السيمر / الاحد 16 . 07 . 2017
أياد السماوي
صدقا أيها الأحبة لا أعرف من أين أبدأ وكيف أبدأ , فما رأيته وسمعته في شريط الفيديو الذي انتشر في شبكات التواصل الاجتماعي , ليس صادما فحسب , بل هو جريمة هزّت أركان الدولة ونظامها السياسي القائم , جريمة بحق العراق وشعبه وجيشه وحشده وشهدائه , وإدانة لرئيس الوزراء وحكومته , ولمجلس النوّاب ولجانه , ولهيئة النزاهة وكل الهيئات الرقابية , وللقضاء العراقي والادعاء العام , بل للنظام السياسي القائم بكل مؤسساته الدستورية , فحين تصل أموال الشعب العراقي لمقاتلي داعش بشكل منتظم وبدون انقطاع , في الوقت الذي لا تصل فيه رواتب قواتنا المسلّحة والقوات الأمنية والحشد الشعبي بشكل منتظم , فهذه جريمة تستحق أن تقطع فيها الرؤوس والأيدي التي سلّمت هذه الأموال , من يقف وراء هذه الجريمة ؟ وكيف تصل الأموال إلى داعش ؟ ومن هي الجهة الوسيطة التي تقوم بهذا العمل ؟ وهل يعلم جناب رئيس الوزراء أن أموال الشعب العراقي تصل إلى داعش ؟ وهل يعلم جنابه أنّ داعش هي من يقوم بتوزيع هذه الأموال على الموظفين والمتقاعدين في الموصل بعد استقطاع نسبة من هذه الرواتب ؟ بالمقابل هل كانت رواتب قواتنا المسلّحة والقوات الأمنية والحشد الشعبي والشهداء والجرحى تصل بانتظام كما تصل رواتب مقاتلي داعش ؟ أليس هذا سببا كافيا لاستدعاء رئيس الوزراء إلى مجلس النواب والتصويت على إقالة حكومته بالكامل ؟ وهل ستنتفض غيرة نوّاب الشعب على هذه الجريمة الكبرى ؟ أيّهما أحق بالأموال من قاتل داعش وأرخص حياته دفاعا عن البلد ومقدّساته أم موظفوا الموصل الذين استكانوا وبايعوا وهادنوا داعش ؟ ويبقى السؤال الأكبر .. كيف يتمّ إيصال هذه الأموال إلى الموصل وهي محتلّة من قبل داعش ؟ ومن هي الجهة التي تستلم هذه الأموال من وزارة المالية ؟ .
دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي .. مطلوب من سيادتك أن تقدّم للشعب العراقي تفسيرا لهذه الجريمة وتبيّن للشعب حجم الأموال التي تسلّم شهريا إلى الموصل ومن هي الجهة التي تقوم بإيصالها ومنذ متى ؟ وبعد ذلك تقدّم استقالتك إلى مجلس النوّاب فورا وتعلن عن استعدادك للمثول أمام القضاء العراقي ..