السيمر / الأربعاء 04 . 10 . 2017
حسن حاتم المذكور
1 ـــ كلاهما وجهان لعملة الشر, لا هذا يمثل الشعب الكردي ولا ذاك مثل الشعب العراقي, ومثلما لعب صدام ورقة مسعود, يلعب مسعود جوكر مساومات حيدر العبادي ومزايدات رموز العملية السياسية في لعبة الأنفصال, خسر العراق خلف الشعارات القومية لصدام, وسيخسر الشعب الكردي خلف غوغائية مسعود ابرز مكتسباته, الصمت والرفض ثم هدم ما فرضه القمع الدكتاتوري على الواقع, تلك ابرز التقاليد الوطنية لأغلب شعوب العالم, صدام الذي زور ارادة العراقيين في بيعة الــ (104%) لم يجد اكثر من حفرة تتسع لدونيته, نسبة ما زوره مسعود في استفتائه (93%) سوف لن تنتهي به لأفضل من حفرة صدام.
2 ـــ مخطأ من يعتقد ان مسعود يمثل قضية وان حمى الأستفتاء كانت صادقة من تحت جلد المواطن, انها السلطة الغاشمة والمال والأعلام والوجاهة تلك التي امتلكها ومارسها صدام, يمارسها مسعود الآن في اقليمه, هنا يجب القفز على حالات الأحباط وخيبات الأمل والحفاظ على العلاقة التاريخية بين ضحايا صدام وبين ضحايا الحزبين الرئيسيين في الأقليم, الحذر كل الحذر من التقسيم, ومن يريد ان يتضامن مع الشعب الكردي عليه ان يحترم المشتركات معه ولن يساوم مسعود..
3 ـــ يجب عدم الخلط بين مسعود وضحاياه عبر تاريخه العائلي العشائري الدامي مثلما عدم الخلط بين صدام وضحاياه عبر تاريخه ونظامه الدموي, ورغم ان المشهد يبدو معتماً مفخخاً بسوء الفهم, على المثقف العراقي عربياً كان ام كردياً او تركمانياً او ينتمي الى مكون عراقي آخر, ان يكون موقفه وطنياً مستقلاً نزيهاً نظيف اليد والسمعة, ويكون طليعة شجاعة في تصدر الحراك المجتمعي واعياً وظيفته الوطنية الأنسانية في اعادة بناء جسور المشتركات المصيرية بين مكونات المجتمع على اساس العدالة والرفاهية والحريات الديمقراطية والأندماج.
4 ـــ اطراف العملية السياسية دون استثناء, اشتركت في اشعال حرائق الفتنة وسجل رصيدها اعداد هائلة من الضحايا وسرقت من المكونات دولتها وهربت ثرواتها ووظفت الدين لمصالحها الطبقية وحتى اسم الله لم يبقوا له سكينة في قلوب العراقيين, وبقسوة الشعوذات استهدفت العقل واستغفلت المواطن وجعلته ينتحر بصوته خسارة لنفسه, عندما يهرول الشيعي خلف سماحاته كرهاً للسني, ويندفع السني خلف من باعوه في اسواق الطائفية كرهاً للشيعي, وعندما يفقد الكردي رشده مهوساً خلف طاغيته مسعود البرزاني كرهاً للعربي, فالضحايا هنا تخون ذاتها وتخذل وطنها.
4 ـــ ضحايا الحروب وحدهم لا يعرفون اسبابها, الغريزة وحدها تدافع عن نفسها, الرؤساء والقادة وحدهم يعرفون لماذا يتقاتلون دون ان يخسروا, مسعود البرزاني كصدام حسين, صدام اشعل الحروب وعوق المجتمع العراقي في حصاراتها, ما يهمه هو ان يبقى رئيساً مترفاً على حدود المجازر, كم مرة اشعل (البرازنة) حرائق الفتن وحملوا السلاح بوجه الدولة العراقية, ونقلوا المجزرة وبالاً على شعبهم, مسعود وبدم الضحايا يكتب تاريخ العائلة, فقط ان يبقى رئيساً متسلطاً, لهذا يجب ان تكون ضحايا الأرهاب والفساد هنا وهناك لبعضها يوحدها الحق والعدال والأخوة بوجه سارقي السلطات والثروات والأعلام ومغتصبي الحريات الديمقراطية, صدام كما هو مسعود مصابا بخلل في البنية الأخلاقية وعاهات اجتماعية في الشخصية.
03 /09 / 2017