الرئيسية / الأخبار / ممثل المرجع الديني كمال الحيدري في بغداد يناشد المرجعيات لإصدار فتوى نظيرةٍ لفتوى الجهاد الكفائيِّ؛ لتحرير مؤسَّسات الدولة من براثن المفسدين

ممثل المرجع الديني كمال الحيدري في بغداد يناشد المرجعيات لإصدار فتوى نظيرةٍ لفتوى الجهاد الكفائيِّ؛ لتحرير مؤسَّسات الدولة من براثن المفسدين

السيمر / الجمعة 06 . 01 . 2017 —ناشد مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 6/1/2016 المرجعيَّات الدينيَّة والمُصلحين المؤمنين بخدمة الوطن بإصدار فتوى للجهاد نظيرةٍ لفتوى الجهاد الكفائيِّ؛ بغيةَ تحرير وزارات الدولة ومُؤسَّساتها من الفساد وبراثن المفسدين، مُقترحاً تأليفَ غرفةِ عمليَّاتٍ مركزيَّةٍ عاليةِ المستوى أمنيَّةٍ وخدميَّةٍ واقتصاديَّة؛ لمحاربة الفساد والمُفسدين، وإصلاح الأوضاع داخل العراق وإرجاع هيبته، مُنبِّهاً أنَّ العالم بأسره ينظرُ إلى العراق على أنَّه ” دولةُ فسادٍ وانحرافٍ وسرقةٍ وتضييع حقوق المواطنين في كلِّ المرافق الحيويَّة الأساسيَّة.

وحثَّ الشيخُ علي قاسم في خطبة صلاة الجمعة، التي أُقِيْمَتْ في جامع الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، المُتصدِّين للعمل السياسيِّ والمُتسنِّمين لمناصب الدولة العليا، حثَّهم على خدمة المواطنين وإعانة الفقراء وعفَّة اليد وعدم التجاوز على الأموال العامَّة، ناصحاً إياهم بالاحتذاء بسيرة الإمام عليٍّ الذي كان “يأبى أن ينام شبعان وحوله أكبادٌ تحنُّ إلى القدِّ” وبسيرة الحسن ابنه الذي ” لم تتلطَّخ يداه بظلمٍ أو امتدَّت لأموال المسلمين فحسب، بل كان يدفعُ بسخاءٍ من ماله الخاصِّ لمساعدة المعوزين”.
وأكَّد مُمثِّلُ الحيدريِّ على أنَّ الأخير يرفضُ ما يُسمَّى بمشروع التسوية السياسيَّة؛ لأنَّها مُجحفةٌ بحقِّ أبناء الوطن المُضطهدين وتضحيات الأبطال المجاهدين، ولأنَّها ستجمعُ في خيمتها الضحية والجلاد، رافضاً ما يقومُ به بعضُ أعضاء التحالف الوطنيِّ من اللهاث خلف مثل هذه الألاعيب السياسيَّة؛ لاستثمارها في الحملات الانتخابيَّة بعد أنْ اقترب موعدُها، حاضاً أبناءَ الشعب العراقيِّ على الوقوف بقوةٍ بوجه هذه المشاريع وأصحابها الذين عاثوا في مُؤسَّسات الدولة فساداً، عاداً ذلك مسؤوليَّةً دينيَّةً ووطنيَّةً تاريخيَّةً؛ للحفاظ على مصالح أبناء الشعب وبناء مُؤسَّسات الدولة على أُسُسٍ مهنيَّة، والنظر لمصالح الأجيال القادمة، وتغيير الصورة النمطيَّة عن الإسلام؛ جراء “تسيُّد هؤلاء المصلحيِّين الواجهة السياسيَّة والمناصب العليا في البلد باسم الدين والمذهب”، مُعنِّفاً ما أسماهم الذين يُسيِّسون كلَّ شيءٍ من أجل الانتخابات حتى الشعائر الحسينيَّة، بل ويقتلون ويسرقون ويهدمون كلَّ شيءٍ؛ من أجل الانتخابات وإعادة تسويقهم لواجهة الحكم.
وانتقد تصريحاتِ الحكومة حول الوضع الأمنيِّ بعد التفجيرات الأخيرة بأنه مُسيطرٌ عليه، واصفاً التفجيرات الإرهابيَّة التي طالت بغداد في مدينة الصدر وسوق السنك، فضلاً عن النجف الأشرف وغيرها من المدن بالمؤلمة والكارثيَّة، مستنكراً ما قام به رئيسُ الوزراء من مواقف “مزدوجة المعايير” فتارةً يقولُ: إنَّ الوضع طبيعيٌّ في ظلِّ سقوط ضحايا في تفجيراتٍ داميةٍ حصدت المئات بين جريحٍ وشهيدٍ، ومن جانبٍ آخر يصفُ اختطاف صحفيَّةٍ بالأمر المُهمِّ وواجب المتابعة، وتابع : أنَّنا في الوقت الذي نستنكرُ فيه تكميم أفواه الصحفيِّين ووسائل الإعلام الحرَّة الصادقة الوطنيَّة الداعية لمحاربة المظاهر السلبيَّة وتوفير الأمن والخدمات ومحاربة الفساد، فإنَّنا في الوقت ذاته لا نرى مُسوِّغاً لمواقف الحكومة التي سارعت لمتابعة وضع إعلاميِّين مغمورين لا شأن لهم غير النيل من مُؤسَّسات الدولة الرسميَّة ومعاداة الجيش والتشكيلات المساندة له في تحرير الأراضي المُغتصبة.
وطالب الشيخُ علي قاسم الحكومة إلى الإسراع بإسقاط ما أسماه ” التحالف العالميَّ الاستكباريَّ الصهيونيَّ” الداعم لكلِّ انحرافٍ، بدءاً بالقاعدة وعصابات داعش وأمثالهما، وذلك بإخراج المُحتلِّ من العراق وإسقاط المُخطط الداعشيِّ بكلِّ أبعاده السياسيَّة والعسكريَّة وأذرعه الموجودة في الكتل والكيانات السياسيَّة، داعياً إياها بدعم القوات المُسلحة والحشد الشعبيِّ؛ لإنهاء الوجود الداعشيِّ البغيض.
واستعرض قاسم الآيات القرآنيَّة والأحاديث الواردة عن النبيِّ وأهل بيته فيما يخصُّ صلاة الجمعة وبيان فضلها وحرمتها وقدسيَّتها ووجوب حضورها، مُنبِّهاً إلى أهميَّة الانقطاع عن الأعمال الدنيويَّة قُبَيْلَ صلاة الجمعة والتفرُّغ لحضورها والاستماع لخطبتيها، مُعدِّداً الفوائد الدينيَّة والدنيويَّة والاجتماعيَّة لها لما تتضمَّن خطبتاها من معالجةٍ لجميع أوضاع البلد المقامة فيه سواء السياسيَّة والاجتماعية والاقتصاديَّة، فضلاً عن الدينيَّة والأخرويَّة.
واستنكر الحملات الدعائيَّة التي يقومُ بها البعضُ للنيل من مرجعيَّة السيِّد كمال الحيدريِّ؛ لما طرح من مشاريع إصلاحيَّةٍ كبيرةٍ تعالجُ المشاكل التي يمرُّ بها العالمُ الإسلاميُّ، لافتاً إلى أنَّ حواشي البعض كانوا قد وقفوا مع من يطرحُ مثل هذا المشروع الكبير لو كان صاحب المشروع غير الحيدريِّ، داعياً الجميع إلى التكاتف والوحدة من أجل هذا المشروع الفكريِّ العقديِّ الأخلاقيِّ الكبير، وعدم الإحباط جراء هذه الهجمات التي تريد إجهاضه.
 
 

اترك تعليقاً