخيمات ومصالح واهداف وتطلعات ابناء المخيمات.
الى ذلك اتخذ الجيش اجراءات امنية احترازية،على حواجزه وداخل مواقعه المحيطة والمشرفة على حي الطوارئ ومخيم عين الحلوة، كما سيّر دوريات مؤللة في صيدا وجوارها.
وكان لافتا، حصول حفل زفاف داخل المخيم بعد ساعات على اعتقال ياسين، وبعد ليل ساخن من الاشتباكات التي شهدها المخيم.
من هو عماد ياسين
المعروف عن ياسين والمؤكد، انه من مواليد مخيم المية ومية المطل على عين الحلوة وصيدا، عمره يقارب الخمسين سنة، متأهل وله اولاد، يسكن مع عائلته في حي صفوري، داخل مخيم عين الحلوة، في بداياته كان ياسين من اتباع عصبة الانصار الاسلامية، الا انه خرج من صفوفها وانشق عنها اواخر العام 2003 ، وتبنّى تنظيم جند الشام، الذي كان له صولات وجولات من الاشتباكات خصوصا مع مسلّحي حركة فتح، وفي اوائل العام 2000 .
قاد المسؤول العسكري في حركة فتح محمود عبد الحميد عيسى (اللينو) قبل إقصائه من فتح هجوما مسلحا على عقر دار ياسين في حي الصفوري، وتمكن من اقتحامه وحرقه قبل مصادرة محتوياته من الاسلحة والمتفجرات وبعدما تمكّن ياسين من الفرار، واللجوء الى حي الطوارئ حيث جرى اعتقاله .
وقرابة العام 2008 نجا ياسين من انفجار عبوة ناسفة استهدفته في حيّ الطوارئ، وأُصيب في مختلف انحاء جسمه وبقي لأيام في غرفة العناية الفائقة داخل مستشفى في المخيم ولازم العلاج لمدة طويلة. أسماء عدّة يُعرف بها ياسين من ابو بكر وابو هشام الى عماد عقيل، ووجهه ومظهره في تغير دائم، وستوجّه إليه اتهامات كثيرة، ابرزها أنه امير داعش في المخيم، وارتباطه بالتخطيط لعمليات ارهابية ضد الجيش وقوات الطوارئ الدولية وضد قرى ومناطق لبنانية.
وصدر عن قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه البيان الآتي:
“بنتيجة الرصد والمتابعة الدقيقة، وفي عملية نوعية، تمكّنت قوة تابعة لمديرية المخابرات صباح اليوم في حيّ الطوارئ داخل مخيم عين الحلوة، من توقيف الفلسطيني عماد ياسين، المعروف بأمير داعش في المخيم المذكور.
والمدعو ياسين المطلوب بموجب عدّة مذكرات توقيف، كان قبيل إلقاء القبض عليه، بصدد تنفيذ عدة تفجيرات إرهابية ضدّ مراكز الجيش، ومرافق حيوية وسياحية وأسواق تجارية وتجمعات شعبية وأماكن سكنية في أكثر من منطقة لبنانية، وذلك بتكليف ومساعدة من قبل منظمات إرهابية خارج البلاد.
وقد بوشر التحقيق مع الموقوف باشراف القضاء المختص”.
النهار اللبنانية