السيمر / الاثنين 08 . 05 . 2017
علي الموسوي*
أكدت وزارة الخارجية العراقية اليوم انها تلقت دعوة رسمية من السعودية موجهة للسيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحضور اجتماع القمة العربية الإسلامية-الأميركية في الرياض.وجاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في بغداد عبد العزيز الشمري”، وفق بيان للخارجية.
تأتي الدعوة استكمالا للمشروع الخليجي الامريكي ولخارطة الطريق التي سلمها وزير خارجية المملكة عادل الجبير في زيارته الأخيرة للعراق ، وكما بينا من قبل ووفقا لهذه الدعوة الامريكية ـ الخليجية فقد أصبح العراق مسير وليس مخير ؟
كل المؤشرات تظهر محاولات الرئيس ترامب لاستدراج العبادي وجره الى التحالف الأمريكي الخليجي تحت مسمى جبهة الدول الاسلامية المضادة لايران !! ولكن يبقى العبادي والتحالف الوطني منقسم على نفسه بين التوافق المشروط والرفض المبدئي ؟! والأهم من ذلك كله هو عدم جرأة العبادي بتجاوز المرجعية العليا ومشروعها الوطني المتمثل بدعم الحشد الشعبي الذي أصبح غصة في حلق العبادي وبعض أطراف الحكم ..
ماذا يدور في رأس العبادي ؟ واين يريد الذهاب بالعراق ؟ وهل باستطاعته مسايرة المشاريع الامريكية والخليجية وكسب المزيد من الوقت ؟ وبتعبير عراقي ، هل يريد ان يلعب على الحبلين ؟ هل يدرك العبادي ان التوافق على خارطة الطريق الامريكية – الخليجية التي ستكلف العراق الكثير من الويلات والصراعات وربما حتى التصادم مع أبناء البيت الواحد وبالتالي خسارة منصبه وحتى الاضطرار للمواجهة الشعبية المباشرة وصولا الى الفوضى والحرب الداخلية !!
حاولنا ونحاول بكل اخلاص ان نلفت انتباه السيد حيدر العبادي وبقية السادة المتصدين للعملية السياسية الى خطورة عقد أي اتفاق سياسي أو أمني مع السعودية دون الالتفات الى ظروف المنطقة المعقدة وتحديدا سوريا وايران وتركيا ، وذلك لتشابك جميع الملفات مع بعضها والتي لا يمكن فصلها عن بعض الا باتفاق سياسي كامل يعيد الامور الى نصابها ، وبغير ذلك فان أي اتفاق مع الامريكي والخليجي فهو خارج النص ولن يجلب للعراق الا المزيد من المشاكل ، وعلى العبادي أن يعلنها بصراحة ومن دون حرج أو تردد .. ان تشابك المصالح الدولية في العراق لا يسمح بتجاهل طرف على آخر .. والحل يكمن في حزمة سياسية واحدة ..
أخيرا ، ان تخصيص الدعوة الامريكية-الخليجية لرئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم لحضور مؤتمر التشاؤوم والحرب في الرياض لا يفسر بانه تجاهل لرئيس الحكومة العبادي ، انما هو أمر مقصود واتفاق مسبق مع العبادي نفسه ! وذلك لمحاولة ابعاده عن مسؤولية توقيع الاتفاق ونتائج المؤتمر المشؤوم ! وبالتالي هو مراعات له من الرفض الشيعي والضغوط السياسية الداخلية التي يمكن ان تطيح به ، فكان من الضروري اختيار توقيع سيادة الرئيس الفخري فؤاد معصوم لابقاء الامور في سر الكتمان لحين تنفيذ قرارات ترامب بتشكيل جبهة الدول الاسلامية المزعومة واصدار قرارها بتنحية الحشد الشعبي وابعاده عن أي دور سياسي قادم واعلان الحرب على ايران ومحاولة تصفية حزب الله اللبناني والملف السوري ! والآن وبعد اتضحت الامور ، أين سيضع العبادي يده ؟
* هولندا