الرئيسية / ثقافة وادب / أنا أحبُّ !؟

أنا أحبُّ !؟

السيمر / الخميس 06 . 07 . 2017

عبد الستار نورعلي

مهداةٌ إلى الكبير يحيى السماويّ،
وأنا أدورُ في حديقتهِ الفوّاحةِ بعطر زهورِ كلماتِهِ ذُبْتُ وذابَتْ جوانحي، فما وجدْتُ عاشقاً أهديهِ متواضعتي هذه إلّاهُ، لأنّه العاشقُ الذائبُ في براكينِ العشقِ وينابيعِهِ وبساتينِهِ.
عبد الستار
الثلاثاء 04.07.2017

أنا أُحبُّ،
وما أحبُّ يغيبُ في غَبَشِ المدارِ،
ولا أتوبُ، أدورُ في فلكِ الحبيبِ
فراشةَ،
فأنا أحبُّ…

بالأمسِ حين طرقْتُ بابَ الحبِّ،
لم يفتحْ،
وكانَ القفلُ أقوى منْ مفاتيحِ القلوبِ،
بحثْتُ في السرِّ الغريقِ،
فلم أجدْ غيرَ الضبابِ رفيقَهُ،
فكتمْتُ صدري.

“الحبُّ أولَ مايكونُ مجانةٌ”،
أنا قد جُنِنْتُ،
“فصارَ شُغلاٌ”،
ما استفقْتُ،
وحينَ قامَ القلبُ
كانَ الريحُ زادي
وسميري.

أنا أُحبُّ….
بينَ الرمالِ الجَتمْرِ قافلةُ الفؤادِ تعثّرَتْ،
بالحبِّ، فاحترقَتْ،
وما قامتْ لها العنقاءُ، صاحَتْ:
ويْلَـكُمْ، يا أيُّها العشّاقُ!
إنّي صاحبُ الدربِ الذي أهْلكْتُهُ
بينَ الرياحِ، تجوبُ في الآفاقِ،
تُشعلُ نارَكمْ،
فغدوْتُمُ ذرّاتِ هذا الرملِ،
تذرُوكمْ عواصفُ عشقِكمْ بين القفارِ،
فلا تُجيبوا دعوةَ الذَوَبانِ
في حبٍّ يغيبُ،
ولا تحبُّوا!
إنَّ هذا الغيبَ شاغلُكمْ.
عشِقْتُ،
فطرْتُ….
حتى أحرقَـتْني شمسُها،
والرملُ شاهدْ!

أنا أحبُّ!
هذي هي العنقاءُ تشهدُ
أنَّ ذراتي ترامَتْ
فوق أرصفةِ البلادِ،
بحارِها وحدودِها،
ونزيفِ دربٍ،
ما فتئْتُ أحبُّ،
لكنْ ما أحبُّ..؟!

أخرجْتُ منْ جسدي الرمالَ،
نثرْتُها فوق المحيطِ،
فما استحالَتْ قطرةً،
مرّتْ على حوريةٍ تغفو،
فقبّلتِ العيونَ، ولمْ تُفِقْ،
أشعلْتُ قُبْلاتي على الخدينِ،
فاشتعلَ الكلامُ على شفاهي،
فاستدرْتُ….
ردائيَ الموجُ الرمادُ،
وقِبلتي نَزَقُ الضبابِ.

في خيمةِ العشاقِ
ناولَني النديمُ سراجَهُ،
أخفقْتُ أنْ ألِجَ الكلامَ السرَّ
كي أحظى بوجهِ حبيبتي،
فغفوْتُ فوق الرملِ
مُحتسياً غيابي….

تموز 2016

اترك تعليقاً