الرئيسية / الأخبار / “عربسات” حسمت أمرها.. فما مصير القنوات اللبنانية ؟

“عربسات” حسمت أمرها.. فما مصير القنوات اللبنانية ؟

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 07 . 11 . 2015 — حسمت شركة القمر الصناعي “عربسات” قرارها بايقاف التعاقد على خدمة البث التلفزيوني مع وزارة الاتصالات اللبنانية، وبالتالي وقف البث من محطة جورة البلوط في المتن، لتنتقل الى عمان في الاردن، ابتداء من 19 تشرين الثاني الجاري، وفق ما علمت “المركزية”.
خلفيات الاجراء باتت معروفة، اذ ان الشركة التابعة لـ “المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات” والمنضوية في كنف “جامعة الدول العربيّة”، وتتوزّع ملكيّتها بين الدول الأعضاء ومنها لبنان، فيما الحصة الاكبر من اسهمها (36%) تعود للمملكة العربية السعودية ومقرها الرئيس في الرياض، كانت اعترضت لدى السلطات اللبنانية، ووزارتي الاتصالات والاعلام في شكل خاص، على بث قناة “الميادين” (ولو انها ليست قناة لبنانية)، مواد إعلاميّة معارضة للسعوديّة ولدول خليجية أخرى، انطلاقا من مكاتبها الموجودة في بيروت، مطالبة باتخاذ اجراءات عقابية في شأن المحطة.
الا ان وزير الاعلام رمزي جريج، لم يبدِ التجاوب الذي كانت تسعى اليه الشركة، مع الطلب المرفوع من قبلها، اذ شدد على ضرورة التمييز بين العقد الذي يربط “الميادين” بـ”عربسات” وقد تكون خرقته المحطة، وبين العقد الذي يربط القناة بالدولة اللبنانية ويرتّب على “الميادين” التزامات منها ألا تبث برامج من شأنها الاخلال بالنظام العام او المضرة بسلامة الدولة او بحسن علاقاتها مع البلدان العربية والاجنبية. وفي وقت كلّف قانونيين التحقيق في ما بثته القناة، أصر جريج على التأكيد ان اي قرار سيتخذه في حق الميادين “سيوازن بين الحرية الاعلامية التي نحرص عليها كل الحرص، والتي تميز لبنان عن سائر الدول المجاورة، وبين مقتضيات النظام العام التي تفرض ان تحترم المحطات التلفزيونية في أدائها مقتضيات النظام العام اللبناني”، رافضا “الخضوغ لأي ضغوط تطوّق الحريات الاعلامية”. أما سياسيا، فأكد وزير الاعلام ان “العلاقات اللبنانية – السعودية أكبر من ان تتأثر بمقابلة من هنا او تصريح من هناك”.
لكن الشركة يبدو انها حسمت أمرها ولن تنتظر التحقيقات، وستنتقل الى الاردن في 19 الجاري. واذا كان قرار “عربسات” سيؤدّي إلى خسارة وزارة الاتصالات مكتسبات ماليّة تحقّقها من رسوم البثّ الفضائي، الا ان بث المحطات اللبنانية، يبدو لن يتأثر. فمعظم القنوات المحلية يبث أصلا عبر قمر “نيل سات”، أما تلفزيون لبنان، فنجح رئيس مجلس ادارته ومديره العام طلال المقدسي في تأمين استمرارية بث المحطة الرسمية عبر عربسات حتى بعد انتقالها الى عمان. وفي السياق، اوضح “أنني ومنذ تسلمي مهامي على رأس تلفزيون لبنان، أوجدت تعاملا مبنيا على مهنية مع “عربسات” وتواصلا دائما واحتراما متبادلا، وقد دعيت الاسبوع الماضي الى مؤتمر للشركة أقيم في مراكش، لكن ارتباطي سابقا بمؤتمر في مدريد حال دون مشاركتي”. وأضاف “بفضل علاقتي الجيدة وتعاوني الدائم مع “عرب سات”، أُبلغت من المسؤولين فيها مسبقا بأن الشركة ستقفل محطتها في جورة البلوط، فأجريت اللازم لتأمين استمرارية البث. وعليه، ومنذ 4 تشرين الثاني، زُودنا بالترددات الجديدة لننتقل الى البث من الاردن وبدأنا العمل بها منذ امس الاول، وأُبلغنا ان البث بالترددات السابقة سينتهي في 19 تشرين الثاني”. واشار الى ان “من واجباتي ايصال تلفزيون لبنان الى اكبر عدد ممكن من سفراء لبنان في الخارج اي المغتربين، وبناء الجسور بين اللبنانيين والتقريب بين وجهات نظرهم، لافتا الى ان “همي الوحيد تلفزيون لبنان وأنا لا اتعاطى بالاتصالات الجارية بين الوزارات والمعنيين في شأن النزاع بين عربسات والميادين”.