السيمر / الاثنين 22 . 05 . 2017
وليد رباح
(الهليلة) التي صاحبت زيارة الرئيس الامريكي للسعودية .. ثم عقده مؤتمرا لبهاليل الخليج ..وضعت في يقيني ان السيد الرئيس .. سوف ينصب خليفة للمسلمين بعد ازاحة سيىء الذكر البغدادي والجلوس مكانه خليفة بعد ان فهم تعاليم الاسلام الحقيقية في السعودية .. فهذه الزيارة (التاريخية) اعطتني انطباعا لا يخالفه الشك ان السيد الرئيس سوف يغير ملابسه جملة وتفصيلا بعد عودته الى امريكا لكي يعتمر العمامة ويلبس دشداشا وشبشبا دون (شرابات – جرابات – كلسات – ) ويتخلى عن ملياراته وبلايينه لكي يصبح عبدا لله فقيرا يسوح في شوارع واشنطن بهلولا كما كان يفعل خلفاء المسلمين القدامى ايام عز الدولة الاسلامية التي بنيت على جماجم اهل البلاد الاصليين وفرض الجزية عليهم بحجة نشر الاسلام .. ولسوف يضيف المائة وثمانين مليارا من الدولارات الى الخزينة الامريكية بحجة شح الموارد ولا يستفيد منها شخصيا بعد ان تستلم السعودية الاسلحة التي دفعت اثمانها سلاحا متخلفا ارادت الادارة الامريكية ان تلقيه في البحر أو تدويره كما تفعل دائما كلما اخترع اساطينها العسكريين سلاحا جديدا .. بمعنى ان السلاح الذي يورد .. طائرات لا يصيب الطيار العربي فيها هدفا الا بالعين المجرده .. وصواريخ (دقيقة الصنع) ترتد الى صدر من يطلقها كما كانت صواريخ القاهر والظافر في حرب حزيران .. فقد كانت تلك الصواريخ تنطلق من مواقعها في سيناء .. ثم تعود ثانية الى الجيش المصري لكي تدمر دباباته وجنوده .. ومقابل ذلك .. تمنح اسرائيل اعتى واجود واحدث الاسلحة الامريكية سواء كانت تلك الاسلحة من صنعها ام من صنع امريكا لتظل متفوقة على كل عربي (اجرب) يفكر حتى مجرد التفكير ان يعاديها .
ولا الوم الرئيس الامريكي على ذلك .. فهو يعرف مصلحة امريكا جيدا .. بمعنى ان تأييد امريكا لاسرائيل على الصورة التي خبرناها .. كان نابعا من ان تلك الدويلة التي انشئت على تعاسة الشعب الفلسطيني تحمي آبار النفط في السعودية وفي الخليج اللاعربي .. ثم جاء دور امريكا لحماية تلك الابار حتى تتفرغ اسرائيل للعيش بسلام مع جيرانها . ولا بأس من ان يظل اثني عشر مليونا من الفلسطينيين يعيشون في المنافي . وهم اكثر عددا من الاسرائيليين الذين يقيمون في فلسطين المحتلة .
ولقد نصحني عقلي ان لا انشر هذه الافتتاحية بعد ان قام الرئيس الامريكي في اوليات حكمه (ببهدلة) الصحافيين الامريكيين في عدة مناسبات ومنعهم من طرح الاسئلة عليه بحجة انهم كانوا معادين له ايام ترشحه للرئاسة .. فاذا كان الصحافيون الامريكيون في بلد يقدس الحرية قد ( تبهدلوا) فلا بأس من ان (يتبهدل) صحافي عربي مثلي لا يدري به احد اذا ما حققت الاجهزة الامنية الامريكية معه على اعتبار انه معاد للحرية والديمقراطية اضافة لنقده الرئيس الامريكي .. ولكني ( بعد التفكير) عزفت عن ذلك .. فالصحافة الحرة يجب ان تتحدث بعقل من يسوسها دو خوف او وجل .. ولي الله .. ولا بأس من ان تتدخل السعودية على اعتبار انني صحافي احول العين لا ارى الا بعين واحدة . وتطالب بالافراج عني شفقة على عيالي لكي انضم الى الاركسترا السعودية مسبحا بحمد الملك وزبانيته . وللعلم فاني اقدس الشعب السعودي على اعتبار انه نشأ وتربى في مهد الرسالة .. ولكن من اغتصبوا الحكم فيها لا يسيرون الا في مهد الشيطان خاصة وان هذه الجريدة تصدر في الولايات المتحدة الامريكية .
ولقد تناهى الى مسمعي ان السيد الرئيس سوف يزور القدس بدلا من زيارته لتل ابيب ورام الله .. وهو اعتراف منه ان القدس للدولتين .. فنصفها لاسرائيل ونصفها الاخر للعرب .. وهو أمر أرق الادارة الاسرائيلية وقلت لنفسي .. ( رغم ان اسرائيل لن توافق على هذا الامرفهو يريد ان يرضي الطرفين) لكني لم اسمع او اقرأ ان هذا الامر صحيحا .. وربما كان امرا حلمت به فسجلته على الورق .
لا اريد ان اطيل في التفصيلات .. فانا لست من طاقم الرئيس الامريكي .. ولكني بحسب ظني ارى ما لا يراه الاخرون .. فاسرائيل في عرف الادارة الامريكية وجدت لتبقى .. ونحن لا اعتراض لدينا لاننا من الضعف اننا لا نستطيع الا ان نرضى بذلك .. ولكن اسرائيل ايضا لا ترضى .. فهي تريد ان تتمدد من النيل الى الفرات .. ولن تلقي بالا للادارة الامريكية ان عارضت هذا الامر .. فما زالت تستولي على الجولان .. وما زالت الضفة الغربية وملحقاتها تحت نيرانها .. وما زال الشعب الفلسطيني يعاني في سجونها .. وما زال لبنان ومصر وسوريا بل وحتى الاردن تحت نيران اسلحتها ..
اما نحن ممن يسموننا عربا .. فان كل ذلك لا يهمنا .. ما هو مهم ان نعيش حتى تحت ظلال الشياطين .. فيقتل بعضنا بعضا .. لماذا ؟ لاننا امة جرباء تهمنا كروشنا وحسناواتنا فقط .. فقضاء ليلة في عضن عاهرة اهم لدينا من فلسطين وسوريا ولبنان والاردن وليبيا واليمن بل وحتى قبر الرسول في الحجاز ممن يسمونها السعودية في هذه الايام .. ولنا الله نتضرع اليه ان يفك اسرنا واسرانا من الظلم والخديعة ..
كاتب فلسطيني / رئيس تحرير صوت العروبة