السيمر / الأربعاء 30 . 11 . 2016
عمار الحر
مازال بعض السياسيين يتحدّثون عن سايكس – بيكو وكأنها هي سبب كل المأساة التي يمر بها وطننا العربي. فهي التي قسّمت الوطن الواحد ورسمت حدود أستعمارية لم تكن موجودة من قبل, لكن التأريخ اليوم يثبت خطأ هذه النظرية. إلّا استثناءً واحداً هو قيام الاستعمار السايكس بيكي, بزرع السرطان الصهيوني في فلسطين كدولة موعودة لليهود, وحتى هذا العمل كان له حسنة لأمة العرب لم يفكّر فيها المستعمر (او فكّر)!
فلنا ان نتصوّر إن لم يكن الكيان الصهيوني قد احتل فلسطين, فبماذا تحجج الطغاة من الحكام في قتل معارضيهم على مدى عقود مضت, وتبريرأخطاءهم القاتلة بحق شعوبهم وأمّتهم! والنافق صدام مثال على ذلك, أليس بالقضية الفلسطينية التي هم حماتها وكل من يعارض سياساتهم المدمّرة هو عميل للصهاينة!
وهذه الأمة و منذ اللحظة التي رحل فيها النبي محمد( ص) عن الدنيا, وحتى قبل أن يدفن ,طفت كل شوائبها وقذاراتها على سطحها, فالمنافقين ( حزب ابو سفيان) الذين كانوا يدبّرون المكائد بليل, بدءوا يديرون مؤامرات في عين الصبح, وهي التي شوّهت الاسلام المحمّدي الاصيل وفرّقت المسلمين الى طوائف وملل, أكثر مليون مرّة من سايكس- بيكو وما جلبته على هذه الأمة من ويلات.
أما عندما دخل الاتحاد السوفيتي الى أفغانستان, فقد وُلدت إتفاقية جديدة ومن نوع أخر. سعود – أمريكو والتي بموجبها أصبح آل سعود (أحفاد ابوسفيان) تحت عباءة الولايات المتحدة الامريكية, بعد خروجهم من حضن الام الكبرى بريطانيا, التي لم تسلّم وليدها المسخ الى أمريكا, إلا بعد التأكد من الحفاظ على مصالحها.
وبموجب تلك الاتفاقية المطاطة جداً والتي بدأت بدعوة الفكر الوهابي, (نهج آل سعود) كل مريديه والمستفيدين منه من شيوخ الضلالة, الى أعلان الجهاد في أفغانستان ضد المستعمر الشيوعي الكافر! كذلك أصبحت مليارات سعود تحت تصرّف بنوك أمريكو, من اجل إرضاء سيده الامريكي ( المؤمن بالله)!الذي عاهده بالمقابل على حماية تلك العائلة طالمة هي مطيعة لسيدّها, أما سياسة الشيطان الاكبرفي التغاضي عن أنتشار الفكرالوهابي المخرّب, فقد اصبحت جزء من مصالح الامن القومي الامريكي.
وما جرى بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر من تواجد للقوات الامريكية, على وجه المعمورة وما جلبه من ويلات على المسلمين. من تدمير بلادهم وجيوشهم بالاسلحة المتطوّرة, حتى تدمير حياتهم بالنفخ في نارالطائفية, التي أخذ لهيبها يتصاعد منذ توقيع تلك الاتفاقية, التي مكّنت آل سعود من جعل الطائفية العمياء دين وفكر ونهج, تسيرعليه أجيال من البشر, لهم في كل خطوة إرهاب وتخلّف وجهل وحقد أعمى- حرق كل ما هو أخضر في هذه الأمة وليس اليابس لأنهم القسم اليابس- كان المستفيد الوحيد من تبعاته هو الشيطان الأكبر وعصابته .
ناهيك عن الفائدة الأنية التي جاءت على طبق من ذهب لأسرائيل العدو الاول للمسلمين والعرب, بعد الربيع الاسود السعودي القطري التركي !
وعلى الرغم من سوء معاهدة سايكس بيكو, وكل ما فيها من سرقة لموارد الدول وأذلال لكرامة شعوبها ناهيك عن ما أرتكب من مجازر على يد المستعمرين, ثم تتويج كل ذلك بزرع سرطان اسرائيل في جسد العرب والمسلمين,( كما ذكرت في بداية المقال), إلّا ان هناك جوانب ايجابية قام بها المستعمرين في نقل الحضارة الى تلك الدول, بسلبياتها وايجابياتها.
لكن أتفاقية سعود – أمريكو وهي الأخطر من سابقتها, فلا يوجد فيها اي شيء ايجابي يمكن ان يشار اليه, حيث طوّر الاستعمار القديم من خلالها, اساليبه في استعبادنا وسرقة خيراتنا وقتلنا بصورة شرعية, بفضل فتاوي وعاظ الامراء والملوك , الذين قاموا بصبغ وتلميع السرطان الوهابي, ليقدّموه الى المسلمين على طبق من أموال النفط , التي أشتروا بها ذمم رجال دين ومثقفين وسياسيين, على انه العلاج الشافي لكل امراضهم.
الخلاصة بعد ما جرى ويجري على الأمة, على الجميع أن يعلم أن آل سعود وحلفهم المشؤوم, أشد خطراً علينا كمسلمين وعرب من دولة الصهاينة (السرطان الأصغر) لأن الوهابية هي السرطان الأكبر الذي يجتاح جسد ديننا ومجتمعاتنا. وما حدث من دمار وخراب للأمة في العشر سنوات الأخيرة, أوعلى الاقل منذ الربيع الوهابي يعادل مليون مرة ما أصاب الامة منذ عقود على يد الدولة اللقيطة أسرائيل.
والسؤال المطروح اليوم على قادة الأمة الأحرار بكل مواقعهم, هل يجب تغيير الأولويات في مواجهة الأعداء؟
وهل السرطان الأكبر هو الذي يجب أن يُقلع أولاً ام السرطان الأصغر؟ مع العلم أن السرطانين هم صنيعة الشيطان الأكبر الذي يتحكّم بهما. وحربنا معه هي حرب الأجيال الحرة على مدى الدهر.