السيمر / الثلاثاء 21 . 11 . 2017
علي المحطوري
يُحسب لصمود اليمن وتعاظم حضوره العسكري والصاروخي وانتصارات سوريا والعراق وتصاعد قوة حزب الله أن ذلك كله أدى إلى انكشاف تهديد آخر في المنطقة يوازي خطر إسرائيل، هو السعودية. حتى ما قبل العدوان على اليمن، لم يكن أحد يتحدث عن علاقات سعودية إسرائيلية إلا بشكل نادر ونادر جداً.
الآن بعد مضي ثلاث سنوات من الهجوم السعودي على اليمن وما حدث من تطورات إقليمية لمصلحة محور المقاومة، صرنا نسمع كل يوم عن الغزل المتبادل بين الرياض وتل أبيب. فتارة يخرج مسؤول إسرائيلي يتحدث عن التقارب مع الرياض، وتارة توفد المملكة أحد صحافييها من أجل مقابلة مع مسؤول إسرائيلي من وزن رئيس هيئة الأركان مثلما رأينا ذلك في مقابلة موقع «إيلاف» السعودي، وقد أدلى إليه المسؤول الإسرائيلي بقوله: «إن السعودية لم تكن يوماً عدواً لإسرائيل». وتلك حقيقة ناصعة ساطعة ظل كثيرون يتجاهلونها ويتعامون عنها.
إن ما بات يتداول في المدة الأخيرة عن علاقات سعودية ــ إسرائيلية يكشف حجم الخديعة الواقع فيها العرب والمسلمون لثمانين عاماً باعتقادهم أن السعودية دولة عربية، فانكشفت أنها كيان إسرائيلي آخر يتكلم بالعربي ما يقوله الإسرائيلي بالعبري، وفق تعبير الوزير الإسرائيلي السابق موشيه يعلون.
وعندما تصل المسألة إلى واحدية التعبير، فلم يعد للغة المستخدمة لإنشاء ذلك التعبير أي قيمة، إذ لا فرق أن تكون عربياً صهيونياً أو عبرياً إسرائيلياً. وغير الغزل المتبادل بين الرياض وتل أبيب، فمجمل المواقف السعودية المتخذة منذ مجيء سلمان إلى الحكم صبّت في مسار واحد ينتهي إلى إخراج العلاقات مع إسرائيل من وضعها السري إلى العلن مقابل توطيد الحكم في أسرة سلمان.
ثمة طرفة معبرة تقول إن أحداً ما هاجم فتاة يهودية يريد منها شيئاً، فصاحت: يهودية، فكان رده عليها: اليهودية في البيت. والطرفة ترمز إلى أن مشاكسة الزوجة في البيت جعلت زوجها ينفر منها ويطلب غيرها ولو بالحرام. وهذا هو واقع ما الناس باتوا يرون أمامهم ما كان خافياً لعقود طويلة، من أن إسرائيل ليست تلك التي تحتل فلسطين فقط، ولكن هناك إسرائيل أخرى سقط القناع عنها واسمها «السعودية»، مشاكسة ومثيرة للمشكلات مع أكثر من بلد.
فيا أيها العرب، وعذراً إن ناديتكم بصفة أنتم تخجلون منها، كونوا أحراراً وأسقطوا آل سعود.
كونوا أحراراً تسلم لكم عروبتكم… وتستردوا فلسطين.
* كاتب سياسي يمني
الاخبار اللبنانية