السيمر / الثلاثاء 11 . 07 . 2017
أياد السماوي
لم يبدأ الإرهاب في العراق باحتلال الموصل من قبل داعش , ولن ينتهي بطرد الإرهابيين منها , وبالرغم من عظمة الإنجاز العسكري الذي تحقق بتحرير الموصل على يد قواتنا المسلّحة الباسلة وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وحشدنا الشعبي المجاهد , إلا أنّ هذا الإنجاز العظيم لا يعني دحر الإرهاب والقضاء عليه , فالغالبية العظمى من عناصر داعش قد اندّسوا بين المدنيين وآخرين منهم ذابوا داخل عشائرهم , ولا زالت هنالك مدن كبيرة مثل تلعفر والحويجة والقائم وراوة وعانة لم تتحرر بعد , ولا زالت هنالك مساحات شاسعة من الأراضي تحت قبضة داعش , ولم تتم السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية , والأخطر من كلّ هذا , الفكر الذي أنجب داعش ومن قبله القاعدة وكل المنظمات الإرهابية , فهذا الفكر المنحرف لا زال يعشعش في الرؤوس العفنة ولا زالت المؤسسات الوهابية تنفق المليارات من الدولارات من أجل نشر هذا الفكر الشاذ والمتطرف للتصدّي للفكر الشيعي في البلاد الإسلامية , ولا زالت الدوائر الصهيونية تنظر لهذا الفكر الشاذ والمتطرف باعتباره توأم الصهيونية ووجها الآخر , فالصهيونية والوهابية هما وجهان لعملة واحدة , وكلاهما يحتاج الآخر للتصدّي للإسلام الآخر الذي يمّثله الإسلام الشيعي الجعفري , ودوائر المخابرات الدولية التي أوجدت داعش ومن قبلها القاعدة , ليس عصي عليها أن تستبدل داعش بتنظيم آخر أكثر توّحشا من داعش يحلّ محلّه .
والمعركة مع الإرهاب ستستمر ما دام هنالك فكرا إجراميا يستّمد منه الإرهاب فقهه الشرعي , فالأسباب والأدوات التي أوجدت داعش لا زالت قائمة , ولا زال المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي يهددّ أمن المنطقة ويزعزع استقرارها , خصوصا بعد توّلي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية وسيطرته على مقاليد الأمور فيها , كما أنّ القوى السياسية السنيّة التي هيأت الأجواء ومهدّت للفتنة الطائفية في منّصات الفتنة , لا زالت كما هي وتمارس نفس الدور الطائفي , ولا زالت مؤتمراتها وارتباطاتها بأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية مستمرّة ولم تتوقف لحظة واحدة , ولعلّ مؤتمر السنّة الذي سيعقد في بغداد بعد أيام هو العنوان الجديد الذي سيتحرّك من خلاله ساسة منصّات الفتنة الطائفية , فالوجوه التي هيأت الأجواء لداعش ومهدّت لاحتلال مدن الغرب العراقي السنّي ورفعت شعار قادمون يا بغداد , عادت من جديد تطل علينا بكل قباحتها وانحطاطها , وخطورة هذا المؤتمر ليس لأن المرشّحين له قد تمّ اختيارهم من قبل خمسة أجهزة مخابرات إقليمية هي السبب بكل ما جرى في العراق من قتل ودمار ومنذ الإطاحة بنظام صدّام المجرم وهم أنفسهم قادة منّصات الفتنة الطائفية , بل أن خطورة هذا المؤتمر تأتي من خلال تواطئ الحكومة بالسماح لأفاعي الفتنة الطائفية أن تطلّ برؤوسها من جديد , ولهذه الأسباب مجتمعة فإنّ المعركة مع الإرهاب لم تنتهي بعد وقد تستمر وقتا طويلا ..
فتحية لسواعد الرجال من أبناء قواتنا المسلّحة الباسلة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأبطال الحشد الشعبي المجاهدين الذين حققوا هذا النصر العظيم , وتحية لأرواح شهداء شعبنا الأبرار الذين أرخصوا أرواحهم للذود عن الأرض والعرض والمقدّسات , وتحية لإيران الدولة وإيران الشعب لما قدّموه للعراقيين دفاعا عن وطنهم ومقدّساتهم , وتحية لحزب الله اللبناني الذي وقف مع العراق وشعبه في محنته , وتحية خاصة لسيد المقاومة حسن نصر الله والقائد قاسم سليماني لدورهما المشرّف في دحر الإرهاب في العراق , وتحية لقادة الحشد الابطال والقادة العسكريون في قواتنا المسلحة والقوى الأمنية الأخرى , وعاش العراق .. عاش العراق .. عاش العراق ..